بخطوات متسارعة، نجح الجيش السوري في إحراز تقدم خلال عملية توسع عسكري له في شرق محافظة درعا الواقعة جنوب البلاد، وهو التقدم الأول له منذ اتفاق خفض التصعيد للوصول إلى الحدود مع الأردن. ويبدو أن تقدم النظام بوتيرة أسرع عما قبل جاء بعد الاتفاق الأمريكي الروسي، والذي سمح للطائرات الروسية بالانخراط في العملية لأول مرة منذ عام. وأبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية الرئيسية، ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم يشنه الجيش السوري لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة جنوبسوريا والمناطق المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، بحسب الشرق الأوسط. وتضمنت الرسالة أيضًا أن الحكومة الأمريكية في حديثها إلى المعارضة السورية تريد توضيح ضرورة، ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري، فالأمر يعود إليكم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناءً على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لكم، بحسب رويترز. اقرأ أيضًا: جنوبسوريا ينفجر.. الأسد يقصف مواقع الإرهاب وأمريكا تحذر روسيا وبهذا القرار من واشنطن أصبح ملف الجنوب السوري فيما يشمل محافظتي درعا والقنيطرة، هو الملف الساخن في ساحة الميدان السورية، خاصة بعد تمكن النظام وحليفه الروسي من فرض سيطرته على كامل العاصمة والريف وتهجير كل المعارضين للتسوية شمالًا. لكن المعارضة حسمت المواجهة، حيث أكد القيادي العسكري بالجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي أن الخيار الوحيد هو المواجهة، ولا خيار أفضل من مواجهة النظام، وفقًا للصحيفة. وتكتسب المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن. اللافت في النطاق الجغرافي للعملية العسكرية التي قام بها النظام السوري، أنها جاءت بعيدة عن نقاط التماس مع هضبة الجولان المحتل من قبل إسرائيل، من غير أن يبدأ التقدم من جهة أوتوستراد دمشق - عمان، إذ انطلقت العملية من الريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء باتجاه الريف الشرقي لمحافظة درعا، في منطقة اللجاة الصخرية، وسط قصف عنيف جوي ومدفعي وصاروخي يطال مناطق نفوذ المعارضة في الجبهة الجنوبية. وانطلقت العملية العسكرية بعد تمهيد من قبل النظام ووسائل الإعلام الروسية، تحدث عن انضمام فصائل معارضة من "الجيش السوري الحر" إلى قوات النظام، إثر مصالحة بين الطرفين، بينما شنت جبهة النصرة هجومًا على قوات النظام. اقرأ أيضًا: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب كان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال في تصريحات سابقة: إن "هناك خيارين أمام الفصائل إما "المصالحة أو الحسم العسكري"، مشيرًا إلى طرح روسي بإعطاء فرصة للتسويات. وبدأ الجيش السوري تكثيف قصفه على محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية واسعة في هذه المنطقة الواقعة جنوبسوريا التي تسيطر على أجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأمريكي الأردني، بحسب سانا. وتشارك طائرات حربية روسية منذ ليل السبت وللمرة الأولى منذ عام، في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعما لقوات النظام. ونتيجة للعمليات العسكرية والغارات الجوية، أعلن الجيش الروسي، مقتل 70 من فصائل المعارضة المسلحة في منطقة خفض التصعيد جنوبسوريا، بحسب روسيا اليوم. اقرأ أيضًا: لماذا توفر واشنطن غطاءً للمسلحين في سوريا؟ أما صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد أكدت أن القوات المتحالفة مع النظام السوري استعادت السيطرة على العديد من البلدات الخاضعة لسيطرة المسلحين. وقالت الصحيفة: إن "التدخل الروسي لصالح النظام السوري في أواخر عام 2015 قلب دفة الأمور، بينما سارعت القوات البرية المدعومة من إيران لتولي الزمام على الأرض". مسؤولون أمريكيون، أوضحوا أن الغارات هي بداية لهجوم كبير لاستعادة السيطرة على المنطقة من ناحية، والضغط على الولاياتالمتحدةوالأردن للموافقة على ترتيب دبلوماسي جديد يسمح للنظام السوري، بفرض سيطرته على المنطقة دون معركة. وتواصلت الاشتباكات لليوم السادس على التوالي عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديدًا ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية. مراقبون، يرون أن هناك حالة من الشتات بين المعارضة تعد بمثابة واحدة من نقاط ضعفها الحاسمة منذ بداية الصراع، الذي أسقط أكثر من نصف مليون قتيل، وهو الأمر الذي أسفر عن فقدانها مناطق عديدة بالشمال السوري.