الأب: كان سندي وضهري في الدنيا.. الأم: فرح لما قلتله أبوك هيشتريلك توكتوك وقلبي اتقبض لما تأخر علي.. الجيران: كان راجلا وسابق سنه وبيساعد أبوه وإخواته «كان شقيان علينا» بهذه الكلمات تصف مدى شهامة ورجولة وجدعنة الطفل «محمود طاهر» الذي يبلغ من العمر 15 ربيعا، وشهرته "حودة" يعمل سائقا على "توك توك" خلال فترة الإجازة من الدراسة، حيث إنه طالب بالمرحلة الإعدادية، برغم من صغر سنه لكنه كان يأمل في تنفيذ حلمه في إسعاد أسرته وتوفير مناخ ملائم، وتلبية متطلباتهم ومساعدة والدته على ظروف المعيشة خصوصًا أنه يعرف ضيق ذات اليد، وتجهيز إخوته البنات. القدر كان له سيناريو آخر لأحلام "حودة" ليتم قتله على يد عاطل بنحو 25 طعنة متفرقة بأنحاء الجسد في منطقة أوسيم. مع مرور الوقت ظل "محمود" يعمل سائقا على التوك توك، لسد احتياجات الأسرة ومساعدة والده، حيث يعمل "طاهر" في ورشته الخاص به "أستورجي" ولكن الطفل كان يري أن عمل والده في الورشة لا يكفي لسد متطلبات ومصاريف البيت، ولذلك قرر الاعتماد على نفسه وليكون راجل البيت بعد والده ويكون قد المسؤولية والسند.في مساء الأربعاء مع مرور الوقت ظل "محمود" يعمل سائقا على التوك توك، لسد احتياجات الأسرة ومساعدة والده، حيث يعمل "طاهر" في ورشته الخاص به "أستورجي" ولكن الطفل كان يري أن عمل والده في الورشة لا يكفي لسد متطلبات ومصاريف البيت، ولذلك قرر الاعتماد على نفسه وليكون راجل البيت بعد والده ويكون قد المسؤولية والسند. في مساء الأربعاء الماضي كان المجني عليه يعمل على "توك توك" ملك لغيره، قبل أن يستقبل مكالمة تليفونية من والدته تبشره بموافقة والده على شراء "توك توك" خاص به وتحقيق حلمه، ليرد الطفل «حاضر يا أمي هخلص المشوار وهرجع على طول». لم يعلم "حودة" بعد انتهاء مكالمة والدته أنه لن يراها مرة أخرى ولن يفرح بالتوكتوك ملكه، بل أنه لن يكمل الحياة نفسها، ففي غمار التفكير في شراء التوكتوك وتجهيزه، استوقفه "عمرو.م" 34 عاما، عاطل، عرض على الطفل أن يوصله مقابل 50 جنيها، ليقوم باستدراجه على الطريق الزراعي بأوسيم ويسدد له 25 طعنة بأنحاء جسده لسرقة التوك توك ويلوذ بالفرار تاركا خلفة جثة المجني عليه وسط الزراعات. «ابنى ضنايا وسندي اتقتل» يروى "طاهر مصطفي"، والد الضحية، أن نجله كان محبوبا من كل الناس، لأن قلبه أبيض وطيب وجدع «كان سند ليا، وبيقف معايا في مصاريف البيت، ولا عمره زعلني، ولا زعل أي حد، كنت دايما أقوله خلي بالك من نفسك، يقولى (متخفش عليا يا يابا) وأنا راجل وأعرف أحمي نفسي، قتله البلطجى وحرمنى من نور عيني، حسبى الله ونعم الوكيل». «كان شقيان علينا وبيساعد والده في مصاريف البيت» بهذه الكلمات بدأت أسرة المجني عليه الحديث عن الواقعة. تلمع عينا الأم بالدموع حسرة حينما تستحضر في ذهنها، المكالمة الأخيرة لها مع ابنها موضحة أنه قبل الحادث بنحو ساعة «كان لسه مكلمني وقالي هوصل الزبون وهاجي على البيت». تمسك والدة المجنى عليه برأسها لمحاولة استرجاع تفاصيل ما دار عشية الأربعاء الماضي: «لم تمر سوى ساعتين وقلبي ينشغل على ابني وحسيت إنه حصل حاجة، قلت لوالده ابني فيه حاجة أول مرة يتأخر عليا كدا، قعدنا ندور عليه لحد الصبح وبعدها توجهنا إلى الشرطة، وقدمنا بلاغا، لكن تاني يوم بدأنا رحلة البحث عنه مرة أخرى". تشير الأم أنه ظهرت أخبار متداولة على الإنترنت بالعثور على جثة طفل، وبعدها توجه الأب إلى قسم شرطة الوراق، ولكن عندما شاهد جثة ابنه على هاتف التليفون الخاص بضابط الشرطة، لم يصدق أن يكون طفله بهذه الحالة، وبعدها سقط على الأرض مغشيا عليه، وأكد الجيران للقسم أنها جثة الطفل "محمود" الذي يبحثون عنه. تغافل دمعات عيني الأم المصدومة قبل أن تضيف أن "حودة" كان يجلب لها كل يوم الدواء من شغله وتعبه، «كان على طول يقولي أنا راجل يا أمي متخفيش عليا» راحت الحاجة الحلوة اللي في حياتي حسبي الله ونعم الوكيل». «برغم صغر سنه بس كان راجل» كلمات أهالي المنطقة عن المجني عليه ومدى حبهم للطفل. يقول «عبدالصادق» جار الطفل في حزن شديد إن المجني عليه «راجل مش طفل لأنه يتصف بكل صفات الرجولة التي يوصف بها أي شخص، كان يعمل علي التوك توك ولم يعش طفولته التي يعيشها أي طفل، لكنه كان بتاع أكل عيش وشقا». تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بالعثور على جثة أحد الأشخاص مجهول الهوية بدائرة المركز أوسيم، وبها عدة طعنات متفرقة بالجسم. تم تشكيل فريق بحث جنائى لكشف ظروف وملابسات الواقعة.. توصلت جهوده إلى تحديد هوية المجني عليه، وتبين أنه" محمود.ط.م " 15 سنة، سائق مركبة "توك توك"، ومقيم بدائرة قسم شرطة الوراق. وباستكمال التحريات بمعرفة ضباط المباحث أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عمرو.م.ع – عاطل، فتم ضبطه.