سلطت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، في تقريرها اليوم الأحد، الضوء على زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي يبدأها غدا الإثنين، للولايات المتحدةالأمريكية. وقالت الصحيفة إن "هدف الزيارة ليس مجرد تحسين العلاقات العامة، بينما قد يلتقي بن سلمان رجال الأعمال في وادي السليكون وكبار مسؤولي شركات صناعة الأفلام بلوس أنجلوس، فضلاً عن كبار ممولي صناعة النفط في هيوستون ونيويورك، من أجل حشد الدعم لأجندة رؤيته الاقتصادية 2030". ولهذا السبب، يجب عليه إقناع المستثمرين الأمريكيين بسياسته، وأن قراره بحبس العشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، في عملية تطهير ضد الكسب غير المشروع، لم يظهر ضعفا في حكم القانون السعودي. بدوره قال المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية بروس ريدل، إن "هذا الأمر لن يكون سهلاً، وسيتعين على بن سلمان، أن يستفيد من علاقاته الشخصية مع صهر ترامب والمستشار جاريد كوشنر وآخرين في الإدارة الأمريكية، من أجل تحقيق أهدافه في البيت الأبيض". وأضاف "ريدل" أن الإستراتيجية السعودية تجاه الولاياتالمتحدة بنيت على أساس ترابط العلاقات مع عائلة ترامب، وجماعات الضغط الأمريكية، فضلاً عن انتقاد إيران الدائم. أما عن القضايا التي قد تتم مناقشتها خلال تلك الزيارة، فتناولت صحيفة "ميدل إيست آي" أبرزها في هذا التقرير: اليمن قد تكون حرب اليمن من أبرز القضايا على طاولة المحادثات بين ترامب وبن سلمان، خاصة بعد أن قام السناتور اليساري بيرني ساندرز، وآخرون بترويج قرار بسحب الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، والذي من شأنه أن يحرم الرياض من دعم المخابرات الأمريكية وإعادة تزويد الطائرات التي تقصف طائرات الحوثي بالوقود. بدوره قال جيرالد فييرشتاين، وهو سفير أمريكي سابق في اليمن: "يجب أن ينظر إلى هذا القرار على أنه تحذير للإدارة وللسعوديين بأن الصبر على استمرار الحرب في اليمن لن يستمر طويلاً". قطر يجب على بن سلمان الاهتمام والتطرق إلى القرارات الجيوإستراتيجية التي تتخذ في الإدارة الأمريكية، خاصة بعد إقالة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون- الذي يعد أبرز داعمي قطر في قضية الحصار الخليجي- وتعيين مدير الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، بديلاً له. وقالت الصحيفة البريطانية إن "هذا القرار قد يزيد من قدرة الرياض على الضغط على الدوحة. وربما يتبع مايك بومبيو، نفس نهج ترامب الأكثر صرامة على قطروإيران، الأمر الذي يجعل السعوديين مطمئنين إلى حد كبير من تولي بومبيو هذا المنصب". أرامكو قال بعض المتخصصين في بورصة نيويورك، إنهم يعملون لإقناع المسؤولين السعوديين بإدراج شركة النفط السعودية "أرامكو" في وول ستريت، بدلاً من البورصات المنافسة في لندن وهونج كونج ومناطق أخرى. ويعتزم بن سلمان بيع 5% من "أرامكو"، وجمع ما يقرب من 100 مليار دولار لتمويل الإصلاحات الاقتصادية التي يسعى لها في بلاده، لكنه لديه شكوك بشأن المنظمين الأمريكيين والتعرض لبعض القضايا المكلفة مثل: تغير المناخ. الأسلحة النووية على الرغم من الحديث عن توثيق العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فإنه ظهر عكس ذلك، عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، وحث ترامب على إعاقة خطط بيع مفاعلات نووية إلى الرياض. وبلا شك، فإن تعليقات بن سلمان بأن بلاده ستطور وتمتلك سلاحًا نوويًا إذا امتلكت منافستها الإقليمية إيران قنبلة نووية، أضافت إلى مخاوف واشنطن من أن ضغط الرياض على امتلاك طاقة نووية يزيد من تفاقم احتمالات حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط، وقد يتم التطرق لهذا الأمر أثناء لقاء ترامب وبن سلمان. يذكر أن "بن سلمان" بدأ جولاته الخارجية بزيارة مصر، ومنها إلى لندن، ثم إلى الولاياتالمتحدة.