تتجه الأنظار اليوم الأحد إلى مكةالمكرمة التي تحتضن قمة طارئة يجتمع خلالها قادة أربع دول عربية هي السعودية والإماراتوالكويتوالأردن لمناقشة سبل دعم الأخيرة، بعد إعلان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الدعوة لعقد هذه القمة. هذه الدعوة تأتي بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الأردن بسبب ارتفاع الأسعار ومشروع قانون زيادة ضريبة الدخل، حيث شهد الأردن حالة من السخط الشعبي ضد سياسة رفع الأسعار والوضع الاقتصادي العام في ظل الظروف الإقليمية المحيطة بالأردن، وقلة دعم المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة، وترتب على تلك الأحداث إعفاء الحكومة وتشكيل حكومة جديدة. كما تأتي هذه القمة وسط إصرار بعض الأطراف على تضخيم الأزمة ومحاولة توسيعها وتحويلها إلى أزمة سياسية بعيدة عن المطالب الشعبية المشروعة والواضحة، وبالتالي الدفع بعدم قبول أي حل لها. ترحيب واسع لاقت خطوة الملك سلمان ترحيبا أردنيا واسعا كما لاقت ترحيبا إقليميا كبيرا، فقد أعرب ملك الأردن الملك عبد الله الثاني، عن تقديره لدعوة الملك سلمان لعقد اجتماع في مكةالمكرمة، وذلك لبحث سبل دعم الأردن اقتصاديا، مؤكدا عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط الأردن مع السعودية والدول العربية المشاركة في الاجتماع. اقرأ أيضا : «النقد الدولي».. كلمة السر في تمسك حكومة الأردن بالضرائب من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة أن الأردن يعوّل على الاجتماع المرتقب بين السعودية والأردنوالإماراتوالكويت، مبينا أهمية الدعم الخليجي الذي سيخرج الأردن من الضائقة الاقتصادية التي يمر بها. الطراونة أوضح أن الأردن يأمل أن تكون المنحة الخليجية في الظرف الاقتصادي الحالي فاتحة خير على الأردن لتعود الأمور إلى نصابها السليم والحقيقي، مشيرا إلى أن الأردن ليس سببا في الظروف الحالية إنما الأردن تأثر بالظروف الإقليمية والمجاورة بشكل كبير. وأكد الطراونة أن تدخّل السعودية في مثل هذه الظروف لمساندة الأردن ودعمه ليس جديدا عليها، موضحا أن السعودية قدمت دعمها ومؤازرتها للأردن منذ بداية الأحداث والاحتجاجات ضد قانون الضريبة والسياسة الاقتصادية في الأردن، بحسب "العربية نت". كما وصفت مصادر أردنية أن دعوة الملك السعودي "جاءت في وقتها بالنسبة للأردن"، باعتبارها تؤكد مجددا رهان عمان على محور الرياض - أبو ظبي - القاهرة إقليميا، لكن المصادر ذاتها ترى أن "عمان" لن تسدد فواتير المساعدات المتوقعة من اجتماع مكة من مواقفها في ملفات رئيسية كانت سبب فتور علاقاتها بالسعودية والإمارات تحديدا وتوقف مساعداتهما للمملكة. اقرأ أيضا : فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن كما ثمن الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهود خادم الحرمين لتعزيز التضامن العربي، ودعم المواقف العربية على الأصعدة كافة. ورحبت الإمارات أيضا بالمبادرة السعودية الرامية إلى دعم الأردن، مؤكدة أن السعودية انتهجت الخير والريادة وتقديم يد المساعدة دائما، حيث قال وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش: "مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع دعم الأردن، تجسيد صادق للدور العربي الخيّر للسعودية، الريادة الإيجابية إرث المملكة وبوصلتها، والرياض تعوّل عليها". وتعليقا على الاجتماع الرباعي، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن