دخلت أزمة ترشيح القاضي بريت كافانوه لمنصب رئيس المحكمة العليا فصلًا جديدًا على خلفية ظهور اتهامات بالتحرش وُجهت ضد مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتولي أعلى المناصب القضائية والقانونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لا سيما بعد أن اتخذ مجلس الشيوخ قرارًا بالتصويت على ترشيح الرئيس. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن الإدارة الأمريكية أمرت بتولي مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI مهام التحقيق في مزاعم سوء السلوك الجنسي ضد مرشح دونالد ترامب للمحكمة العليا الأمريكية، وذلك بعد أن صوتت لجنة في مجلس الشيوخ خلال وقت سابق للموافقة على ترشيح بريت كافانوه إلى المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة. بعد اتهام مرشحه لمنصب رئيس المحكمة العليا بالتحرش.. ترامب يصطدم بالديمقراطيين وعلى مدى الأسبوع الماضي، حاول الديمقراطيون استغلال اتهام كريستين بلاسي فورد الباحثة في علم النفس والأستاذة بجامعة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا لكافانوه بالتحرش الجنسي، وذلك بعد كشفها عن تسجيلات جلسة علاج نفسي تمت في عام 2013، وصفت خلالها أن كافانوه كان قد حاول الاعتداء عليها في مرحلة الدراسة الثانوية، مستغلة بعض التسجيلات الخاصة بعملية العلاج النفسي في تلك القضية. وخلال الأسبوع الماضي، طلب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، أن يتولى مكتب التحقيقات الفيدرالي عملية التحقيق في قضية كافانوه، وهو الأمر الذي كانت تستعد له إدارة ترامب بشكل واضح. وعلى الرغم من استعداد ترامب وإدارته لما يمكن أن يوصف بمحاولات تأخير الانتخابات على منصب رئيس المحكمة العليا من قبل الديمقراطيين، خصومه السياسيين في الولاياتالمتحدة، غير أن الرئيس الأمريكي فوجيء بموقف مشابه من حزبه السياسي. وأعلن الرئيس ترامب عن هذه الخطوة يوم الجمعة وقال: "لقد أمرت مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء تحقيق تكميلي لتحديث ملف القاضي كافانوه، وكما طلب مجلس الشيوخ، يجب أن يكون هذا التحديث محدودًا في نطاقه ويستغرق أقل من أسبوع واحد". وسيشمل تحقيق مكتب FBI إعادة فحص الخلفية الذي تم إنجازه مسبقًا عن القاضي كافانوه، وهو ما قد يعني العودة إلى شهود عيان أو التحدث إلى آخرين جدد. مرشح ترامب للمحكمة العليا يرد على اتهامه بالاعتداء الجنسي أحد الأعضاء الجمهوريين لم يؤيد عملية التصويت على ترشيح ترامب للمحكمة العليا في مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن هذه الخطوة يجب أن تستند إلى نتائج فعلية للتحقيقات الفيدرالية، ونتيجة لذلك، تأخر التصويت الكامل لمجلس الشيوخ على تأكيد ترشيح القاضي كافانوه لمدة تصل إلى أسبوع. واستمعت اللجنة يوم الخميس الماضي إلى شهادة من كريستين بلاسي فورد، قالت خلالها إن القاضي كافانوه اعتدى عليها جنسيًا عندما كانوا مراهقين في الثمانينيات، ومن جانبه أدلى القاضي كافانوه بشهادته، ورفض بغضب الادعاء واتهم الديمقراطيين بتسييس العملية وإيذاء عائلته وسمعته. وكان القاضي قد أبلغ اللجنة في بيان مكتوب بأنه لا يتذكر أي حادث من هذا القبيل، وقالت باربارا فان جيلدر محامية القاضي: "إذا طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي وكالة لإنفاذ القانون تعاون القاضي، فسوف يجيب على جميع الأسئلة المطروحة عليه". وردًا على تصريح الرئيس ترامب، قال القاضي كافانوه "لقد فعلت كل ما طلبوه وسأواصل التعاون". وقالت محامية الدكتورة فورد، ديبرا كاتز، إن موكلتها رحبت بالخطوة، لكنها شككت في الحد الزمني لمدة أسبوع. وأضافت كاتز: "إجراء تحقيق شامل في مكتب التحقيقات الفيدرالي أمر بالغ الأهمية لإظهار جميع الحقائق ذات الصلة، لا ينبغي فرض أي قيود مصطنعة على الوقت أو النطاق في هذا التحقيق". وعلى الرغم من أمر التحقيق في مكتب التحقيقات الفدرالي، استمر الرئيس ترامب في الدفاع عن القاضي كافانوه، وقال ترامب خلال لقاء إعلامي سابق: "لماذا لم يتصل أحد بمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل 36 عامًا، للإبلاغ عن الواقعة التي تزعمها كريستين بلاسي فورد بشأن تعرضها لاعتداء جنسي من قبل بريت كافانوه". وأضاف ترامب: "يمكنك القول، لماذا لم يتصل أحد بمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل 36 عاما؟ كما يمكن القول أيضًا متى حدث كل ذلك؟". مرشح ترامب للمحكمة العليا يهدد سيطرة الجمهوريين على الكونجرس وعلى الرغم من موافقة نسبة كبيرة من الجمهوريين على التحقيق الجديد، إلا أنهم حاولوا أمس الجمعة في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ نسف محاولات ديمقراطية لاستدعاء مارك جادج، وهو صديق للقاضي كافانوه الذي قالت فورد إنه كان شاهدًا على عملية الاعتداء عليها منذ 36 عاما.