يخطئ من يظن أن القائمين على الرياضة في مصر كانوا لا يعلمون أن مباريات الدور الثاني للدوري كانت ستمر مرور الكرام دون حدوث شغب أو أعمال عنف، فبعد ثورة 25 يناير التي كانت الوجه المضيء للمصريين منذ عقود، كانت كل الأمور في طريقها الصحيح، ولكن لأن من سلب وسرق ونهب، كان لا يتوقع أن يتم اكتشافه بهذه السرعة، ومن ثم سقوطه هو ومن كان يحركه كقطع الشطرنج، لذا أصبحوا جميعا كمن حصل على ضربة بمطرقة من حديد على أم رأسه فظهر مترنحا يحاول التشبث بأي شيء للوقوف، فقام بتجربة عديد من الوسائل في مختلف المجالات ومنها الرياضة، فحدث الانفلات الأمني المدبر في المدرجات والمباريات، وللأسف فإن أصابع الاتهام تعرف وتعلم من يقوم بذلك، ولكنها لا تستطيع القبض على من يحركهم، لأنهم للأسف قلة مأجورة فضلت مصلحتها الشخصية على العامة، فراحت تعيث فسادا. والغريب أن أذناب التخريب والعنف يختارون مباريات بعينها، مما يؤكد أن للتدمير نية مبيتة، فبالله عليكم.. لماذا اختاروا مباراة الزمالك والإفريقي في دوري أبطال فريقيا؟ لأنهم يعلمون أنها مباراة الفرصة الأخيرة، لا بد فيها من حسم، فهذه المرة ليست الأولى التي يخرج فيها أي فريق مصري في بلده، حتى إن منتخب مصر في بطولة إفريقيا عام 74 خرج أمام زائير في المباراة الشهيرة، ولم نعترض، وتكرر ذلك مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي وغيرها من الأندية.. أما المباراة التي أكدت أن هناك من يقف وراء ذلك التخريب والتدمير، فهي الاتحاد ووادي دجلة، التي أكدت أن الثورة ما زالت في مهدها.. فكم من فرق عريقة تراجعت وطواها النسيان ولم تتحرك جماهيرها من المدرجات اعتراضا على اقترابها من الهبوط أو حتى الهبوط بالفعل. هل نسينا الأوليمبي.. السكة الحديد، أكثر الأندية عراقة؟ هل نسينا هدف سيد عبد النعيم لاعب إنبي في الأهلي الذي منح الدوري للزمالك في مدرجات استاد المقاولون ووسط آلالاف من الجماهير دون أن يحرك أحد من جماهير الأهلي ساكنا؟ دعونا من هذا الهراء، ولنلتفت إلى بلدنا، ولنترك الرياضة تنهض بها جنبا إلى جنب كل المجالات، ولن يحدث ذلك إلا من خلال تأكيد وجود الأمن والأمان، وأن الأحداث السياسية عادية لا تعبر إلا عن نفوس كثير من مرضى السلطة والمتسلقين. نحن في حاجة إلى الهدوء واستعادة الأمل في غد مشرق، ولن يحدث ذلك إلا من خلال حب بلادنا.. كما بدأناه في ميدان التحرير...