حقق المنتخب الإنجليزي فوزًا كاسحًا على نظيره بنما بنتيجة 6-1، ليضمن منتخب الأسود الثلاثة التأهل إلى دور ال16، رفقة بلجيكا وتقصي بنما إلى جانب تونس من المونديال. ومع بداية المباراة، حاولت بنما مباغتة الدفاع الإنجليزي بعدما تسلل جودوي من الجانب الأيسر في شبه انفراد بالحارس جوردان بيكفورد إلا أنه سدد كرة سيئة بعيدة عن المرمى. ولم تحتج إنجلترا لأكثر من 8 دقائق لتفتتح التسجيل عبر المدافع جون ستونز برأسية متقنة من ركلة ركنية بعدما وجد نفسه بدون رقابة تمامًا، لتسجل بالتالي إنجلترا هدفها الثالث في المونديال من الركلات الثابتة. واعتمدت بنما منذ بداية المباراة على استخدام العنف لإيقاف لاعبي إنجلترا، ليشهر جهاد جريشة البطاقة الصفراء الأولى في الدقيقة العاشرة لكوبر الذي سيغيب بالتالي عن مباراة تونس المقبلة بعد حصوله على بطاقة صفراء في المباراة الأولى أمام بلجيكا. وعلى الرغم من الفوارق الكبيرة بين المنتخبين من حيث الإمكانات والتاريخ، فإن بنما رفضت اليأس بعد هدف إنجلترا وحاولت تعديل النتيجة في الدقيقة 15 عبر تسديدة متقنة من بارسيناس من خارج منطقة الجزاء مرت إلى جوار القائم الأيمن للحارس بيكفورد. وفي الدقيقة 20 من عمر المباراة تلقى خيسي لينجارد كرة طولية بداخل منطقة الجزاء لتتم إعاقته من قبل إسكوبار، ليحتسب جريشة ركلة جزاء للمنتخب الإنجليزي، ليسجلها هاري كين بنجاح بتسديدة قوية في أعلى الزاوية اليمنى لحارس المرمى، مسجلًا بالتالي هدفه الثالث في البطولة والرابع لإنجلترا في المونديال الحالي من الركلات الثابتة. ولم يسبق لإنجلترا أن فازت بأول مباراتين لها في كأس العالم سوى مرتين فقط، لتدخل المباراة برغبة كبيرة في تدشين انطلاقة قوية في المونديال، وضمان التأهل إلى دور ال16 قبل مواجهة بلجيكا في الجولة الأخيرة. ولم تشهد المباراة إثارة كبيرة في أول 30 دقيقة، من خلال لعب إنجلترا بأقل مجهود ممكن بعد التقدم بثنائية، مع اجتهاد بنما في حدود إمكانياتها. وفي الدقيقة 31 تحصلت إنجلترا على ركلة حرة بعيدة عن منطقة الجزاء لعبت عرضية طويلة بداخل منطقة الجزاء لتجد رأسية مدافع ليستر سيتي ماجوير الذي سددها كرة ساقطة كادت أن تسكن شباك بينيدو إلا أنها علت العارضة. وفي الدقيقة 35 سجلت إنجلترا الهدف الثالث بعد سلسلة من التمريرات المتقنة ليسدد خيسي لينجارد الهدف الثالث من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت أعلى الزاوية اليمني لحارس المرمى، لتسجل إنجلترا بالتالي أول أهدافها في المونديال من اللعب الحر. وعلى الرغم من لعب إنجلترا بأقل مجهود ممكن، فإنها تحاول تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف من أجل حسابات الصدارة بينها وبين بلجيكا في الجولة الأخيرة. وسجلت إنجلترا في الدقيقة 40 الهدف الرابع عبر جون ستونز مرة أخرى بعد تنفيذ رائع لكرة ثابتة من خارج منطقة الجزاء، حيث تم تبادل الكرة من لمسة واحدة بين لاعبي الإنجليز ليضربوا دفاعات بنما بسهولة شديدة، وتجد إنجلترا نفسها في طريق لتحقيق نتيجة عريضة في المباراة. وفي الدقيقة 44 تحصلت إنجلترا على ركلة ركنية ليتعرض هاري كين للإعاقة بداخل منطقة الجزاء ولم يتردد الحكم