استطاعت المملكة العربية السعودية، تحقيق تعزيز هائل ونقلات كبيرة في تطوير ترسانتها العسكرية، من خلال عقدها صفقات تسليح كبيرة مع أبرز الدول المصنعة عالميًا. أحدث تلك الصفقات، توقيع اتفاق مع بريطانيا يقضي بتوريد 48 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" الجيل الجديد، وذلك خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا التي اختتمها أمس. وتمتلك السعودية بالفعل هذه الطائرة إلا أنها على ما يبدو تريد توسيع ترسانتها من خلال زيادة عدد هذا النوع من الطائرات، فقد وقعت عقدا في عام 2007 لشراء 72 طائرة من هذا النوع، ودخلت بالفعل الخدمة في القوات الجوية الملكية. في 22 أكتوبر 2008، أول طائرة "تايفون" تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية حلقت في مطار "وارتون" التابع ل"بي إيه إي" للنظم، في بداية برنامج رحلة الطيران التجريبية الخاص بالطائرة. بعد التسليم الرسمي لأول "يوروفايتر تايفون" إلى السعودية في 11 يونيو 2009، دربت "بي إيه إي" للنظم أفرادا سعوديين في مصنعها بوارتون، استعدادا لإقامة مصنع تجميع في المملكة. متعددة المهام يوروفايتر تايفون "Eurofighter Typhoon"، هي طائرة قتالية متعددة المهام أوروبية من إنتاج شركة يوروفايتر "جي إم بي إيتش"، دخلت الخدمة في القوات الجوية لكل من ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة، وقد وقعت المملكة العربية السعودية عقدا لشراء 72 طائرة تايفون بقيمة 4.43 مليار جنيه إسترليني وهذه الطائرة تعتبر من الجيل الرابع المطور أو الرابع والنصف. تتميز طائرة التايفون بتصميم "إيرودينامكي" عال يمنحها قدرة عالية على المناورة، حيث تعتمد الطائرة مبدأ الهيكل غير المستقر إيروديناميكيا، وتحقيق الاستقرار المطلوب عن طريق أنظمة الطيران السلكي الحاسوبي الرقمي. أجنحة المقاتلة من النوع "المثلث" -دلتا- المصنوع من المواد المركبة في معظمه واستخدم في صناعة الهيكل والجناح مواد الكربون المركب والبلاستيك الزجاجي المقوى والتيتانيوم والألمونيوم. تستخدم جنيحات التقلب الأمامية في المساهمة في تحقيق مستوى المناورة الفائقة. تفوق سرعة الصوت رغم أن "يوروفايتر تايفون" لا تصنف كمقاتلة خفية فإن عناصر في التصميم سمحت بخفض مقطعها الراداري مقارنة بالجيل السابق من المقاتلات الأوروبية، حيث صممت مداخل الهواء بحيث تخفي واجهة المقطع الأمامي لمروحة توربينة المحرك النفاث، وهو يعتبر واحدا من أهم العواكس الرادارية في أي طائرة نفاثة، ومع توفر القدرة على استخدام مواد ماصة للموجات الرادارية في بعض مناطق الهيكل الخارجي نجح في التخفيض من المقطع الراداري في الواجهة الأمامية من المقاتلة ولكن ليس لمستوى المقاتلات الخفية. وتسهم في إنتاج "التايفون" مجموعة من عدة شركات هي "بي إيه آي سيستمز" البريطانية، "الينيا أيرونوتيكا" الإيطالية، "ايدس دويتشلاند" الألمانية، و"ايدس كاسا" الإسبانية. وقد حلقت الطائرات الأربع الأولى لهذه الدول المشاركة في المشروع لأول مرة في فبراير 2003، وتمت الموافقة على نموذج التصميم النهائي لها في يونيو من العام نفسه. عدة صفقات سبق هذه الصفقة التي وقعها بن سلمان مع بريطانيا، العديد من الصفقات الأخرى، من أبرز وأهم تلك الصفقات في السنوات الأخيرة: صفقة مدرعات كندية بقيمة 13 مليار دولار. وشراء وتطوير أنظمة الإنذار المبكر "أواكس" بملياري دولار. وصواريخ ب13 مليون دولار. و150 دبابة باكستانية من طراز "الخالد" ب600 مليون دولار. و72 طائرة "يوروفايتر" من بريطانيا. وفيما تفوق الميزانية العسكرية السعودية وفق أرقام تقريبية أكثر من 57 مليارا، تشير الأرقام إلى 300 ألف جندي نظامي كحد أدنى موزعين على مختلف القطاعات. كما تؤكد أحدث التقارير أن إجمالي عدد الطائرات التي تخدم في القوات الجوية السعودية 946 طائرة تتنوع ما بين طائرات مقاتلة بلغ عددها 155 طائرة، و236 طائرة هجومية، والبقية ما بين المخصص للنقل والتدريب والاستطلاع ونحوه. كذلك يعتمد الجيش السعودي على استيراد بعض التقنيات العسكرية الروسية، في صفقات شبه دورية بين الطرفين تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لتكون السعودية من أكبر الدول المستوردة للسلاح في الشرق الأوسط، بتنوع كبير في المصادر بين الولاياتالمتحدة كشريك رئيسي وبريطانيا وفرنسا وروسيا ولكن بدرجات متفاوتة. السلاح الأعظم وخلال أكتوبر الماضي أثناء زيارة الملك سلمان إلى العاصمة الروسية موسكو، تم توقيع عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات ما بين الصناعية والعسكرية والثقافية، كان من بين أبرزها شراء السلاح الروسي الشهير كلاشينكوف AK-103. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد مهد لإبرام مثل هذه الصفقات الرامية إلى تعزيز قدرات الجيش السعودي خلال زيارته إلى موسكو عام 2015. وحول الأسباب التي دفعت الجانب السعودي ممثلا في الأمير بن سلمان في الاهتمام بعقد صفقة لشراء الكلاشينكوف الروسي دون غيره، بل وتوطين صناعته في المملكة من خلال تدريب كوادر سعودية، ونقل كامل تقنيته إلى المصانع السعودية، يرجع إلى أن هذا السلاح "الكلاشينكوف" يعد السلاح الفردي الأعظم في العالم، إذ أثبت كفاءته بما له من مميزات رجحت كفته عن غيره من الأسلحة من نفس فئته، إذ يتميز الكلاشينكوف الشهير كلاشينكوف AK-103 بخفة الوزن وهي سمة لا بد من توافرها في الأسلحة الفردية لتوفير خفة الحركة للجندي خلال المناورات، حسب "سبق". الجيش السعودي هو ثاني أقوى الجيوش العربية ويحتل المرتبة 25 عالميًا طبقا لتصنيفات موقع "جلوبال فاير"، ومن خلال العرض السابق نجد أن هذا الجيش يريد الحفاظ على هذه المكانة من خلال الصفقات الخيالية التي يقوم بها لدعم قواته بأحدث الأسلحة.