أثارت تصريحات رئيس الوزراء اليمنى أحمد عبيد بن دغر حول التواجد الإماراتى فى جزيرة سقطرى اليمنية، حفيظة دولة الإمارات، مما تسبب فى أزمة بين البلدين، فى وقت تعتبر الإمارات شريكا أساسيا فى التحالف العسكرى الذى تقوده السعودية والذى ينفذ منذ 2015 عملية عسكرية فى اليمن ضد الحوثيين، لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى المعترف به دوليا. ففى بيان نشره على "فيسبوك" أكد بن دغر "وصلت أول طائرة عسكرية إماراتية تحمل عربتين مدرعتين وأكثر من خمسين جنديا إماراتيا، تلتها على الفور طائرتان أخريين تحملان دبابات ومدرعتين وجنودا وذلك أثار جملة من الأسئلة، وترك حالة من القلق فى الجزيرة". وأضاف أن "استمرار الخلاف وامتداده على كل المحافظات المحررة وصولا إلى سقطرى أمر ضررى واضح لكل ذى بصيرة، وهو أمر لم يعد بالإمكان إخفاؤه، وإن آثاره قد امتدت إلى كل المؤسسات العسكرية والمدنية"، مشددا على أن "تصحيح هذا الوضع هو مسؤولية الجميع". أمر غير مبرر عقب بيان بن دغر، اعتبرت الحكومة اليمنية أن ما أقدمت عليه الإمارات فى جزيرة سقطرى، أمرا مفاجئا وغير مبرر، مؤكدة أنه لم يطرأ جديد فى وضع الجزيرة بحيث يستوجب سيطرة الإمارات على المطار والميناء هناك. إقرأ أيضا : بعد اقترابهم من النهاية.. الحوثيون نادمون على قتل عبد الله صالح وفى بيان صادر عن مجلس الوزراء بخصوص الأحداث الأخيرة التى شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى، ذكرت الحكومة :"فاجأتنا الأحداث بما لم نتوقعه، وصلت الحكومة إلى سقطرى يوم السبت الموافق 28 أبريل 2018 فى زيارة رسمية تستغرق أيام، وقد استقبل أهالى محافظة أرخبيل سقطرى رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له استقبالاً حارا عكس دفء المشاعر الأخوية الصادقة بين اليمنيين، وخاصة فى الأزمات". وأوضحت الحكومة فى البيان تسلسل الأحداث، التى طرأت فى الأيام الأخيرة على الجزيرة اليمنية الواقعة فى المحيط الهندى قبالة سواحل القرن الإفريقى بالقرب من خليج عدن، وعزت الحكومة التطورات الأخيرة إلى "حالة الخلاف بين الشرعية والأشقاء فى الإمارات، ولم يطرأ جديد فى وضع الجزيرة السياسى والعسكرى الذى يستوجب السيطرة على المطار والميناء". كما قال مصدر حكومى يمنى، إن الإمارات نشرت قواتها فى المنطقة دون إبلاغ حكومة هادى التى تسيطر على الجزيرة. خلاف سابق وهذه ليست المرة الأولى التى يثير فيها بن دغر خلاف مع الإمارات، ففى يناير الماضى، حمل رئيس الوزراء اليمنى، الإمارات ضمنيا مسؤولية المواجهات التى تدور فى عدن، ملمحا لأول مرة لاستعداده لتقديم استقالته من رئاسة الوزراء. إقرأ أيضا : غطاء «خامنئي» يسقط عن الحوثيين.. كيف تدير إيران الفوضى باليمن؟ وأكد بن دغر أن الإمارات هى صاحبة القرار فى عدن وبإمكانها إيقاف الاشتباكات، وإعادة الوحدات العسكرية إلى ثكناتها، معتبرا أن ما يجرى يعد "خدمة مباشرة للحوثيين وإيران، وحلفائهم فى المنطقة"، على حد قوله. ودعا بن دغر وقتها السعودية لتحديد موقف واضح مما يحدث فى عدن، وإثناء الإمارات عن سياساتها "لإنقاذ اليمن من التقسيم والتقزيم"، متهما المجلس الانتقالى دون أن يسميه ب "باللجوء لإسقاط الحكومة بعد فشله فى إثارة أبناء عدن ضدها ورفد السعودية خزينة اليمن بمليارى دولار"، حسب "العربى". حملة مغرضة ودافعت الإمارات عن تواجدها العسكرى فى جزيرة سقطرى بعد انتقادها من حلفائها اليمنيين الذين أشاروا إلى نشرها قواتها دون إبلاغ حكومة هادى التى تسيطر على الجزيرة، واعتبرت الإمارات أن الانتقادات هى "حملة مغرضة يقودها الإخوان المسلمون لتشويه دورها فى المنطقة". وأشارت الإمارات إلى أن الدور الذى تؤديه فى سقطرى قد تم "تشويهه" إثر انتقادات طالتها من حلفائها اليمنيين على خلفية تواجدها العسكرى فى هذه الجزيرة اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية، حسب "فرانس 24". من جانبه، كشف وزير الشؤون الخارجية الإماراتى أنور قرقاش عن المسؤول عن الحملة ضد دور الإمارات فى اليمن، وذلك فى وقت تصاعد التوتر فى جزيرة سقطرى، معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين، تشن حملة مريبة ضد دور الإمارات فى اليمن. وأوضح