اجتماع مكة بشأن دعم الأردن يؤكد سعي المملكة لتحقيق استقرار وتنمية الدول العربية. وأشار الجبير عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين في دعم الأردن الشقيق، وتواصله مع قادة دولة الإمارات ودولة الكويت لعقد اجتماع دعم الأردن ليتجاوز هذا البلد العزيز أزمته تؤكد سعي المملكة المتواصل لتنعم الدول العربية وشعوبها بالاستقرار والتنمية. هذا وقد كشفت مصادر مطلعة أن الكويت ستقدم خلال الاجتماع في مكةالمكرمة الدعم المالي والاقتصادي والمعنوي الذي يحتاجه الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية. وأوضحت أن حجم هذا الدعم وطبيعته سيتحددان بناء على ما سينتهي إليه الاجتماع الرباعي في مكة، بحسب "القبس". دور قطري مشبوه بعد الأحداث التي شهدها الأردن اتجهت أصابع الاتهام إلى قطر ودورها في تأجيج وإشعال الاحتجاجات في الأردن، وتحويلها لموجة عنف. فقد تداول نشطاء ومواقع إخبارية سعودية على موقع "تويتر" مقطع فيديو يقدم دلائل ضلوع نظام الحمدين فى قطر فى تأجيج الاحتجاجات فى الأردن والتحريض على العنف. اقرأ أيضا : رغم الغضب العمالي.. مظاهرات الأردن تفشل والحياة تعود لطبيعتها وتبرز أحداث الفيديو سعى قطر للتهويل من احتجاجات الأردن لإحداث الفوضى، رغم سعى الملك عبد الله الثانى للتهدئة وإعلانه رفض قرار الحكومة، فإن قناة "الجزيرة" صورت الاحتجاجات على أنها ثورة شعبية. وشرعت "الجزيرة" في زرع جواسيسها بمناطق الاحتجاجات لتحريض الشعب الأردنى على التظاهر، كما حركت قطر أحزابا إخوانية ومتطرفة لاستهداف أمن الأردن، بحسب "البيان". كما رصدت الكاميرات مدير قناة الجزيرة السابق ياسر أبو هلالة، وهو يحرض الأردنيين على الاحتجاج، وذلك لخلق ربيع فوضوى في الأردن. وكانت الجزيرة قد أذاعت خبرا بهدف ضرب وحدة الجيش الأردنى، الأمر الذى نفاه الديوان الملكى الأردنى واصفا الأخبار القطرية ب"المفبركة". رسالة القمة من جانبه حذر الكاتب والمحلل محمد الحمادي خلال افتتاحيته بصحيفة "الاتحاد"، "من الاندفاع نحو الدعوات المغرضة والتي تسهم فيها أطراف لا تريد الخير للأردن ولا لشعبه ولا تتورع في أن تتسبب في تكرار سيناريوهات سوداء حدثت في اليمن وليبيا ومصر والجارة سوريا.. ومسؤولية كل أردني في هذه اللحظة الحساسة أن يكون حارسا على وطنه مدافعا عنه في وجه مثيري وناشري الخراب والفوضى في بلداننا والذين لا يحملون ذرة أخلاق، أو ضميرا يردعهم عن التحريض ضد دول آمنة مستقرة". اقرأ أيضا : بعد «معناش».. هل تستجيب حكومة الأردن لضغط الشارع؟ وأشار إلى أنه من المهم أن يدرك الشعب الأردني الشقيق أن خادم الحرمين وشعبه لا يسعون إلا لخير الأردن مهما قال القائلون ومهما ادعى المرتبك الخاسر، على حد وصفه. وحول رسالة قمة مكة الواضحة للمتربص ومن معه قال الحمادي إنه "لن نسمح لكم بتدمير الأردن"، مؤكدا أن هذا ما يريد أن يوصله الملك سلمان لطيور الظلام ووحوش التخريب والتدمير. كما أكد أن الدول الأربع لن تسمح بأن يتم العبث بالأردن كما تم العبث بالدول العربية في عام 2011 فيما كان يسمى بالربيع العربي، فقد أصبح مكشوفا وواضحا من يقف وراء تأجيج الشارع العربي، والشارع الأردني، ومن يريد سكب الزيت على النار، فالشعب الأردني قال كلمته بعد قانون ضريبة الدخل الأخير، وملك الأردن بحكمته وبُعد نظره قام بحل المشكلة. اقرأ أيضا : استجابة للشعب.. ملك الأردن يأمر بتجميد قرار رفع أسعار المحروقات