خلال الفترة الماضية، قامت الولاياتالمتحدة بتصعيد لهجتها العدائية ضد النظام الإيراني، في محاولة لإسقاطه، فبعد انسحابها من الاتفاقية النووية وفرض عقوبات اقتصادية على البلاد، أعلنت دعمها للمظاهرات التي تجتاح إيران. وفي تغريدة له مساء الأحد، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران، من التعرض لعواقب وخيمة في حالة توجيه أي تهديدات للولايات المتحدة. ولم تكن هذه التصريحات مفاجئة، حيث صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، الاثنين الماضي، إلى أن لغة ترامب كانت "قوية إلى حد ما" تجاه إيران طوال الوقت. وأشارت إذاعة "إن بي أر" الأمريكية، إلى أن إدارة ترامب تعمل على زيادة التصريحات حول ما تصفه بسلوك إيران "الخبيث" في المنطقة، ويبدو أن مسؤولي الإدارة يحاولون تشجيع الإيرانيين على الانتفاض ضد حكومتهم. وتصاعدت الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة في إيران، حيث تواجه البلاد أزمة اقتصادية، ازدادت حدتها منذ قرار ترامب في مايو الماضي بالانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على البلاد. وقام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالتغريد حول الاحتجاجات، في محاولة منه للتأكيد للإيرانيين أن إدارة ترامب تدعم أولئك الذين يعارضون النظام الإيراني. اقرأ المزيد: واشنطن تطلق قناة للإيرانيين باللغة الفارسية: نقف معكم وفي كلمة ألقاها يوم الأحد، قال بومبيو إن مجلس هيئة الإذاعة المحافظة، يحاول مساعدة الإيرانيين على مواجهة الرقابة المفروضة على الإنترنت. وأضاف أن "المجلس أطلق أيضًا قناة تليفزيونية جديدة باللغة الفارسية"، مشيرًا إلى أن "الأمر لن يقتصر على التليفزيون فقط، بل سيكون هناك محطة إذاعية ومحتوى مخصص لمواقع التواصل الاجتماعي، حتى يعرف الإيرانيون العاديون داخل إيران وحول العالم أن أمريكا تقف إلى جانبهم". وعندما سُئل خلال الكلمة التي ألقاها في كاليفورنيا، عما إذا كان من الواقعي الاعتقاد بأن الشعب الإيراني سيكون قادرًا على السيطرة على البلاد في مواجهة ما وصفه بومبيو بأنه نظام "مافيا"، أجاب وزيرة الخارجية "بالتأكيد نعم"، إلا أن السفير الأمريكي السابق جون ليمبرت، وهو نائب سابق لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون إيران، أعرب عن شكوكه في تأكيدات بومبيو. وقال ليمبرت للإذاعة الأمريكية عن تصريحات بومبيو "أتساءل عمن يمده بهذه المعلومات"، مضيفًا أنه "من الواضح من خطابه أنه لا يفهم شيئا عن الديناميات الداخلية للبلاد". وكان ليمبرت من بين المحتجزين في السفارة الأمريكية في طهران، أثناء أزمة الرهائن الإيرانية في الفترة من 1979 إلى 1981، وعمل مستشارًا لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. اقرأ المزيد: مجاهدي خلق.. الذراع المسلح للمعارضة الإيرانية وأعرب السفير السابق عن قلقه بشأن تأثير جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية، التي تدعو إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية، وكانت مدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية حتى عام 2012. ويدعم مستشار الأمن القومي لإدارة ترامب جون بولتون، منظمة مجاهدي خلق، كما قامت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي، بإعادة نشر مقطع فيديو تم نشره الأسبوع الماضي على حساب رسمي لمنظمة مجاهدي خلق. إلا أن وزارة الخارجية أكدت إنه لم يتم دعوة أي عضو في الجماعة الإيرانية إلى خطاب بومبيو، مضيفة أن رسالته كانت تتعلق بدعم المحتجين الإيرانيين داخل البلاد. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، قوله إن تهديدات ترامب ضد إيران ما هي إلا "حرب نفسية". فيما يرى هادي غائمي مدير"مركز إيران لحقوق الإنسان"، وهي مجموعة غير هادفة للربح مقرها مدينة نيويورك، أن هذا العام قد يكون حاسمًا بالنسبة للناشطين الإيرانيين. وأضاف "أرى جيلًا جديدًا من الإيرانيين ظهر على الساحة، وهم صابرون للغاية، وتضرروا بشكل كبير من الطريقة التي يدفعون بها ثمن سياسات حكومتهم الخارجية والداخلية". اقرأ المزيد: بعد الدعم الأمريكي.. هل تنجح المقاومة الإيرانية في إسقاط النظام؟ إلا أن غائمي أكد ل"إن بي أر" أن السياسات الأخرى لإدارة ترامب، مثل حظر السفر وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على البلاد، قد تؤذي المواطنين الإيرانيين العاديين. وأشار إلى أنه "من الغريب أن تكون الإدارة الأمريكية مهتمة للغاية بشأن حقوق الإنسان في إيران، لكنها في الحقيقة، تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في بلدان أخرى". من جانبها، أعربت الباحثة الإيرانية آريان طباطباي من جامعة جورجتاون، عن قلقها من أن تتسبب السياسات الأمريكية في نتائج عكسية، قائلة "لدينا مشكلة هامة عندما يتعلق الأمر بإيران على عدد من المستويات". وأضافت أن أهمها من وجهة نظرها، التصريحات المعادية للنظام الإيراني، مشيرة إلى أن إدارة أوباما كانت مصممة على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وانتهى بها الأمر إلى تجاهل المتظاهرين داخل البلاد. من ناحية أخرى "يعتقد ترامب أن نجاح خطته باتخاذ موقف متشدد تجاه كوريا الشمالية، من الممكن أن تنجح مع إيران"، إلا أنها أكدت "لا أعتقد أن هذا سينجح".