لم تعد المعوقات التي تواجه بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي تتعلق فقط بالشق الاقتصادي وما يتبعه من انخراط لندن في العشرات من الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الحرة مع دول الاتحاد، بل باتت أيضًا ملفات أخرى تدق جرس الإنذار على طاولة الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي. الطيران وحرية الملاحة الجوية كان الملف الأبرز هذا الأسبوع على مكتب رئيسة الحكومة البريطانية، وهو الأمر الذي قد يصدر أزمات جديدة لعدد من القطاعات الأخرة، حيث من المتوقع أن تتعطل الرحلات الجوية البريطانية بشكل كامل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق طيران محدد مع بروكسل. تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية جرس إنذار لبريطانيا تيريزا ماي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية على تحذيرات رسمية بشأن صعوبة الأوضاع بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك حال فشل التوصل إلى اتفاق بهذا الصدد بين الطرفين، حيث لن تمنح قواعد منظمة التجارة العالمية (WTO) حقوق مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة للحكومة البريطانية، إذا ما تم تفعيل خروجها من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق شامل، وذلك وفقًا لتقرير صادر مركز أبحاث الشؤون الاقتصادية. وقال معهد الشؤون الاقتصادية إن ترك سوق الطيران الموحد للاتحاد الأوروبي "سام" في مارس المقبل دون ترتيب بديل من شأنه أن يجرد معظم شركات الطيران التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها من تراخيص تشغيلها في البلدان السبعة والعشرين. يغطي سام حاليًا حقوق المملكة المتحدة فيما يسمى ب"حرية الجو"، والتي تشمل التحليق في البلدان دون هبوط وتشغيل رحلات داخلية في بلدان أجنبية، وبالتالي ستفقد المملكة المتحدة حقوق النقل الجوي التي تشمل دولًا بما فيها الولاياتالمتحدة وكندا وسويسرا، كونها قد تمت من خلال الاتحاد الأوروبي، والتي لن تصبح بريطانيا جزءا منه بحلول مارس المقبل، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية. وقال جوليان جيسوب، كبير الاقتصاديين في المعهد: "إذا لم تكن هناك ترتيبات بديلة، فإن ذلك سيكون سيئًا، ولن يُسمح للطائرات بالتحليق". العقوبات الأمريكية تصطدم ب«دول اليورو».. وأوروبا تستقل سياسيًا عن واشنطن بدائل صعبة وعلى الرغم من الصعوبات المتوقعة، إلا أن تركيز بريطانيا على جهود بديلة في الفترة الحالية، قد يخلق لها عدد من البدائل بعد الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الانضمام إلى دول أخرى غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل النرويج وأيسلندا كأعضاء في منطقة الطيران الأوروبية المشتركة “ECAA”. الانضمام إلى تلك المنظمة -وإن كان بديلًا واقعيًا- سيعني اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، ومن ثم فإن هناك مشكلات جديدة تواجه خطط لندن للبريكست، خاصة وأن تلك الاتفاقات ستؤثر بشكل واضح على الملامح الرئيسية التي اعتمدتها الحكومة في هذا الصدد. ويأتي الخيار الثاني متمثلًا في التفاوض بشأن اتفاقية تجارة حرة مخصصة للطيران، وذلك على الرغم من أن هذا قد يعني تقليل الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه النقطة ليست المشكلة الوحيدة، فعملية التفاوض نفسها قد لا تتم خلال وقت قصير، وتحديدًا خلال فترة ال6 شهور المتاحة قبل التطبيق الرسمي والفعلي للخروج البريطاني. آمال بريطانية كانت المملكة المتحدة رائدة على مستوى العالم في مجال الطيران، مما يعني أن لديها "الكثير من النفوذ" كأكبر سوق في أوروبا وثالث أكبر سوق في العالم. وأشار التقرير إلى المصالح المتبادلة القوية، قائلاً: "إن خسارة الاتحاد الأوروبي لبريطانيا، ستكون ضارة أيضًا للقارة، خاصة في مجال السياحة". بريطانيا تجد ضالتها في الصين للاستعداد لما بعد الخروج الأوروبي وبطبيعة الحال، ستظل شركات الطيران الأجنبية في الاتحاد الأوروبي راغبة في الاستمرار بالطيران من المملكة المتحدة وإليها، وهو ما يعني أن منطقة اليورو قد تكون حريصة بنفس القدر على التوصل لاتفاق يحول دون توقف الطيران البريطاني. بريطانيا واحدة من الدول صاحبة التاريخ الطويل في صناعة الطيران المدني، حيث يستخدمها 430 مليون راكب سنويًا، بواقع 12 مليون راكب استخدموا مطار هيثرو في رحلاتهم الجوية خلال الربع الأول من عام 2018 فقط. وتمتلك الخطوط الجوية البريطانية 293 طائرة عاملة، واستطاعت خلال العام الماضي أن تحقق معدل تشغيل بلغ 82% من السعة القصوى لطائراتها. وبشكل عام دخلت بريطانيا في العديد من الصفقات التجارية والاتفاقيات الاقتصادية التي من شأنها أن تؤمن خطط البلاد فيما بعد الخروج البريطاني.