يبدو أن كوريا الشمالية في طريقها للانتهاء من بناء غواصة تعمل بوقود الديزل قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، على الرغم من القمة التاريخية التي جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث كشفت مصادر استخباراتية من كوريا الجنوبية، عن قيام بيونج يانج بنقل العمال والمواد، إلى ميناء "سينبو" حيث يعتقد أنه يتم بناء الغواصة به. ونقلت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، عن عدد من الخبراء الكوريين الشماليين، قولهم إنه على الرغم من التطورات الأخيرة، فإنه من المبكر القول إن قمة ترامب وكيم فشلت. حيث يرى يانج أوك، كبير المحللين الأمنيين في منتدى كوريا للدفاع والأمن أنه "من المبكر القول إن الكوريين الشماليين تراجعوا عن التزاماتهم بنزع السلاح النووي". إلا أنه أضاف أن "صور الأقمار الصناعية الأخيرة تكشف أن كوريا الشمالية لم تتخلَ عن برنامجها لصناعة الغواصات القادرة على إطلاق صواريخ باليستية". برنامج كوريا الشمالية لبناء الغواصات، وصواريخها الباليستية التي تطلق من الغواصات، لا تعد تطورًا حديثًا، حيث يتابع خبراء الأسلحة الدوليين تطور برامج أسلحة بوينج يانج منذ سنوات. اقرأ المزيد: هل فشلت زيارة مايك بومبيو إلى كوريا الشمالية في تحقيق أهدافها؟ ففي وقت متأخر من العام الماضي، كشفت صور الأقمار الصناعية، التي نقلها موقع "نورث 38"، عن أعمال بناء غواصة، مستمرة في ترسانة "سينبو" جنوبي البلاد. حيث التقطت الأقمار الصناعية، صورًا لما قد يكون أجزاء من بدن غواصة تعمل بوقود الديزل قادرة على إطلاق صواريخ باليستية، من طراز "سينبو سي". وقد تكون الغواصة نسخة مطورة من الغواصة التجريبية من طراز "سينبو" التي استخدمت لاختبار قدرات كوريا الشمالية على إطلاق صواريخ باليستية من الغواصات. وأشار موقع "نورث 38" إلى أن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في نوفمبر الماضي، تظهر أجساما دائرية، قد تكون أجزاء من بدن الغواصة". وأضاف الموقع "أن طول قطر أحد الأجزاء وصل إلى 7.1 متر، وطول قطر الجزء الآخر تراوح بين 7.1 و6.1 متر، وضم الجزء الأكبر ما يبدو أنه وصلتين معدنيتين، يمكن أن يستخدما لدعم بدن الغواصة من الداخل". ويرى الموقع المهتم بشؤون كوريا الشمالية، أن الغواصة الجديدة التي يطلق عليها "سينبو سي"، أكبر من الغواصة الهجومية "روميو 633" التي طورتها بيونج يانج بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي في الخمسينات من القرن الماضي، حيث تمتلك في أسطولها 20 غواصة متهالكة من طراز "روميو". اقرأ المزيد: رغم اتفاق «سنغافورة».. كوريا الشمالية تواصل أنشطتها النووية وذكر المحلل السياسي أنكيت باندا في مقال له أن معدل إزاحة الغواصة "سينبو سي" يتجاوز الألفي طن، وقد تكون أكبر القطع البحرية التي بنتها البحرية الكورية الشمالية منذ بناء الفرقاطة "ناجين". ومن المحتمل أن تستمد الغواصتان "سينبو سي" و"سينبو بي" تصميمها من تكنولوجيا الغواصات السوفيتية، والتي تعتمد في تصميمها على الغواصة الألمانية "XXI" من زمن الحرب العالمية الثانية. ويبدو أن الغواصة "سينبو بي" بنيت خصيصًا لاختبار الصاروخ الباليستي من طراز "بوك جوك سونج 1"، وغيره من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات. وقال موقع "نورث 38" "إن استمرار وجود هذه الأجزاء يشير إلى استمرار اختبارات إطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات، وإذا كان هذا صحيحًا، فمن المحتمل أن يكون هذا استمرارًا لحملة اختبار الإطلاق التي تم الإبلاغ عنها خلال شهر يوليو من هذا العام". وأضاف أنه "بغض النظر عن ذلك، ينبغي توقع اختبارات إطلاق صواريخ إضافية في المستقبل، من أجل تطوير صواريخ "بوك جوك سونج 1"، أو "بوك جوك سونج 3" أو غيرها من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، حيث سيكون مثل هذا الاختبار مفيدًا أيضًا في التحقق من صحة أنظمة إطلاق الصواريخ لفئة جديدة من الغواصات". في حين أنه لا يمكن مقارنة الغواصة "سينبو سي" الجديدة وصواريخها بغواصات الصواريخ الباليستية التي تعمل بالطاقة النووية في الولاياتالمتحدة، أو روسيا، فإن إضافة غواصات مسلحة نوويا سيزيد من قدرات الترسانة النووية الكورية الشمالية بمجرد أن يتم بناء غواصات بأعداد كافية. اقرأ المزيد: أمريكا في خطر بسبب الغواصات الروسية والصينية وسيتعين على القوات الكورية الجنوبية والأمريكية تخصيص غواصات إضافية لإيجاد وتتبع غواصات كوريا الشمالية الجديدة، حيث تعقد هذه الغواصات من مشكلة استهداف القطع البحرية الأمريكية. وأكدت المجلة الأمريكية أن غواصات "سينبو بي" و"سينبو سي"، قد لا تكون مؤثرة بشكل خاص، ومع ذلك، من المدهش أن دولة فقيرة ومتخلفة من الناحية التكنولوجية ذات قدرات صناعية بدائية، مثل كوريا الشمالية، قد تمكنت من تطوير وتصميم غواصة صاروخية, مضيفة أن ذلك يجب أن يكون تذكيرًا بأن حل قضية كوريا الشمالية قد لا يكون مهمة سهلة كما يتخيلها البعض.