صور الأقمار الصناعية الجديدة التي نشرتها شركة "إيمدج سات إنترناشونال" الإسرائيلية، تظهر الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا في 10 مايو. حيث تظهر الصور التي التقطت في 11 مايو، بعد الغارة الإسرائيلية، أضرارًا محدودة نسبيًا بعدة مواقع، ولكن يبدو أنها تُظهر أن المبنى العملاق المعروف باسم "بيت الزجاج" في مطار دمشق الدولي قد تم إخلاؤه، مقارنة بالصور الأولى التي التقطت في سبتمبر 2017. وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إلى أن إجلاء الإيرانيين من هذا الموقع، أحد مراحل لعبة شطرنج دموية في سوريا، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شملت اللعبة ضربات جوية محدودة ودقيقة، تحملت إسرائيل مسؤولية بعضها، بينما تم الإعلان عن باقي الهجمات في وسائل الإعلام الأجنبية فقط. وتواجه إيران الآن مشكلة جديدة في سوريا، فبعد الضربات الكبيرة التي وقعت في 10 مايو، والتي استهدفت العديد من المواقع، بما في ذلك مخازن الذخائر ومواقع القيادة والتحكم وجمع المعلومات الاستخبارية، كان على عملاء إيران في سوريا أن يتساءلوا عما سيحدث بعد ذلك. اقرأ المزيد: لماذا لا ترغب إسرائيل وإيران الدخول في حرب؟ حيث قالت الصحيفة، إن عليهم أيضا أن يشعروا بالقلق حول مدى معرفة إسرائيل عملياتهم، حيث أسفر الهجوم عن سقوط حوالي 24 شخصاً في سوريا، معظمهم من الإيرانيين. وأضافت أن إخلاء ما يسمى "بيت الزجاج" بالقرب من دمشق، هو مثال على ما قاله المفكر العسكرى الصينى القديم "صن تزو" أنه يتم كسب كل معركة قبل خوضها. حيث أخلت إيران هذا الجزء الأساسي من بنيتها التحتية في سوريا دون معركة، وقد عرف "البيت الزجاجي" في وسائل الإعلام منذ عام 2016، وادعت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية "أن إيران قدمت الدعم للنظام السوري من مقر سري في دمشق معروف باسم "البيت الزجاجي"، حيث كشفت معلومات سربها نشطاء للصحيفة، أنها تدير منه جيش سري ضخم لدعم الأسد". وأسرد التقرير كل التفاصيل المتعلقة بالمقر قائلًا، إنه "يبدو أن الطابقين الثالث والرابع تحتلهما وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتضم القيادة العامة للمقر الرئيسي، ومحظورة حتى على كبار ضباط الجيش، وفي الطابق الأرضي، يقال إن هناك مقهى وعيادة خاصة تضم 20 سريرًا لكبار القادة العسكريين، بينما يضم الطابق الأول قسم الحرب الإعلامية للحرس الثوري". اقرأ المزيد: المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.. طهران تستعد وتل أبيب تحذر من جانب أكد موقع "الدفاع الإسرائيلي" هذه المعلومات، حيث زعم أن المبنى يحتوي على 280 غرفة، مضيفًا أنه "يوجد عدد من الإدارات داخل المبنى، بما في ذلك مكافحة التجسس واللوجيستيات والدعاية وقيادة المرتزقة الأجانب، ومخازن تضم ملايين الدولارات نقدا، والتي يقال إنها موجودة في الطابق السفلي". الصحيفة العبرية أشارت إلى أن إسرائيل خلال الهجوم على الأهداف الإيرانية في سوريا في ال10 من مايو، ردًا على إطلاق صواريخ على الجولان المحتل، لم تدمر البيت الزجاجي. وبدلاً من ذلك، تم استهداف مرفق تخزين مجاور، وتظهر صور الأقمار الصناعية أن الجزء الرئيسي من المقر الإيراني المزعوم في "البيت الزجاجي" قد بقي سليمًا. لكنه في الوقت نفسه أصبح المبنى غير صالح للاستعمال، لأن إيران تخشى الآن من استهدافه بعد العودة إليه، وهو ما تري "جيروزاليم بوست" أنه نجاح يكاد يكون مماثل لتدميره. وأضافت أن ذلك أشبه باستراتيجية "صن تزو"، وهو أنه إذا تمكنت من الفوز بمعركة بدون قتال، فقد فعلت ما هو أفضل من المخاطرة بالجنود في المعركة. اقرأ المزيد: على الرغم من التفوق الإسرائيلي.. إيران لن تستسلم وأشارت إلى أن في هذه الحالة ، يبدو أن الإيرانيين قد تخلوا عن ممتلكاتهم الثمينة بسبب المخاوف مما قد تفعله إسرائيل بعد ذلك. ويعد هذا، تحقيقا لاستراتيجية الجنرال الألماني كارل فون كلاوزفيتز، في أوائل القرن التاسع عشر، التي تقول إن "الحرب هي استمرار للسياسة بطرق أخرى". فالحرب غير المباشرة بين إيران وإسرائيل في سوريا هي "سياسة بطرق أخرى"، لأن الاستراتيجية الكبرى هي طرد إيران من سوريا، كما قالت تل أبيب عدة مرات في العام الماضي إنها تريد من إيران أن تقلل وجودها في سوريا. قالت "جيروزاليم بوست" إن الخطر الآن يكمن في شعور إسرائيل بالغطرسة بعد الغارات الجوية التي وقعت في 10 مايو، وعدم رد إيران أو حلفائها العديدين مثل حزب الله على الهجمات. وأضافت أنه يمكن استمرار الحرب النفسية في سوريا، طالما تم ردع إيران وحزب الله، وتم أخذ كل التهديدات بالانتقام على محمل الجد.