مؤخرا احتدم الجدال بين تريكا والولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية عدة قضايا، لا سيما بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره رجب طيب أردوغان بفرض عقوبات، لينفجر الأخير غضبا ويعلن استعداده للجوء إلى المحكمة الدولية لمقاضاة واشنطن. اليوم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تتراجع عن موقفها في ظل التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على أنقرة ما لم تفرج عن قس أمريكي محتجز، إضافة إلى إمكانية تعليق صفقة الطائرات المقاتلة F-35. أردوغان أشار إلى أن الصداقة بين الولاياتالمتحدةوتركيا على المحك في هذا الخلاف، موضحا أن بلاده لن تأخذ خطوة للوراء عندما نواجه العقوبات.. عليهم ألا ينسوا أنهم سيخسرون شريكًا مخلصًا، وفقا ل"خبر تورك". أضف إلى ذلك، التنويه بأن أنقرة ستلجأ إلى التحكيم الدولي ما لم تسلمها الولاياتالمتحدة مقاتلات من طراز F-35. اقرأ أيضًا: أمريكا تعاقب تركيا بسبب صواريخ «إس -400».. وتوقف تسليمها «المقاتلة الشبح» ويواجه القس الأمريكي أندرو برانسون اتهامات بمساعدة جماعة تقول أنقرة: إنها "وراء تدبير محاولة انقلاب عسكري في العام 2016، قد تصل عقوبة السجن بها إلى 35 عامًا". لكن المفاجأة هنا، رسالة وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، إلى رئيسي لجنتي الخدمات المسلحة في الكونجرس، حيث حذر من فرض عقوبات على تركيا حال شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400". وبحسب وكالة "بلومبيرج" الأمريكية، قال ماتيس: إن "وقف تسليم تركيا مقاتلات "F-35" إذا أصرت على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، قد يدفع أنقرة إلى وقف تزويد شركة (لوكهيد مارتن) بقطع الغيار، ما سيوقف إنتاج المقاتلات. وكتب ماتيس في رسالته التي وجهها إلى رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب ماك ثورنبيري، ورسالة مماثلة للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، بتاريخ 7 يوليو الجاري، أنه يعارض إزالة اسم تركيا من برنامج شراء المقاتلات، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث خلل في سلسلة الإمداد على المستوى الدولي، من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأخير تسليم المقاتلات. اقرأ أيضًا: «إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى نقطة لصالح تركيا، أنها من بين الشركاء الدوليين الثمانية الأصليين لطائرة "F-35" التي تعتمد على المبيعات الدولية، بالإضافة إلى المبيعات الأمريكية، وأن تركيا استثمرت 1.25 مليار دولار في مرحلة تطوير الطائرة، وفقا ل"روسيا اليوم". "بلومبرج" نقلت عن شركة "لوكهيد مارتن" قولها: إن "عشر شركات للصناعات الدفاعية في تركيا تُساهم بشكل كبير في إنتاج قطع غيار ومكونات المقاتلات، مثل شاشات العرض في قمرة القيادة، وإنتاج الغلاف الخارجي وأبواب قسم الذخيرة والقنوات الهوائية". وأنه في حال توقف سلسلة التوريد التركية اليوم، فسيؤدي ذلك إلى توقف إنتاج الطائرات، وتأخير تسليم ما بين 50-75 طائرة، وسيستغرق الأمر ما بين 18 و24 شهرًا تقريبًا لإعادة توريد الأجزاء التي تصنعها الشركات التركية، بحسب الشركة. كانت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي قد مررت نسختها لميزانية وزارة الدفاع (البنتاجون)، التي تبلغ 716 مليار دولار، والتي تنص في أحد بنودها على منع تركيا من شراء مقاتلات "F-35" الأمريكية. اقرأ أيضًا: تركيا تصفع واشنطن مجددًا.. وتتعاقد على منظومة «بانتسير- إس1» الروسية ووقعت تركياوروسيا اتفاقية قرض في ديسمبر 2017، ضمن إطار صفقة لشراء بطاريتين لمنظومة "إس 400"، كما اتفق الجانبان على التعاون التكنولوجي في تطوير إنتاج المنظومة الدفاعية في تركيا. وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات لتركيا من طرف ممثلى الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقالت واشنطن: إن "شراء منظومة صواريخ إس 400، يمكن أن يؤثر سلبًا على تزويد تركيا بطائرات F-35". من جانبها صرحت أنقرة أن تركيا تنظر في شراء مقاتلات روسية حديثة في حال رفضت واشنطن توريد طائرات "F-35" لها. بينما علق وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "ليس هناك أي سبب لعدم تزويدنا بطائرات (F-35) الأمريكية، ولا نريد تخريب العلاقات مع حليفتنا الولاياتالمتحدة، لكن في حال بروز أي مشاكل، لن تبقى تركيا من دون بديل، وبإمكاننا شراء الطائرات من روسيا أو من أية دولة في حلف الناتو". مراقبون في واشنطن أكدوا أن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي ستستدعي إجراء اتصالات ثنائية على مستوى رفيع لتفادي تأثر الحلف الغربي بأي انعكاسات لتردي العلاقات بين واشنطنوأنقرة.