ربما لفظ «الأزمات» هو الأكثر ملاءمة للدورة الحادية عشرة من «المهرجان القومي للمسرح المصري»، والتي تقام فعالياتها خلال الفترة من 19 يوليو وحتى 2 أغسطس، وتحمل اسم «محمود دياب» أحد رواد المسرح والأدب العربي فى الستينيات، الذى سخر قلمه من أجل الكتابة عن هموم المواطنين البسطاء، حيث بدأت شرارة الأزمة مع تشكيل لجنة سرية من قبل البيت الفني للمسرح من أجل اختيار العروض المشاركة فى المهرجان، والتى انتهت بالإعلان عن مشاركة 5 عروض ممثلة عن الهيئة العامة للثقافة و8 عروض تمثل مسرح الدولة. التكتيم على أسماء أعضاء تلك اللجنة، جعل الشكوك تحيط بالمعايير التى على أساسها تم اختيار أو رفض عرض مسرح مقدم، حيث تسبب ذلك فى اشتعال غضب المسرحيين وعلى رأسهم الكاتب المسرحي سامح مهران، رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذى تساءل عن حيثيات الاختيار، المخرج حلال عثمان الذى تم استبعاد مسرحيته «شقة عم نجيب» والدكتورة والناقدة ياسمين فراج التي أكدت أن كل العروض المسرحية ضعيفة على المستوى النصي والإخراجي، وتأتي الأزمة الثانية وهي ضعف الإمكانيات، حيث طالب الدكتور حسن عطية، رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري، من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، رفع ميزانية المهرجان إلى 2.5 مليون جنيه، بدلًا من 1.3 مليون، وحتى الآن لم يأت الرد، وإليكم كافة تفاصيل الدورة الجديدة قبل انطلاقها.. 5 عروض عن قصور الثقافة الجماهيرية تشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى بخمسة عروض مسرحية، وأغلبها حاصل على جوائز، العرض المسرحي «هاملت» لفرقة قصر ثقافة الجيزة، هو من تأليف الكاتب العالمي وليم شكسبير وإخراج سامح بسيوني، وبطولة عبد المنعم هشام وهبة العطار، عرض «ساحرات سالم» لفرقة قصر ثقافة الأنفوشى المسرحية، من تأليف أرثر ميلر وإخراج محمد مكى، «محاكمة واد من جنوة» لفرقة البحيرة القومية المسرحية، عن نص إيزابيلا وثلاث سفن ومشعوذ للمؤلف داريو فو وإخراج أحمد عبد الجليل، عرض «قابل للاشتعال» لفرقة قصر ثقافة الأنفوشي٬ تأليف وإخراج أشرف على وعرض «ستديو» تأليف وإخراج علاء الكاشف، الفائز بالمركز الأول فى «مهرجان نوادى المسرح» فى دورته السابعة والعشرين. 8 عروض تمثل مسارح الدولة بينما اختارت اللجنة المجهولة 8 عروض من أجل تمثيل مسارح الدولة وهى كالآتي: عرض «اضحك لما تموت» بطولة نبيل الحلفاوي ومحمود الجندي، ومن إخراج عصام السيد، وإنتاج فرقة المسرح القومي، «الساعة الأخيرة» من إخراج ناصر عبد المنعم وإنتاج فرقة مسرح الغد، «الثامنة مساء» من إخراج هشام على وإنتاج فرقة مسرح الغد، «كوميديا البؤساء» من إخراج مروة رضوان وإنتاج فرقة المسرح الكوميدى، «السيرة الهلامية» إخراج محمد الصغير وإنتاج فرقة مسرح الطليعة، «أنا كارمن» إخراج سما إبراهيم وإنتاج فرقة مسرح الطليعة، «يوم معتدل جدا» إخراج سامح بسيونى وإنتاج فرقة مسرح الشباب و«سنووايت» إخراج محسن رزق وإنتاج فرقة المسرح القومى للأطفال. الشرقاوي والسلاموني.. أبرز المكرمين حملت الدورة الماضية اسم الدكتورة نهاد صليحة، بينما تحمل هذا العام اسم الكاتب المسرحي الراحل محمود دياب، واختار القائمون على المهرجان القومي للمسرح المصري تكريم عدد من الشخصيات المؤثرة فى المسرح، المخرج المسرحي جلال الشرقاوى، الكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلامونى، الذى حاربت نصوصه الإرهاب والتطرف الفكري، مخرج المسرح الجامعي حسين عبد القادر، الممثلة والمخرجة سميرة محسن، فنان السينوجرافيا البارع حسين العزبى والناقد الراحل محمد الرفاعى، كما أصدرت 7 مطبوعات عن المكرمين فى الدورة الجديدة. مسرح الشارع والأطفال تستحدث هذه الدورة قسما جديدا بعنوان «نظرة خاصة» تشرف على عروضه الفنانة عزة لبيب ومعنى بمسرح الطفل وعروض العرائس، بجانب الاحتفاء بمسرح الشارع، الذي يقدم عروضا بشارع المعز لدين الله فى القاهرة الفاطمية. وأخيرًا، الدورة الماضية من المهرجان القومي للمسرح كانت تعانى من افتقاد النص المميز، ومن أجل ذلك تم حجب جائزة «أفضل نص درامي»، لذلك ومع الشكوك التي تحيط باللجنة التي اختارت العروض التى ستمثل الدولة، نأمل أن يكون من بينها نص محترف يستحق تلك الجائزة حتى لا نسدل الستار على المسرح الذي كانت مصر أحد رواده.
