كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقريرها اليوم السبت، عن وجود علاقة بين مستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون الذي عينه ترامب، وشركة "كامبريدج أناليتيكا" التي أسهمت في توجيه الدعاية للرئيس الأمريكي في فترة الانتخابات. الصحيفة البريطانية قالت إن "بولتون" تعاون مع شركة "كامبردج أناليتيكا" في تجربة لاستهداف الناخبين الأمريكيين من خلال بعض مقاطع الفيديو على "يوتيوب". وكان هدف التجربة دراسة الملامح النفسية للمتسوقين والناخبين، حيث تستكشف الشركة من خلال هذه المعلومات صدى الحملات الانتخابية السياسية لدى الناخبين وتأثرهم، وتقسمهم إلى أنماط من الشخصيات عبر تصفية البيانات التي تحصل عليها غالبا من وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت الصحيفة أن تعامل لجنة العمل السياسي التي أسسها بولتون والمعروفة باسم "جون بولتون سوبر باك" مع "كامبريدج أناليتيكا" بدأت عام 2014 بعد شهور قليلة على تأسيس الأخيرة، الأمر الذي جعله من أوائل الأشخاص الذين استفادوا من خدمات شركة "كامبريدج أناليتيكا" لتحليل البيانات التي جنت ملايين الدولارات. في رسالة بريد إلكتروني حول تعاون "جون بولتون سوبر باك" في عام 2014، وصف روبرت مورتفيلد، المسؤول التنفيذي السابق ل"كامبريدج أناليتيكا"، مشروع الفيديو بأنه "استخدم بيانات سيكوجرافية لإنشاء إعلانات تستهدف الأشخاص استنادًا إلى سماتهم". وظهر بولتون، في بعض هذه الفيديوهات موجها حديثه للناخبين في ولايات "نيو هامبشاير" و"نورث كارولاينا"، و"أركنساس" في الفترة التي سبقت انتخابات النصف الأول من عام 2014. وتبنى بولتون العديد من الرسائل المختلفة في مقاطع الفيديو، اعتمادًا على شخصيات الناخبين، الذين تم تقسيمهم وفقا لتحليل شخصية أجرته شركة "كامبريدج أناليتيكا". وكانت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية و"الأوبزرفر" البريطانية، قد كشفتا أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" جمعت معلومات خاصة عن أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" عبر تطوير تقنيات لدعم الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب عام 2016. وقالت الصحيفتان -نقلا عن موظفين سابقين بالشركة ومساعدين ووثائق- إن هذه الواقعة تعد واحدة من أكبر عمليات خرق البيانات في تاريخ فيسبوك. فيما علق جاريت ماركيز، المتحدث باسم "بولتون سوبر ماك" قائلاً: "فيما يتعلق بأي ادعاءات بشأن اختراقات الشركة، لم تكن (جون بولتون سوبر باك) على دراية بأي شيء قامت به (كامبريدج أناليتيكا)، علاوة على ذلك، لم تعمل المؤسستان في أي عمل مشترك منذ عام 2016". يذكر أن "كامبريدج أناليتيكا" أعلنت لاحقا أنها أوقفت رئيسها التنفيذي عن العمل، إثر الكشف عن أنشطة الشركة في الدعاية الكاذبة وغير الأخلاقية، وسطوها على بيانات مستخدمي "فيسبوك" للمساعدة على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.