لا يزال الفلسطينيون يعيشون صراعًا طويل الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت المجتمع الدولي، الذي يرفض توجيه أصابع الاتهام إلى الكيان المغتصب، لكن سرعان ما حملت الأممالمتحدة على عاتقها إطلاق مبادرة لحماية الفلسطينيين من بطش الاحتلال. أمس، قدَم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، 4 مقترحات لحماية المدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي تتراوح بين إنشاء قوة عسكرية أو شرطة مسلحة إلى نشر مراقبين مدنيين أو تعزيز وجود الأممالمتحدة على الأرض وزيادة المساعدات الإنسانية. كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعت في وقت سابق إلى توفير حماية للسكان المدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، وطلبت من "جوتيريس" تقديم مقترحات حول المدنيين الفلسطينيين وتوصياتهم، فيما يتعلق بآلية الحماية الدولية. وعلى الفور، طلبت الجمعية اتخاذ خطوات فورية من أجل إنهاء سياسة الإغلاق والقيود التي تفرضها إسرائيل على حركة التنقل والوصول إلى قطاع غزة، حيث صوَت لصالح القرار المعنون "حماية السكان المدنيين الفلسطينيين" 120 عضوًا وعارضه 8 وامتنع 45 عن التصويت، بحسب "بي بي سي". اقرأ أيضًا: بشكل سري.. إسرائيل تتفق مع «حماس» على رفع الحصار عن غزة وتضمنت المقترحات الأربعة التي قدمها الأمين العام هي: زيادة الوجود الأممي على الأرض وتعزيزه بخبراء حقوق الإنسان وخبراء التنسيق والتعاون والشؤون السياسية مكلّفين بتقييم الأوضاع في الأراضي المحتلة، وتقديم مساعدات إنسانية وانمائية إضافية تهدف لتحسين سبل عيش المدنيين. أضف إلى ذلك، نشر مراقبين مدنيين تكون مهمتهم الإبلاغ وإعداد تقارير تتعلق بتوفير الحماية يتواجدون في المناطق الحساسة مثل نقاط التفتيش وسياج غزة والمناطق القريبة من المستوطنات والمعابر، وأخيرًا توفير الحماية الطبيعية أو المادية للشعب الفلسطيني عن طريق نشر قوات مسلحة أو قوات شرطية مسلحة، إذا وافق مجلس الأمن على ذلك، مهمتها الردع وضمان سلامة السكان المدنيين. "الأمين العام للأمم المتحدة" أوضح إمكانية أن تقوم مجموعة من الدول بالعمل بموجب تفويض من الأممالمتحدة بتوفير الحماية المادية بدلًا من مهمة الأممالمتحدة، لافتا إلى أن أكثر من 50 عامًا من الاحتلال العسكري الإسرائيلي والتهديدات الأمنية المستمرة وضعف المؤسسات السياسية وتعثر عملية السلام سيجعل من الحماية تحديًا معقدًا من النواحي السياسية والقانونية والعملية. وشدد جوتيريس على أن حل حماية المدنيين الفلسطينيين يكون بتسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، مشيرًا إلى أن بعثة مراقبين مدنيين تابعين للأمم المتحدة أو بعثة عسكرية أو شرطة جديدة تعمل بموجب تفويض من الأممالمتحدة سوف تتطلب موافقة مجلس الأمن، وفقا للقناة. اقرأ أيضًا: مصر توقف حربا جديدة على غزة.. وإسرائيل ترحب بالهدنة وأوضح أن مهمات الأممالمتحدة التي تعمل حاليًا في المنطقة لا توفر الحماية للمدنيين، وأن الأمر متروك لأعضاء المجلس لتوسيع نطاق الولايات لتشمل الحماية. تصريحات الأمين العام، جاءت في وقت تصاعدت حدة التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث شارك أمس، آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار، وذلك تذكيرًا للعالم بالمأساة التي حدثت للمسجد الأقصى المبارك عام 1969، وتأكيدًا على أن الفلسطينيين أمام عدو مجرم متغطرس، لا يحترم المقدسات ولا الأديان ولا الأعراف المتعارف عليها دوليًا، بحسب "فرانس برس". يذكر أن أول عملية لحفظ السلام من جانب الأممالمتحدة هي بعثة هيئة الأممالمتحدة لمراقبة الهدنة الموجودة في القدسالمحتلة والتي أنشئت في عام 1948، وظل المراقبون العسكريون للهيئة منذ ذلك الوقت يتواجدون في المنطقة لمراقبة عمليات وقف إطلاق النار واتفاقات الهدنة ومنع حدوث أي حوادث أو منعها من التصاعد. وحاليًا لا تملك تلك البعثة أي صلاحية لحماية السكان المدنيين كون هدفها الاستقرار في الشرق الأوسط وهي مكونة من أكثر من 140 مراقبًا عسكريًا دوليًا وأكثر منهم بقليل من المدنيين الدوليين ومثلهم من المحليين. اقرأ أيضًا: إسرائيل تعاقب قطاع غزة بعد عجزها عن مواجهة الطائرات الحارقة ورغم ذلك، قدَم مبعوث الأممالمتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، اقتراحًا لإنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، تضمنت تهدئة غير مرهونة بزمن، ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وبين إسرائيل، ووقف إطلاق البلالين الحارقة من قطاع غزة، مقابل فتح معبر كرم أبو سالم وعودة تدفق البضائع، مع زيادة مساحة الصيد ل9 ميل وقد تمتد إلى 12 ميلًا". ويشمل المقترح أيضًا "زيادة ساعات الكهرباء التي تصل إلى غزة من محطة توليد الكهرباء إلى 8 ساعات على الأقل، من خلال إدخال الوقود إلى محطة التوليد"، بحسب وكالة فلسطين. وأخيرًا، يجب التأكيد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل ممارساته ضد الكيان الإسرائيلي من أجل استرداد أراضيه التي اغتصبت بمباركة المجتمع الدولي مهما كانت التضحيات.