"لا تؤذوني في عائشة" مر أكثر من ألف عام على تلك العبارة التي قالها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قاصدا بها زوجته عائشة بنت أبي بكر، إلا أنها ما زالت تتردد على ألسنة الفتيات حتى الآن، حيث لا تكف دعواتهن بأن يرزقهن الله من يحبهن حب النبي لعائشة عندما قال هذه العبارة، التي تجمع في طياتها أجمل معاني الحب والإنسانية. من هي عائشة زوجة الرسول؟ هي عائشة بنت أبي بكر الصديق صاحب الرسول محمد وأول من أسلم من الرجال وأول الخلفاء الراشدين، وبعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد، وزواج النبي من سودة بنت زمعة العامرية، تزوج النبي عائشة وهي ما زالت طفلة عمرها تسع سنوات، وكان الرسول وقتها قد تعدى الخمسين من عمره، لتصبح بذلك عائشة هى البكر الوحيدة في زوجات النبي، لقبت بأم المؤمنين، كانت ترافق الرسول دوما ولا تتركه، لذا نقلت عنه أحاديثه على مدار 50 عاما بعد وفاته، ويقول أبو موسى الأشعري "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما". اتهموها بالزنى فكيف ظهرت براءتها؟ خرجت عائشة مع النبي في إحدى غزواته، وبعد الانتهاء من الغزوة، وفى أثناء العودة، تركت عائشة الجيش واتجهت إلى مكان بعيد لقضاء حاجتها، وبعد عودتها اكتشفت فقدانها العقد الذي كانت ترتديه، فحاولت الرجوع إلى المكان بحثا عنه فتخلفت عن الجيش، فضلت عن مكانها حتى يشعر الجيش بغيابها فيعود لها مرة أخرى ليأخذها، وظلت منتظرة حتى مر صفوان بن المعطل، فاصطحبها معه إلى منزلها، وهنا بدأت الشائعات حولها واتهمها الكفار بالزنى والمنافقون، ولكن الله برأها من خلال القرآن الكريم في قوله تعالى "إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُو خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ". حب النبي لعائشة كانت السيدة عائشة أحب زوجات النبي إلى قلبه، وقد سئل "أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها"، توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها، وتقول عائشة "كنت أشرب فأناوله -النبي صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على موضع فيّ، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ"، أي يأكل ما تركته عائشة من اللحم على العظم. ومن حب عائشة للنبي وحبه لعائشة، اشتعلت الغيرة بينها وبين زوجات النبي، حيث أرسلت زوجات النبي ابنته فاطمة لتعبر عن غيرتهن فذهب إلى بيت عائشة فقالت لأبيها "يا رسول الله إن زوجاتك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقال لها: أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، فقال: فأحبي هذه"، وعندما أخبرتهم فاطمة بما قال أبوها، أرسلن إليه زينب بنت جحش، وعندما تشاجرت مع عائشة تبسم النبي وقال "إنها ابنة أبي بكر". توفيت في رمضان ودفنت في البقيع توفيت عائشة بعد وفاة النبي محمد بحوالي خمسين عاما، حيث صعدت روحها إلى خالقها يوم الثلاثاء 17 رمضان عام 58 هجرية، ودفنت في البقيع بالمدينة المنورة حسب وصيتها، وصلى عليها أبو هريرة، رضي الله عنه صلاة الوتر.