أثار إعلان جاري كوهن، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن استقالته من منصبه، مساء أمس الثلاثاء، حالة من التوتر داخل البيت الأبيض. حيث أشارت عدد من التقارير أن استقالته جاءت نتيجة قرار الرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الولاياتالمتحدة من الصلب والألومنيوم، الأمر الذي قد يثير حرب تجارية، حسب تحذيرات العديد من الخبراء. إلا أن عدد من المصادر المقربة من كوهن، قالت لموقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي، إن قرار ترامب أثر بشكل ما على قرار كوهن بالإستقالة، إلا أنه ليس السبب الوحيد. وأضافت تلك المصادر أن المستشار الاقتصادي للرئيس، تحدث لعدد من المقربين له منذ فترة من الوقت أنه يفكر جديً في العودة للعمل إلى القطاع الخاص مرة أخرى. يذكر أن كوهن كان يشغل منصب مدير شركة "جولدمان ساكس"، حيث كشفت تقارير أنه جنى نحو 40 مليون دولار من عمله في الشركة، كما يعد واحدًا من أغنى أعضاء إدارة ترامب، حيث يملك أصول تقدر قيمتها بين 252 مليون دولار إلى 611 مليون دولار. وذكرت المصادر نفسها أن كوهن شعر أنه أدى رسالته تجاه الشعب، بعد أن وقع ترامب قانون التخفيضات الضريبية في ديسمبر الماضي، والذي كان أحد الداعمين له. وكان كوهن "الديمقراطي" قد أثار موضوع استقالته، بعد أن دافع الرئيس الأمريكي عن "القوميين البيض" الذين شاركوا في مظاهرات شارلوتسفيل، والتي أسفرت عن مصرع امرأة، إلا أنه تراجع عن استقالته. وأشار الموقع الأمريكي إلى أن كوهن كان قد عارض بشدة خطة ترامب لفرض تعريفات جمركية على الصلب والألومنيوم، ولم يتلق إخطارا مسبقا بخصوصها. وكان ترامب قد أعلن في نهاية الشهر الماضي، فرض تعريفات جمركية على واردات الصلب بنسبة 25%، وعلى واردات الألومنيوم بنسبة 10%، وهو القرار الذي لقى اعتراضًا دوليًا ومحليًا. يذكر أن كوهن عضو في الحزب الديمقراطي، إلا أن عدد من التقارير ذكرت أنه لم يكن مؤيدًا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بسبب سياسته المعادية لشركات وول ستريت. وتعد استقالته آخر حلقة من سلسلة الاستقالات التي شهدها البيت الأبيض، والتي بدأت باستقالة مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لترامب بعد شهر واحد من تعيينه، وآخرها استقالة روب بورتر بعدما اتهمته زوجتاه السابقتان بممارسة عنف عائلي ضدهما. ووصف عدد من المسؤولين في البيت الأبيض استقالة كوهن ب"الكارثة"، مؤكدين أن العديد من أعضاء المجلس الاقتصادي الوطني، ينوون تقديم استقالتهم خلال الأسابيع القليلة القادمة. خاصة مع انتشار عدد من الشائعات حول تعيين ترامب مستشاره التجاري بيتر نافارو، الذي يحظى بالعديد من العداوات داخل المجلس الاقتصادي الوطني، خلفًا لكوهن.