صدام مرتقب قد تشهده العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركيا، في ظل رفض أنقرة استخدام أي قواعد جوية لشن ضربات أمريكية على إيران، وسط تصعيد إيراني أمريكي بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني. أمس، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن أنقرة لن تسمح للولايات المتحدة، باستخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية لشن ضربات على إيران. "يلدريم" أشار إلى الاتفاق المبرم بين الطرفين لا يسمح للولايات المتحدة استخدام هذه القاعدة، إلا لمحاربة الإرهاب، مذكرًا برفض أنقرة مطالب واشنطن باستخدام قواعدها لشن ضربات على العراق في عام 2003، بحسب "سبوتنيك". المسؤول التركي، شدد على أن إيران دولة جارة لتركيا منذ ستة قرون، وذكر أنه لا يمكن التصور أبدا أن تقدم أنقرة دعما لحرب ضد جيرانها. اقرأ أيضًا: لماذا تضغط واشنطن على تركيا لمنع شراء منظومة «إس 400»؟ دفاع تركيا عن إيران ليس وليد اللحظة، فالتطبيع بين البلدين تزايد خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل التنسيق الإيراني التركي بشأن الأوضاع في سوريا، والاجتماعات التي عقدتها كل من أنقرة وطهران وموسكو، للتوافق حول المشهد السوري، وهي الخطوة التي أغضبت الولاياتالمتحدةالأمريكية من تركيا. أضف إلى ذلك، إقدام أنقرة على شراء أنظمة دفاع جوي روسي، مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتهديد الأخيرة بأنها ستفرض عقوبات عليها وهو التهديد الذي رفضته السلطات التركية جينها، لتتأزم العلاقة بين الدولتين، إلا أنها عادت من جديد باتفاق تم بين واشنطنوأنقرة حول السيطرة على منطقة منبج السورية، وفقًا ل"تاس". يمكن القول إن تصريح رئيس الوزراء التركي، من شأنه أن يعقد العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنقرة في ظل مساعي واشنطن لتحذير دول العالم من السياسة الإيرانية وخطرها على المنطقة العربية، بجانب الاستراتيجية الأمريكية الجديد ضد إيران التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو منذ أسابيع. وبعد أن شهدت العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية حالة من الهدوء بعد التوصل إلى اتفاق منبج، من المقرر أن نشهد اشتعالا بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي، خاصة أن تصريحاته أكدت على العلاقات القوية بين أنقرة وطهران، والتعاون فيما بينهم. اقرأ أيضًا: صراع بين أبناء الناتو| أمريكا تهدد بوقف توريد الأسلحة لأنقرة.. وتركيا تتوعد بينما أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بأنها ستفرض عقوبات على حلفاء إيران، كما أن وزير الخارجية الأمريكي، طالب حلفاء واشنطن بأن يساعدوها على معاقبة النظام الإيراني، بحسب "سي بي سي" الأمريكية. السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد قال: "تبتعد قرارات تركيا الإستراتيجية أكثر فأكثر مع الأسف عن المصالح الأمريكية وأحيانًا تتعارض معها، وهذه العوامل تجعل تسليم نظام أردوغان تكنولوجيا (إف-35) الحساسة وقدراتها المتطورة محفوفًا بالمخاطر". الانتقادات الأمريكية المستمرة تجاه تركيا قد تعرقل أي تعاون بناء بين البلدين لا سيما مع تدهور العلاقات تباعًا، ووصلت في وقت سابق إلى الاحتدام بين الطرفين. لكن يبدو أن تركيا لم تأبه، حيث جاء رد الرئيس رجب طيب أردوغان، صادمًا، بأن الولاياتالمتحدة لم تساعد أنقرة أبدًا في الحصول على نظام دفاعي صاروخي. اقرأ أيضًا: «الحكم الطائش وتهديد مصالح أمريكا».. ترامب يعاقب أردوغان إضافة إلى أن نائب رئيس وزراء تركيا بكر بوزداج، طالب في وقت سابق، الولاياتالمتحدة بالتوقف عن دعم الإرهابيين إذا أرادت تجنب مواجهة محتملة مع تركيا في سوريا، وفقًا ل"الشروق التونسية". المسؤول التركي، نوه إلى أن الولاياتالمتحدة بحاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا. وأخيرًا يجب التأكيد على أن مسار العلاقات بين الحليفين، سيظل متأزمًا خاصة فيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، نظرا لأن تركيا على قناعة بأن واشنطن لا تكترث لمخاوفها وربما يتطور الأمر لمحاولات أمريكية لمنع أنقرة من انتهاج سلوك في خارج الحدود التي ترسمها واشنطن للمنطقة، بحسب واشنطن بوست.