هذه الرسالة وصلتنى عبر البريد الإلكترونى، ورأيت لبساطتها أن أنشرها كما هى، حتى بما تحويه من أخطاء لغوية وإملائية؛ إذ إنها تثير قضيتين فى آن واحد: قضية الفساد، الذى ما زال يحتاج إلى منظومة رادعة مبتكرة، وقضية فساد التعليم الجامعى. بين السطور... اقرؤوا الرسالة جيدا، وحاولوا أن تستوعبوا القضيتين منها، من السطور، ومما بين السطور: ازيك يا دكتور... اعتقد انه بقالى فترة كبيرة جدا متابعتش معاك رسائل او ايميلات كما كنت من قبل عشر سنوات... برغم انى من عشاقك ومازلت اهوى ادهم ونور ومازلت اشترى قصصك... تابعتك على صفحات الدستور وحتى بعد ما الت ملكيتها للبدوى وادوارد تابعتك على التحرير... نشرت الاسبوع الماض مقال بعنوان يا فساد يا... عن عن الموظفين المرتشين... وانا عن نفسى قابلت هذه النوعية كثيرا جدا... ولكن هل هم فقط المخطئين...؟... لا اقول هنا ان المواطن هو المخطيء... بل الادارة العليا نفسها الحكومة... حصل معي قريبا جدا منذ اسبوعين موقفا ظريفا لطيفا جدا... وكنت قررت ان ادونه وانشره فى مدونتى ولم انشره بعد... بكل بساطة دفت رشوة مضطرة عشان اوراقى تخلص... بس يا ترى انا دفعتها كدة ببساطة...؟ لاء... انا لما ادخل المؤسسة الحكومية وملاقيش الوقة اللى انا عايزاها ويقوللى الموظف جيبيها م البوسطة ولما اروح البوسطة ملاقيش الورقة ويقوللى في ناس بتبيعها بره... ولما الاقى الناس برة بتبيع الورقة اللى بنص جنية بتلاتة جنية... واشترى لانى مضطرة... ولما الاقى الناس ادام المؤسسة الحكومية يقولولك الاوراق هنا تعالى وريحى نفسك جوه مفيش حاجة واسأله على الورق الاقيه خمس اضعاف السعر بتاعة... وحتى الطابع ابو جنية يبقى سعره تلاته جنية... ساعتها اقول لاء اروح جوه المؤسسة واحاول... يقولى البوسطة... واخد تاكسى خمسة جنية رايح جاي... وبرضه ملاقيش الورق كامل واضطر اجيبه من الناس اللى بره... لما الموظف يقولي الورق ده عادى بعشرة جنية مستعجل بعشرين بس النهاردة مفيش مستعجل وانا لما اقوله انى محتاجة الورق ده النهاردةلان اخر يوم للتقديم النهاردة يقوللي اخلصهولك وتدينى كام...؟ طيب هو يعنى المدير ميعرفش الكلام اللى بيحصل ده...؟ طيب الناس اللى جابت الورق والطوابع ده مش جابته م البوسطة برضه والا سرقته...؟ والا متفقين مع بعض والمكسب تلاتة لتنين...؟ عايزين الفساد يتقطع من راسه مش من ديله... أسفة للإطالة ودمت بكل خير. رحاب صالح كلية الاعلام جامعة القاهرة