قرقاش، خلال تغريدات عبر حسابه الرسمى على تويتر، اليوم الاثنين، أن حملة الإخوان المسلمين، ومن يقف ورائهم فى التواصل الاجتماعى، ضد دور الإمارات فى اليمن «مريبة»، قلة من الحسابات الحقيقية ومئات الحسابات الوهمية، وبعضها لم يسبق له التغريد، مؤكدا أن محاولة خلق رأى عام، عبر الحسابات الوهمية، تخصص إخوانى بامتياز. تابع للنظام القطري الكاتب والمحلل الدكتور على النعيمى، رئيس تحرير "العين الإخبارية"، يرى أن الوضع فى سقطرى كان مستقرا، وكان أهلها ينعمون بخدمات قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء بنية تحتية أو مستشفيات أو تطوير الميناء. إقرأ أيضا : فى الذكرى الثالثة لحرب اليمن.. «سباعية الحوثي» تنسف فرص السلام ووصف النعيمى رئيس الحكومة اليمنية، بأنه أصبح مطية "دابة" للنظام القطرى هو ومجموعة من الوزراء المنتمين لحزب الإصلاح الإخونجى باليمن، مضيفا أن "بيان بن دغر نشرته وكالة سبأ الرسمية الحكومية، ثم تم حذفه، لأنه بيان لا يعبر عن القيادة الشرعية". وتساءل النعيمى عما قدمه بن دغر للشعب اليمني؟ مجيبا: "لم يقدم غير تفرقة وزعزعة استقرار اليمن من خلال قطر". وتابع النعيمى أنه "بعد صدور المقاطعة العربية تجاه النظام القطرى بدأ هناك تحول فى المشهد السياسى بالتحديد فى ليبيا واليمن والصومال"، حسب "سكاى نيوز". خدمة للانقلاب كما أكد ناشطون يمنيون أن الدور الإماراتى فى اليمن رائد ونموذجى منذ عاصفة الحزم، وأن المؤامرة القطرية الإخوانية الصادرة عن تنظيم الحمدين بالدوحة بشأن جزيرة سقطرى يخدم الانقلاب الحوثى، لكنها ستفشل فى النهاية. وأشار ناشطون إلى أن الإسناد الكبير للقوات المسلحة الإماراتية كان الموجع للانقلاب الحوثى، فى جبهات الساحل الغربى لليمن، وكبدهم خسائر فادحة، سواء بالإسناد الجوى، أو دعم قوات الجيش اليمنى، والمقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، بكل تشكيلاتها من مقاومة جنوبية وتهامية وألوية العمالقة. وأرجع الكاتب والمحلل السياسى اليمنى نجيب غلاب، الضجيج الصادر من شبكات "تنظيم الحمدين"، يخدم مليشيا الحوثى الإيرانية. وقال غلاب، إن تنظيم الحمدين يهدف إلى شرعنة ميليشيا الحوثى، وجعلها مركزا مسيطرا شمالا، والدخول فى فوضى كبيرة بالمناطق المحررة وخلق الحروب الأهلية، مشيرا إلى أن تنظيم الإخوان - قطر، يهدف إلى بناء نزاعات مستدامة وانقسام جغرافى وطائفى، حسب "العين الإخبارية". ترحيب شعبي فى المقابل، ذكرت مصادر يمنية أن بيان الحكومة اليمنية، لاقى ردود فعل رسمية وشعبية وترحيبا كبيرا، بالتزامن مع غضب عارم ضد تلك التواجد الإماراتى بالجزيرة. من جانبه، قال الوزير صلاح الصيادى معلقا على البيان، "لا تستهينوا ببيان الحكومة فهو خطوة متقدمة جدا، فى ظل ما تتعرض له من ضغوط شديدة". أما المحلل السياسى على الشريف، فوصف بيان الحكومة بأنه موفق وخاطب الحكومة قائلا: "اصمدوا وتمسكوا بالحق اليمنى والشعب معكم وكل الشرفاء"، حسب "المشهد" اليمنى. إقرأ أيضا : «هزائم الحوثيين» تدفع بالسجناء إلى جبهات القتال أكثر المناطق غرابة هذه الجزيرة اليمنية التى شهدت توترا غير مسبوق هى أرخبيل يمنى، مكون من 6 جزر تقع فى المحيط الهندى، قبالة سواحل القرن الإفريقى، بالقرب من خليج عدن، وتبعد 350 كم على شبه الجزيرة العربية. ويشمل الأرخبيل جزر سقطرى، ودرسة، وسمحة، وعبد الكورى، وصيال عبد الكورى، وصيال سقطرى، بالإضافة إلى 7 جزر صخرية أخرى، وهى صيرة، وردد، وعدلة، وكرشح، وصيهر، وذاعن ذتل، وجالص. وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية، ويبلغ طولها 125 كم وعرضها 42 كم، ويبلغ طول الشريط الساحلى (محيط الجزيرة) 300 كم، وعاصمة الجزيرة حديبو، وحسب إحصائيات عام 2004 بلغ عدد سكانها 175020 نسمة. تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمى فى عام 2008، ولقبت "بأكثر المناطق غرابة فى العالم"، وصنفتها صحيفة "نيويورك تايمز" كأجمل جزيرة فى العالم لعام 2010، نظرا للتنوع الحيوى الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم. وفى أكتوبر من عام 2013، أصبحت محافظة أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة عن محافظة حضرموت.