معاناة إنسانية ومأساة حقيقية عاشها أبناء اليمن جراء مصائد الموت الحوثية المنتشرة في ربوع البلاد، وذلك بعد أن حصدت أرواح أطفال وشباب ونساء وحتى الشيوخ، في مشهد يدل على خسة ميليشيات إيران في البلد المفكك جراء آتون الحرب. العشوائية الحوثية في استهداف الأبرياء، حققت أهدافها الرامية إلى معاقبة الشعب الرافض لسياسات ميليشيا إيران، وحصدت أرواح الآلاف، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 10 آلاف شخص في مؤشر واضح على بشاعة المخطط الإيراني. ولم تتوانى ميليشيات الحوثي في التفنن بزراعة الألغام، فمنها ما هو على شكل صخور يتم زراعتها في الجبال، وآخر على شكل كتل رملية وأغلبها إيرانية، إضافة إلى ألغام ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد وعبوات محلية الصنع، وأخيرا الألغام البحرية، حسب خبير ألغام ضمن قوات التحالف العربي. حيث نجحت القوة الإماراتية في تفجير أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى تدريب 65 يمنيًا متطوعًا على تطهير الألغام وتفجيرها ويتم ذلك في مناطق آمنة، وفقًا لوكالة "وام" الإماراتية. مساعي أيادي الشر الحوثية، لم تراعِ الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي الذي يسعى إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي لتحقيقه بدعم من قوات التحالف، وقررت الثأر لقياداتها التي قتلت خلال الغارات السعودية الإماراتية. إرهاب الحوثي نجح في النيل من أبناء اليمن على مدار 4 سنوات، بعد أن قام بزراعة الألغام والعبوات الناسفة أمام المنازل، لتخلف حينها عشرات الضحايا وتصيب المئات. وهذا ما أكده رئيس فريق الهلال الأحمر في عدن المهندس جمعة عبدالله المزروعي بالقول: إنه "تم استقبال أكثر من 4 آلاف مصاب يمني نتيجة انفجار ألغام أرضية، زرعها الحوثيون في الطرق". وبينما يتساقط المدنيون في فخ الحوثيين، سارعت إيران بدعم أنصارها بألغام بحرية لزراعتها شمال غرب سواحل ميدي في محافظة حجة، بهدف تدمير سفن المساعدات الإنسانية المدعومة من الأممالمتحدة والسعودية من ناحية وبوارج التحالف العربي من ناحية أخرى. لكن استطاعت الفرق الهندسية في الجيش الوطني، إبطال مفعول الألغام البحرية، التي شكلت تهديدا على الملاحة البحرية خاصة بعد امتدادها إلى باب المندب، حسب "عكاظ". المثير في الأمر، أن منظمة هيومن رايتس ووتش، كشفت في تقرير لها عن استخدام ميليشيا الحوثي ألغامًا محظورة دوليًا، حيث قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة بالمنظمة: إن "الحوثيين يقتلون المدنيين ويتسببون بتشويههم بالألغام الأرضية"، داعيَا إلى احترام التزامات اليمن بموجب معاهدة حظر الألغام. وما زاد من الأمر سوءَا، هو هدم وتفجير آبار ومضخات المزارعين في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء، وفقًا لمصادر أمنية لليمن العربي. ما نحن بصدده أن إرهاب الحوثي سيظل عائقًا كبيرًا أمام الكثير من الأبرياء الذي لا يجدون ملاذا للفرار من آتون الحرب ومصائد الموت التي تستهدفهم دون وجود رادع.