المصري جهاد جريشة في احتساب ركلة جزاء ثانية، ليسجلها هاري كين بنفس الطريقة التي سجل بها الهدف الأول، ليعلن عن تقدم إنجلترا بالهدف الخامس ومشاركة كل من كريستيانو رونالدو وروميلو لوكاكو في صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف. وللمرة الأولى في تاريخ مشاركات إنجلترا تسجل 5 أهداف في مباراة واحدة بكأس العالم، حيث كان أكبر عدد من الأهداف سجلته في مباراة واحدة هو 4 أهداف في نهائي مونديال 1966 بمرمى ألمانيا بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي، لتعود بعد 52 عامًا وتسجل 5 أهداف في شوط واحد. وسبق أن شهد الشوط الأول في كأس العالم تسجيل فريق 5 أهداف 4 مرات من قبل، وذلك عبر سويسرا في مباراتها أمام النمسا في مونديال 1954 ومع ذلك انتهى اللقاء بفوز النمسا 7-1. وحدث هذا الأمر للمرة الثانية في مونديال 1974 عبر بولندا في شباك هاييت وانتهى اللقاء بفوز بولندا 7/0، أما المرة الثالثة فكانت عبر يوغوسلافيا عندما سجلت 6 أهداف في شباك الكونغو في مونديال 1974 وانتهى اللقاء بفوز يوغوسلافيا 9-0، وأخيرًا ألمانيا عندما سجلت 5 أهداف في شباك البرازيل في المونديال الماضي في المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا بنتيجة 7-1. وشهدت أول 10 دقائق في الشوط الثاني هدوءا كبيرا من المنتخب الإنجليزي، الذي دخل الشوط بهدف تسيير المباراة في محاولة لعدم تعرض أي من لاعبيه للإصابات بعد قتل المباراة تمامًا في الشوط الأول. وفي الدقيقة 61 سجل هاري كين الهدف السادس بعدما سدد لوفتس شيك من خارج منطقة الجزاء لترطم بقدم كين وتغير اتجاهها في شباك الحارس بينيدو، ليسجل كين بالتالي الهدف الثالث له في المباراة والخامس في المونديال لينفرد بصدارة قائمة الهدافين. وعقب تسجيل الهدف أجرى جاريث ساوثجيت التغيير الأول بإخراج كين ليقحم بدلًا منه مهاجم ليستر سيتي جيمي فادري، كما أخرج خيسي لينجارد وأنزل مكانه ديلف، بينما أجرت بنما أول تغييراتها بنزول أفيلا بدلًا من جودوي. وحاولت بنما تسجيل هدف حفظ ماء الوجه في الدقيقة 65 بعدما انفرد موريلو بالمرمى إلا أنه سدد برعونة في جسد الحارس بيكفورد، ويهدر فرصة تسجيل أول هدف لبنما في مشاركتها الأولى بكأس العالم. وفي الدقيقة 70 أجرى ساوثجيت آخر تغييرات إنجلترا بإقحام داني روز بدلًا من تريبير، وفي الدقيقة 73 أهدر جوردان هندرسون فرصة تسجيل الهدف السابع بعدما سدد كرة هوائية من على حدود منطقة الجزاء مرت إلى جوار القائم الأيمن لمرمى بنما. وأهدرت بنما فرصة محققة لتسجيل أول أهدافها في الدقيقة 76، بعدما تلقى توريس كرة عرضية داخل منطقة الجزاء سددها بغرابة إلى جانب القائم الأيمن للحارس بيكفورد. وفي الدقيقة 77 دخل بالوي التاريخ بعدما سجل الهدف الأول لبنما في تاريخها بكأس العالم، بعدما تلقى كرة عرضية من كرة ثابتة ليجد نفسه بدون رقابة داخل منطقة الجزاء ويسددها أرضية قوية على يسار الحارس بيكفورد. ومن ثم اكتفت إنجلترا في الدقائق المتبقية بتمرير الكرة بصورة سلبية، لتنتهي المباراة بسداسية وتضمن تأهلها رسميًا إلى دور ال16 بانتظار مباراتها مع بلجيكا في الجولة الأخيرة لمعرفة هوية متصدر المجموعة.