على مدار سنوات طويلة، كان للتطور الرقمي والتقني دورا كبيرا في الصراع السياسي والتطوير العسكري بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الأمر الذي أيضًا كان له دور واضح في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية للبيت الأبيض نهاية 2016، والتي أسفرت عن تولي المرشح الجمهوري دونالد ترامب مهام قيادة البلاد على حساب نظيرته الجمهوري هيلاري كلينتون. وحسب تقارير جديدة أبرزتها مجلة رابلر الفلبينية، فإن القراصنة الروس يستهدفون حملة لإعادة ترجيح كفة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية المقرر لها نوفمبر من العام الجاري، حيث يتزامن هذا التوقيت مع منتصف مدة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدةالأمريكية. وأوضح العالم الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن السيبراني كيفين ميتنيك، أن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لم يكن سيبرانيًا أو يستهدف اختراق الأنظمة الأمنية في العديد من المؤسسات الأمريكية الحساسة، بل كان في صورة تداول لمعلومات خاطئة تهدف في المقام الرئيسي لترجيح كفة مرشح دون الآخر. اقرأ أيضًا: كيف تسلل الروس إلى ملفات الأمن القومي الأمريكي؟.. إسرائيل تجيب وأضاف ميتنيك: "بصفتي هاكرًا أخلاقيًا وباحثًا أمنيًا ومحلل للبيانات، رأيتُ عن كثب كيف أصبحت المعلومات المضللة محورًا جديدًا للهجمات السيبرانية، وخلال حديث أخير لي أكدت أن الحرب الإلكترونية لم تعد مجرد تفاصيل تقنية لمنافذ وبروتوكولات الكمبيوتر، وبدلًا من ذلك، أصبحت المعلومات المضللة ووسائل الإعلام الاجتماعية أفضل أدوات القرصنة". وأوضح كيفين ميتنيك الذي كان مستشارًا للأمن السيبراني في الولاياتالمتحدة خلال تسعينيات القرن الماضي، أن وسائل الإعلام الاجتماعية تتيح الفرصة لأي شخص، بما في ذلك ضباط المخابرات الروسية والمتصيدون المحترفون، نشر محتوى مضلل على نطاق واسع". وشدد ميتنيك على أن خبراء الأمن السيبراني في الولاياتالمتحدة يعرفون أن وكالات الاستخبارات الروسية تقوم بهذه الأعمال في حرب المعلومات والأنظمة السيبرانية، غير أنه شكك في أن لديهم أي فكرة عن مدى شمولهم وتكاملهم حتى الآن. وسائل الإعلام الاجتماعية، كانت المهمة الرئيسية للروس خلال عام 2016، حيث تم إنشاء العديد من الحسابات لأشخاص تتراوح أعمارهم من 18 إلى 20 عامًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وفيسبوك على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي ساهم بشكل رئيسي في انتشار العديد من المعلومات المضللة عن سير الانتخابات الرئاسية. وكانت المهام الموكلة لتلك المجموعات هي تشويه المرشحة الديمقراطية المنافسة لترامب، وهو ما بالفعل أتى ثماره خلال وقت قصير، غير أنه فتح الباب أمام العشرات من الاتهامات التي طالت فيسبوك. للمزيد: «فيسبوك» توجه ضربة لشبكة توجيه رأي عام في روسيا وخلال السنوات القليلة الماضية، اهتز عرش منصات التواصل الاجتماعي بشدة، خاصةً بعد أن تكشفت العديد من القضايا الخاصة بالحملات الإعلانية الممولة، والتي لم يهتم فيسبوك بمعرفة مصدرها الرئيسي. واعتبرت الأوساط السياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الإعلانات تدخل واضح من جانب الهاكر الروسي في الانتخابات الأمريكية. التقارير الأخيرة والتي أبرزتها المجلة أكدت أن التدخل الروسي في انتخابات 2016 قد يتكرر في العديد من العمليات الأخرى، والتي قد يكون أقربها الانتخابات النصفية في عام 2018. محاولات الاختراق المقبلة للهاكرز الروس، سيكون عبر نفس الوسائل التي استخدمتها في 2016، والتي كانت السبب في ترجيح كفة الرئيس الأمريكي في مواجهة كلينتون، غير أن أي تدخل لهم في الاستحقاق النصفي الذي سيجرى العام الجاري سيكون لصالح الديمقراطيين. للمزيد: هاكرز يفشلون في اختراق الموقع الإلكتروني للرئيس الروسي وخلال السنوات الماضية، حذرت العديد من الأجهزة المعلوماتية نظيراتها الأمريكية من الهجمات السيبرانية الروسية، فبعد أن نجح هاكرز إسرائيلي في اختراق برامج تجسس روسية، اكتشفوا أن موسكو تستغل برمجيات لمكافحة الفيروسات من إنتاج "كاسبرسكي لاب"، والتي يستخدمها 400 مليون شخص في العالم، من بينها وكالات حكومية أمريكية، وخلال عام 2015 وحسب ما ورد في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن الجواسيس الإسرائيليين الذين تسللوا إلى "كاسبرسكي" عام 2015، حذروا نظراءهم الأمريكيين من الاختراق الروسي، مؤكدين أن التعامل مع مثل هذه العمليات الأمنية يجب أن يكون بحذر شديد، لا سيما وأن العديد من الأوساط الأمنية في الولاياتالمتحدة قد أعلنت حالة الطوارئ استعدادًا لأي هجوم جديد.