كتب - حازم هدهد: حفظت نصف القرآن رغم أنها لم تتخط السابعة من عمرها، اعتادت ارتداء الحجاب اقتداءً بسيدات الجامع التي اعتادت الذهاب إليه يوميًا للصلاة وحفظ القرآن الكريم.. "آية جمعة" لم تكن تدرى وهى تلعب أمام منزل جدتها لوالدتها أن نيران الغدر ستنال منها فى سادس أيام رمضان. داخل أحد المنازل المتواضعة بقرية الإخصاص التابعة لمركز الصف، وبينما الابتهاج بشهر رمضان هو حال أهالى القرية، إلا أن شارع العزبة وحده متشح بالسواد حزنا على الطفلة التى قتلتها زوجة خالها غدرًا وبطريقة فاقت في بشاعتها الحدود. داخل منزل أسرة الطفلة جلس الجميع رجالًا ونساء والحزن يكسو وجوه الجميع والذهول ما زال هو سيد الموقف، "جمعة شعبان ،عامل، جلس فى أحد جوانب البيت، للوهلة الأولى بدا الأب متماسكا إلا نيران الحسرة تنهش قلبه حزنًا على طفلته التى بدأ يروي حكايتها. «آية كانت بنتي البكرية والناس كلها كانت بتحبها»، وتابع الأب: «زوجتي هى الابنة الوحيدة بين ثلاثة أشقاء ، اعتادت الذهاب لمنزل والدتها القريب لمساعدتها فى أعمال المنزل، الطفلة آية ارتبطت بجدتها وأخوالها واعتادت هى الأخرى على زيارتهم يوميًا». وتابع: «الثلاثاء الماضي الموافق سادس أيام الشهر الكريم، ذهبت زوجتي إلى منزل والدتها بعد الإفطار وبحلول العشاء ذهبت الأم لأداء صلاة التراويح فى الجامع القريب من منزل والدتها، إلا أن "آية" على غير عادتها لم تذهب صحبة والدتها للصلاة، وقالت لأمها «أنا هالعب مع مريم صاحبتي قدام بيت جدتي».. «الأم تركت طفلتها بعد أن أوصت "غادة" زوجة شقيقها بالانتباه لها». اختفاء أكمل الأب المكلوم: «رجعت من عملى بعد صلاة العشاء بقليل، وتوجهت إلى منزل "حماتى" لاصطحاب زوجتي والطفلة إلى المنزل كما تعودنا منذ بداية شهر رمضان، لكني لم أجد أحدًا فى المنزل فقد خرج الجميع فعدت إلى منزلى وارتحت قليلا حتى استيقظت فى منتصف تلك الليلة على صوت زوجتي تسألنى عن ابنتنا "هى آية فين؟». بمعاونة إخوته بدأت رحلة البحث عن الطفلة فى كل مكان قد توجد فيه دون جدوى، مرت ساعات اليوم الأول بطيئة على الأب الملهوف الذى لا يعرف مصير ابنته، فتوجه ليلة الأربعاء إلى مركز شرطة الصف وحرر محضرًا بتغيب الطفلة، فى حين واصل إخوته وأهل القرية رحلة البحث عن الطفلة. «3 أيام بندور عليها ومافيش فايدة»، بعصبية أب تذكر لحظات العثور على جثة ابنته، تابع جمعة، أنه فى الثانية من ظهر الخميس حضرت شقيقته -عمة الطفلة- مهرولة لتخبره بما سمعت، «حفار لقى جثة طفل فى شوال على الترعة»، توجه الأب مسرعًا إلى هناك حيث تجمع الأهالى حول مقلب للقمامة، ورئيس مباحث القسم المقدم مروان الحسيني، يعاين الجثة التى عثر عليها داخل شوال، وحين رأى الجثة للتعرف عليها، دارت به الدنيا وكاد يفقد عقله والشعور بكل من حوله، "هى آية بنتي".. شوال في ترعة هنا تحولت القضية من تغيب إلى جريمة قتل، فقد عثر على الطفلة داخل جوال مربوط وعلى بعد 300 متر من منزل جدة الطفلة، ضباط مباحث القسم بدأوا فى استجواب أسرة الطفلة وكل من كانوا على علاقة بهم، وتابع الأب: فى اليوم التالى اتصل بى رئيس المباحث وطلب منى الحضور لديوان القسم وقال لى بالحرف "عرفنا مين القاتل". «السفاحة» تعترف داخل القسم أصيب الأب بالذهول عندما علم أن «غادة» زوجة خال ابنته، هى القاتلة، فقد كانت تشاركهم البحث عن ابنته طيلة الاختفاء، الأب لم يصدق إلا عندما سمع اعترافها بأذنيه، "آية كانت دايما بتشتمني واشتكيت لخالها ماعملش حاجة فقررت أخلص عليها".. وتابعت المتهمة في اعترافاتها بحضور والد الطفلة، أنها يوم الواقعة استغلت عدم وجود أحد فى منزل الجدة فالكل خرج للصلاة، وقالت للطفلة «تعالى نرمي الزبالة»، وطلبت منها أن تسير أمامها حتى لا يراها أحد من الجيران بصحبتها، حتى وصلتا إلى مقلب الزبالة على الترعة التى تبعد 300 متر عن المنزل. لعبة الموت تابعت المتهمة، أنها أحضرت "شوال" أعدته مسبقا لارتكاب الجريمة، "تعالى نلعب شوية" بتلك الكلمة أقنعت المتهمة الطفلة الصغيرة بالدخول إلى "الشوال" وقامت بربطه بقوة، الطفلة شعرت بالاختناق وبدأت تصرخ وتبكي وحينها قالت المتهمة "ضربتها على دماغها وكتمت نفسها ورميتها فى الترعة". «عوضنا على الله، احنا مش عايزين غير القصاص».. جملة أنهى بها الأب حديثه وهو يغالب دموعه.