أصبحت مصانع تدوير الدواجن واللحوم الفاسدة مصدر رعب وكابوسًا يطارد أهالي محافظة القليوبية، على مدار الشهرين الماضيين، خاصة في مدن الخانكة وقليوب وشبين القناطر، التي شهدت ضبط كميات كبيرة قبل إعادة تدويرها وتوزيعها بين أوساط المواطنين. تم إحباط محاولة ترويج 19 طن لحوم فاسدة داخل ثلاجة بالخانكة، قبل إعادة فرمها وتدويرها وبيعها داخل أكياس تحمل علامات تجارية مقلدة، وورد تقرير مفتشي الأغذية والطب البيطري بعدم صلاحية المضبوطات للاستهلاك الآدمي وتم إعدامها. وفى مدينة شبين القناطر، تم ضبط طن ونصف لحوم ودواجن وأسماك فاسدة داخل محلات وثلاجات بالمدينة وقريتي نوى وكفر طحا، قبل توزيعها على المواطنين، وتم التحفظ على المضبوطات وعرضها على النيابة للتحقيق. وداهمت شرطة المسطحات بالقناطر الخيرية، بالتنسيق مع الإدارة البيطرية مجازر الدواجن بناحية البرادعة، وتم ضبط نحو طن و400 كجم دواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وتنبعث منها رائحة كريهة أثناء تعبئتها في أكياس مجهولة لترويجها على المحلات. وفي مدينتى الخصوص والخانكة، تم ضبط طن لحوم مفرومة من هياكل الدواجن داخل أكياس بلاستيكية مجهولة المصدر، وورد تقرير الطب البيطري يفيد بأن المضبوطات تغيرت خواصها الطبيعية من حيث اللون والملمس والرائحة، وأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي والحيواني. وفي مدينة قليوب، لم يختلف الوضع كثيرًا، إذ تم ضبط نصف طن منتجات لحوم فاسدة داخل مصنع بمنزل مهجور بقرية بقلس لفرم أحشاء الحيوانات مجهولة المصدر وتخزينها وتحويلها للحوم مصنعة وبيعها للمواطنين. من جانبه، قال الدكتور حمدي الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إن تناول اللحوم والدواجن الفاسدة يتسبب في أضرار بالغة ولكن على المدى البعيد. وأكد الطباخ، في تصريحاته ل«التحرير» أن اللحوم والدواجن الفاسدة، تؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وتلف أعضاء الكبد والكلى والبنكرياس، وتتضاعف الأخطار إلى الإصابة بالتسمم الغذائي والفيروسات المختلفة وتؤدي إلى الموت. فيما أكد أحمد السيد، وكيل وزارة التموين بالقليوبية، ل«التحرير» أنه يتم التنسيق مع أجهزة المدن والأحياء والطب البيطري ومباحث التموين، لشن حملات مفاجئة على أماكن بيع اللحوم ومشتقاتها، لضبط المصانع غير المرخصة والمنتجات المجهولة والفاسدة خاصة في مجال اللحوم والدواجن، وأردف: «هنكثف الحملات خلال الأسبوع القادم».