4 مطامع لإسرائيل في «القارة السمراء» "كسر التأييد الإفريقي الواسع لفلسطين في المؤسسات الأممية والدولية"، هدف رئيسي تسعى إليه دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال تكثيف الأخيرة في السنوات الأخيرة تواصلها مع "القارة السمراء" من خلال تبادل الزيارات، وهو الهدف الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة. وفي هذا الإطار، يبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين زيارة إلى إثيوبيا لأول مرة، غدا الاثنين الموافق 30 أبريل وتستمر 4 أيام، بدعوة من نظيره الإثيوبي ملاتو تشومي. زيارة تاريخية وسائل الإعلام الإثيوبية، وصفت زيارة رئيس الاحتلال بالتاريخية والأولى من نوعها لريفلين منذ توليه منصبه منتصف 2014. إذاعة "فانا" الإثيوبية المحلية، كشفت أن ريفلين سيلتقي خلال الزيارة كلاً من تشومي، ورئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد علي، كما سيشارك في مؤتمر رجال الأعمال الإثيوبيين والإسرائيليين. وأشارت الإذاعة، إلى أن مؤتمر رجال الأعمال الذي سيعقد تحت شعار "التأثير من أجل الخير"، يترأس فيه الوفد التجاري الإسرائيلي، شراجا بروش رئيس اتحاد مصنعي إسرائيل، دون تفاصيل عن المؤتمر وموعد انعقاده بالضبط، حسب "وطن 24". إقرأ أيضا : أزمة اللاجئين الأفارقة في إسرائيل تصل لطريق مسدود تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يربط الخبراء بين الاستفزازات الإثيوبية لمصر حول قضية سدّ النهضة، ودعم إسرائيلي خفي لأديس أبابا لتمضي قدما في مشروعها. غضب اليهود تسببت زيارة رئيس الاحتلال في غضب يهود إثيوبيا، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن ريفلين، لن يزور مركز الجالية اليهودية في مدينة أديس أبابا خلال زيارته الرسمية لإثيوبيا، وهو الأمر الذي أدى إلى استيائها. وأصيب السكان اليهود بخيبة أمل عندما سمعوا أن الرئيس الإسرائيلي لن يأتي إلى بناء مجتمعهم، بسبب معارضة وزارة الخارجية في تل أبيب، وفقا لما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست". ونشر منسقو وقادة برنامج "عاليه" الإثيوبي بيانا، ينتقدون وزارة الخارجية الاسرائيلية لقرارها، وقالوا: "لقد سمعنا أن وزارة الخارجية تعارض زيارة ريفلين للجالية اليهودية خلال رحلته إلى إثيوبيا في تيكّون أولام، وهذا الإجراء سيضر العلاقات المستقبلية بين الجالية الإثيوبية وممثلي الحكومة الإسرائيلية". اقرأ أيضا: لماذا لا ترغب إسرائيل وإيران الدخول في حرب؟ وعود نتنياهو منذ ما يقرب من عامين، انطلق نتنياهو في جولة إفريقية، من أوغندا، ليزور بعدها كينيا ورواندا فيما كانت إثيوبيا، أبرز محطّات جولته وأكثرها إثارة للجدل، نظرا للأزمة المندلعة بين أديس أبابا والقاهرة بشأن سد النهضة، وهي أزمة لا تطرح إلا ويكون اسم إسرائيل مذكورا فيها، وأيضا بسبب التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلي ماريام ديسالين حين قال إن بلاده تدعم حصول إسرائيل على منصب عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي. وأطلق نتنياهو خلال هذه الجولة الكثير من الوعود كان من بينها تخصيص أموال للبعض من دول القارة في البنك الدولي مع استخدام المزايا النسبية لإسرائيل، وتوسيع شبكة الملحقين التجاريين، حيث سيتم فتح مكتبين في إفريقيا في المرحلة الأولى، والنظر في إمكانية فتح مكاتب إضافية في المستقبل، وإنشاء أربعة مراكز للتميز في أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا تعبر عن قدرات إسرائيل التكنولوجية المعروفة ومساعدة رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين في الدول الإفريقية وزيادة الصادرات الإسرائيلية إليها. الكاتب الفرنسي "بيير بيان"، كشف عن الأسباب الظاهرة والخفية للزيارة التاريخية التي قام بها نتنياهو لمجموعة من الدول الإفريقية خلال 2016 من خلال الجملة الواردة في كتاب "المذابح: الحروب السرية في إفريقيا" التي تقول "حين كنت أقوم بتحقيقي حول المذابح، اكتشفت أن إفريقيا مهمة جدا لإسرائيل، لا بل أقول إنها كانت مسألة حياة أو موت"، حسب "العرب". وفي إطار تبادل الزيارات، قام رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين بزيارة إسرائيل في يونيو 2017 بدعوة رسمية من نتنياهو. إقرأ أيضا: «الخطر القادم لإسرائيل».. «عدسة جنى التميمي» تفضح جرائم الاحتلال التوغل الناعم تعود العلاقات الإسرائيلية الإفريقية إلى خمسينيات القرن الماضي، لكن بعد حرب 1967 ثم حرب 1973، عمدت الدول الإفريقية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. إلا أن إسرائيل تدرك الأهمية الإستراتيجية للقارة الإفريقية، لذلك عملت بصمت خلال سنوات القطيعة على التوغل الذي وصفه مراقبون ب"الناعم"، خصوصا جنوب القارة وغربها. ويعود الاهتمام الإسرائيلي بالقرن الإفريقي بصفته أهم موقع استراتيجي بالنسبة لها من الناحية الأمنية وذلك لقيام الدولة الصهيونية في المنطقة الإسلامية والعربية التي عرفت بالشرق الأوسط، وتعد إثيوبيا الحليف الأول الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة، وبوابتها إلى بقية دول القرن الإفريقي. ونجد أن كل ما يهم إسرائيل ألا يكون البحر الأحمر بحرا عربيا خالصا، لذا استمرت منذ عام 1949م في تقديم مساعداتها العسكرية لجميع حكام إثيوبيا، وكان لإسرائيل قواعد عسكرية في الجزر الأريترية، التي استأجرتها من إثيوبيا، حينما كانت إرتيريا جزءا من إثيوبيا. إقرأ أيضا: السجل الأسود لاغتيالات الموساد.. العلماء العرب في مرمى إسرائيل وتكمن أهداف إسرائيل من إثبات تواجدها في هذه المنطقة في عدة نقاط: - رغبتها في الحصول على مياه النيل والضغط على صانع القرار المصري نظرا لحساسية وخطورة (ورقة المياه) في الاستراتيجية المصرية، حيث تلعب إسرائيل دورا غير مباشر فى صراع المياه بين دول حوض النيل، واستفادت من نفوذها الكبير فى دول (إثيوبيا – كينيا – رواندا). - كسب الرأى العام الإفريقي بهدف الفوز بعدد أكبر من الدول ذات الثقل فى المؤسسات الإفريقية المشتركة مثل منظمة الوحدة الإفريقية خاصة أن الدول الإفريقية تمثل ثاني أكبر كتلة تصويتية فى الأممالمتحدة. -تشكل إثيوبيا قاعدة أكثر صلابة فى مواجهة الدول العربية وخاصة السودان، لاعتبارات جيواستراتيجية واقتصادية وبشرية. -ارتباط القرن الإفريقي بالبحر الأحمر والخليج العربي، ومن ثم فهو يرتبط تقليديا بمنظومة الأمن الإسرائيلي والسعي من أجل تحقيق اعتبارات التفوق العسكري والاقتصادي.