أعلن سفير قطر لدى موسكو، فهد محمد العطية، أمس الخميس، أن بلاده جادة في محادثاتها لشراء منظومة الصواريخ الروسية "إس 400"، مؤكدا أن المفاوضات "بالفعل وصلت لمرحلة متقدمة". وهي المنظومة التي سعى إلى امتلاكها عدد من القوى الإقليمية الأخرى، وبعضها في خلاف مع بعضها البعض، وهو ما يثير عدد من التساؤلات. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أشارت إلى أن منظومة "إس 400" الروسية الصنع، تعد أكثر نظم صواريخ الدفاع الجوي "أرض - جو" فعالية في العالم. وقال العطية لوكالة الأنباء الروسية "تاس" إن "هذا يمهد الطريق للمزيد من التعاون بين روسياوقطر في مجال الدفاع، وشراء المعدات العسكرية، والتدريب والصيانة، وبالتأكيد التعاون الاستخباراتي". وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر قليلة من ابداء السعودية رغبتها في شراء منظومة "إس 400" خلال زيارة الملك سلمان عبد العزيز لروسيا في أكتوبر الماضي، والتي تعد الأولى لعاهل سعودي على الإطلاق. حيث عقد الملك سلمان محادثات أولية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل بيع منظومة الدفاع الجوي للرياض. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن كل من السعودية وقطر اشتركتا في تمويل المتمردين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ومع تحول المقاومة السورية إلى صورة أكثر تشددًا، وتراجعها أمام قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران، بدأت الخلافات بين البلدين في الظهور. واتهمت الرياضقطر بدعم الإرهاب، ومع مقاطعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقتها بالدوحة في يونيو الماضي، دخلت تركيا على الخط وبدأت في دعم قطر، فبالإضافة لأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، تستضيف قطر قاعدة عسكرية قطرية. تركيا هي الأخرى دخلت في محادثات لشراء منظومة "إس 400" في أكتوبر الماضي، ووقعت أنقرة رسميا صفقة مع روسيا، من المحتمل أن تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار، وفقا لوزارة الدفاع الروسية. وبالإضافة لقيام روسيا ببيع منظومة الدفاع "إس 400" لكل من السعودية وقطروتركيا، نشرت موسكو المنظومة نفسها في سوريا حيث تنتشر قواتها في قاعدة "حميميم" الجوية في اللاذقية، وقاعدة "طرطوس" البحرية. وقالت "نيوزويك" إن نشر منظومة الصواريخ في روسيا أثار قلق العديد من القوى التي تسعى لإسقاط بشار، الذي أعلن هو الآخر نيته في شراء "إس 400" لتسليح قواته المسلحة.