في الوقت الذي يسعى فيه عدد من الدول الأوروبية لإيجاد حلول للأزمة السورية، امتنع الوفد الأمريكي عن حضور مفاوضات أستانا ال9 التي يحضرها وفد من النظام والمعارضة السورية. الخارجية الكازاخية كانت قد أعلنت في بيان لها أول من أمس، أن جميع أطراف عملية أستانا، أكدت مشاركتها في الجولة التاسعة بما في ذلك وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الميليشيات المسلحة. وسيترأس وفد موسكو مبعوث الرئيس الروسي الخاص بالتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين، فى حين سيترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سيدات أونال، أما الوفد الإيراني فسيرأسه مساعد وزير الخارجية حسين جابري أنصاري الذي وصل إلى أستانا أمس، وسيحضر كذلك وفدا الأممالمتحدة والأردن بصفة مراقبين ويرأس الأول المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. اقرأ أيضًا: «أستانا 8» حول سوريا ينطلق اليوم على خلفية فشل جنيف 8 مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة الروسية موسكو أكد أن هذه الجولة ستُخصص لإعادة التأكيد على مناطق خفض التصعيد المتفق عليها إضافة للبحث في ملفات المفقودين والمختطفين، وما يسمى بإجراءات بناء الثقة بين أطراف المجتمع، كما سيتم بحث وضع آلية نقاط المراقبة في إدلب، بحسب الوطن السورية. أما نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، فقد أشار إلى أن أستانا 9، ستبحث توحيد الجهود الرامية إلى الهزيمة النهائية لتنظيم داعش، ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة. ومن المقرر تخصيص اليوم الأول من أعمال هذه الجولة لإجراء مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف، تمهيدًا لعقد الجلسة العامة غدًا الثلاثاء، بحسب وكالة "سانا". يأتي ذلك في وقت أكدت فيه الصين على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا شيه شياو يان، استمرار التعاون الفعال بينها وبين روسيا لإيجاد حل للأزمة. اقرأ أيضًا: كازاخستان: اجتماع أستانا المقبل حول سوريا قد يكون في فبراير فموسكو وبكين لديهما القدرة على تعزيز التعاون لإيجاد سبل لحل الأزمة ويجب على الجانبين مواصلة الجهود الرامية إلى حماية اتفاق وقف الأعمال القتالية وتعزيز العملية السياسية. وفيما يخص امتناع الوفد الأمريكي عن المشاركة، اعتبر رئيس الوفد الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية في سوريا، أن رفض واشنطن المشاركة في مفاوضات أستانا يعني عدم دعمها جهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة السورية سلميا. تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تغيب فيها الولاياتالمتحدة عن جلسات أستانا، بعد انضمامها إليها بصفة مراقب في فبراير 2017 . في حين علق السفير الأمريكي في كازاخستان جورج كرول بالقول: إن "بلاده ترحب بمحاولات تسوية الأزمة في سوريا ووقف سفك الدماء"، بحسب روسيا اليوم. اقرأ أيضًا: عقد الجولة السابعة من مفاوضات السورية في أستانا نهاية الشهر الجاري وأوضح "ندعم وحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقلالها كدولة، ولا يحق إلا للسوريين أنفسهم تسوية القضايا السياسية الداخلية، دون تدخل دول أخرى"، مضيفًا "لسنا مشاركين في مفاوضات أستانا". لكن مصدرا مطلعا، قال إنه "من المتوقع مشاركة ممثلي الولاياتالمتحدة في مباحثات أستانا حول سوريا، حيث قد يرسلون وفدا أو يرسلون مندوبا من السفارة"، وفقًا ل"سبوتنيك". السؤال هنا.. ما أهم ما توصلت إليه جولات أستانا السابقة وأغضبت واشنطن؟ أولًا: "تشكيل مجموعة "روسية - تركية - إيرانية" لمراقبة وقف الأعمال القتالية، في الجولة الثانية، في فبراير 2017". ثانيًا: "قدمت روسيا اقتراحات بوضع دستور للبلاد في الجولة ال3 في مارس 2017". ثالثًا: "الاتفاق على خفض التوتر في محافظات إدلب وحلب واللاذقية وريف دمشق لمدة 6 أشهر، وهو الاتفاق الذي أعلنت المعارضة المسلحة وقتها أنها خارجه، وذلك ضمن الجولة ال4 من اللقاءات في مايو 2017". رابعًا "لم ترسم حدود مناطق خفض التوتر إلا ضمن الجولة ال6 في سبتمبر2017 من المفاوضات، بعد خلافات حولها في الجولة الخامسة". الأمين العام لاتحاد القوى السورية فجر زيدان، قال: إن "السبب المباشر وراء نجاح اجتماعات أستانا خلال العام الماضي في التوصل إلى نتائج ملموسة على الأرض، هو رعاية عدد من الدول المهمة والفاعلة في الملف السوري، وهي روسيا وإيران وتركيا"، وفقًا ل"سبوتنيك".