لحظة تاريخية شهدها العالم أجمع، الجمعة الماضية، مع أول زيارة لرئيس كوري شمالي إلى الجارة الجنوبية على الإطلاق، حيث ناقش كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية ونظيره الجنوبي، مون جاي إن مباحثات السلام بين البلدين. وبعد أن أصبح السلام المستحيل بين الكوريتين ممكنًا، بدأت التكهنات حول فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام، إذا تحقق السلام في شبه الجزيرة الكورية بالفعل، الأمر الذي قد يضع لجنة نوبل أمام خيار صعب فيما يتعلق بترشيح ترامب. وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن منح الجائزة لأولئك الذين ساعدوا في إحلال السلام في المنطقة قد يبدو وكأنه خيار سهل، ولكن قرار منح ترامب الجائزة قد يدخل لجنة جائزة نوبل في جدال سياسي شرس، بخصوص ما إذا كان الرجل الذي سخر من زعماء العالم، وشن غارات جوية متعددة وهدد بشن حروب، يستحق الجائزة فعلًا. ولكن إذا حدثت المصالحة، فكيف لا يمكن الاعتراف بإنجاز ترامب الظاهر؟ حيث قال دونالد ترامب الابن، إنه بغض النظر عما يحدث، لن يعزى الفضل إلى والده في نجاح المفاوضات، وغرد قائلًا: "تذكر من الذي يقرر هذه الأشياء، لن تمنحه النخبة العالمية التقدير اللازم". اقرأ المزيد: بعد إعلان كوريا الشمالية وقف برنامجها النووي.. ماذا ينتظر ترامب في اجتماعه مع كيم؟ ولن يكون ترامب فقط هو المرشح الوحيد للجائزة، حيث قالت مجلة "نيويورك" إن الرئيس الأمريكي وكيم جونج أون بإمكانهما المطالبة بالجائزة هذا العام. وكان ترامب قد اتخذ موقفًا حادًا في تعامله مع كوريا الشمالية منذ توليه منصبه في يناير 2017، بعد أن وصف الزعيم الكوري الشمالي ب"رجل الصواريخ"، وتهديده باستخدام القوة العسكرية، حيث بدا أن التوصل إلى السلام مع كوريا الشمالية أمر غير محتمل حدوثه. ولكن ببادرة من "كيم"، تغير الوضع منذ بداية العام الجاري، حيث دعا إلى عقد قمة مع ترامب و"مون"، وأعلن نيته وقف التجارب النووية والصاروخية. وبعد نجاح القمة بين الزعيمين الكوريين، من المقرر الآن أن يلتقي ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة في موقع لم يتم تحديده بعد. حيث قال ترامب خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "سأجتمع مع كيم جونج أون في الأسابيع المقبلة، ونحن نتطلع إلى ذلك، وتوصلنا إلى دولتين للاختيار بينهما لعقد القمة". اقرأ المزيد: كيم يعلن جاهزيته لمناقشة برنامجه النووي.. وخبراء: ترامب غير مستعد وصرح عدد من قادة الحزب الجمهوري أنه إذا أدى هذا الاجتماع وقمة الجمعة إلى التوصل لاتفاق سلام، فإن جائزة نوبل ستكون مضمونة، حيث عبر كل من السيناتور ليندسي جراهام، وكار هيببي المسؤول السابق في إدارة ترامب عن دعم ترامب للفوز بالجائزة. حيث قال جراهام، يوم الجمعة، على برنامج "فوكس آند فريندز" على شبكة "فوكس" الأمريكية، "إننا لم نصل إلى تلك اللحظة بعد، ولكن إذا حدث ذلك، فإن الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام". كما أعربت المذيعة المحافظة، لورا إنغراهام، عن دعمها لترامب للفوز بالجائزة، حيث غردت "متى سنرى عناوين الصحف تبرز نبأ دور ترامب في إنهاء الحرب الكورية؟ وعلى العكس من أوباما، سيستحق حينها الفوز بجائزة نوبل للسلام". وأشارت "نيوزويك" إلى أنه إذا فاز ترامب بجائزة نوبل للسلام، فإنه لن يكون أول فائز مثير للجدل، حيث أصبح القيادى الفيتنامى "لو دوك ثو"، الشخص الأول والوحيد الذي رفض طوعا الحصول على جائزة نوبل للسلام، لعمله في التفاوض على وقف إطلاق النار في فيتنام مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر. وعلى الرغم من قبول كيسنجر للجائزة، فإن ثو رفض قبولها لأن "السلام لم يتم تحقيقه فعليًا في جنوبفيتنام"، وقال"عندما يتم احترام اتفاقية باريس بشأن فيتنام، ويتم إسكات البنادق، واستعادة السلام بالفعل في جنوبفيتنام، سأفكر في قبول هذه الجائزة". اقرأ المزيد: كيم جونج أون يزور كوريا الجنوبية لأول مرة وكان فوز الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بجائزة نوبل للسلام في عام 2009، مثيرًا للجدل، حيث أعربت إدارة أوباما عن شعورها بالإحراج من فوز الرئيس بالجائزة في عامه الأول في المنصب، وقالت لجنة نوبل إن أوباما فاز بسبب "جهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". يذكر أنه يوجد حاليًا نحو 329 مرشحا للفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، وفقا للموقع الإلكتروني للمنظمة، ومن المقرر الإعلان عن الفائزين في ال10 من ديسمبر. يذكر أن الرئيس المصري أنور السادات أول عربي يحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بسبب دوره في توقيع اتفاقية للسلام بين مصر وإسرائيل. كما حصل الدكتور محمد البرادعي على الجائزة نفسها مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عام 2005، اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية.