بعد سنوات من الدمار والخراب، يستعد اليمن اليوم للقضاء على آخر جيوب الحوثي في منطقة الحديدة، من خلال إطلاق عملية "البرح" بقيادة العميد طارق صالح وألوية العمالقة وقوات المقاومة. مصادر عسكرية يمنية، أكدت انتهاء قوات المقاومة من الإعداد للعملية العسكرية الواسعة لتحرير الحديدة، وما تبقى من الساحل الغربي لليمن. فالقوات حاليا تنتظر ساعة الصفر للتقدم تجاه الحديدة لتحريرها من الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وذلك بإسناد كامل من قوات التحالف العربي، بحسب المصدر. الخطوة التي أقدمت عليها المقاومة جاءت بعد التأكد من وقوع انهيارات كبيرة بصفوف ميليشيات الحوثي، على جبهة الساحل الغربي. اقرأ أيضًا: «السيل الجارف» في اليمن.. قبضة حديدية للقضاء على جيوب «القاعدة» وشنت القوات الوطنية والتهامية والجنوبية منذ فترة عملية ضخمة على محور الساحل الغربي، تحت غطاء جوي مكثف من مقاتلات ومروحيات الأباتشي التابعة للقوات الإماراتية، نجحت على أثرها في تحقيق تقدم كبير، وانتزاع مناطق وجبال استراتيجية من الميليشيات الحوثية الموالية لإيران. وأتاح التقدم في هذه المعركة المهمة التي تشهدها المناطق بين محافظتي تعز والحديدة، للمقاومة الوطنية والمقاومة التهامية والجنوبية إحكام كامل السيطرة على مفرق المخا ومحيطه، قبل أن تتقدم لتسيطر على مفرق البرح وسلسلة الجبال المحيطة، حسب عسكريين، ونقلها عنهم وكالة "مأرب". المقاومة أوضحت أن ميليشيات الحوثي كانت تنفذ عمليات قطع طرق وزرع ألغام ضد اليمنيين في الساحل الغربي، موضحة أنه تم قطع الإمداد عن الحوثي في الحديدة، بحسب "سكاي نيوز". كما دعت المقاومة الوطنية وألوية العمالقة، أبناء القوات المسلحة الشرفاء للالتحاق بإخوانهم في المقاومة من أجل معركة الخلاص. اقرأ أيضًا: جنوب اليمن.. الفوضى تغذي حلم الاستقلال والقوى الإقليمية تعرقله خلاصة القول: إن "تحرير ميناء الحديدة يعني انتهاء قدرات الميليشيات المدعومة من إيران على العمل عسكريا، خاصة أنه يعد آخر منافذ الحوثي في اليمن". السؤال هنا: ما أهمية ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي؟ يمثل ميناء الحديدة آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهربة من إيران، بينما تمنع دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه والتي تهدف لتخفيف معاناة اليمنيين من جراء الانقلاب وسياساته. وسيطر الحوثيون على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر في أكتوبر 2014، بعد شهر واحد من اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء، بحسب مأرب. عمق استراتيجي ويعد الميناء الممر الأول إلى كل الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر، وهو آخر المواني المتبقية بأيدي الحوثيين بعدما استعادت الشرعية ميناءي المخا وميدي الاستراتيجيين. اقرأ أيضًا: المقاومة الشعبية.. قوة يمنية تغير التوازنات العسكرية وكونه المنفذ البحري الوحيد الذي يمكن من خلاله توصيل المساعدات الغذائية والطبية لليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، يجعل ذلك من سيطرة الحوثيين عليه عائقا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي يرزح في معاناة إنسانية تحت سلطة الانقلابيين، بحسب الوكالة. وتمثل محافظة الحديدة، التي تقع على بعد 226 كيلومترا غربي العاصمة صنعاء، أهمية بالغة للمتمردين الحوثيين فهي حلقة الوصل البحري مع إيران من أجل تلقي إمدادات السلاح لهم عبر مينائها. ومن شأن استعادة قوات الشرعية لميناء الحديدة، إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطع الإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر، وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية.