كتب- تهامى البندارى وربيع السعدنى: مراحل مهمة مرت بها حادثة مقتل الشاب محمد «عفروتو»، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة مساء الجمعة الماضية، وسط تضارب فى الروايات، بداية من استلام جثة المجني عليه من مشرحة مستشفى المقطم التخصصي مرورا بأحداث التجمهر أمام القسم ووجود مدير أمن القاهرة، حتى أصدرت النيابة قرارها أخيرا بحبس معاون مباحث قسم شرطة المقطم وأمين شرطة آخر بالقسم. مع بداية وقوع الأحداث واشتعال الاشتباكات بين الأهالي والأمن في محيط قسم شرطة المقطم على خلفية وفاة الشاب محمد عبد الحكيم السمان الشهير ب«عفروتو» داخل مستشفى المقطم التخصصي إثر إصابته بتهتك في الطحال ونزيف دموي بالبطن رفض أفراد القسم تسليم الجثة لذويه أو استخراج تصريح الدفن له، هنا اضطر والده حسب شهادته ل«التحرير» إلى التوقيع على محضر رسمي يفيد أن نجله محمد مات بسبب تناول جرعة زائدة من مخدر «الإستروكس» وذلك بعد أن اقتحمت قوة أمنية من قسم شرطة المقطم منزل الشاب القتيل وأخذوا جثته ملفوفًا في ملاءة لنقله إلى مشرحة زينهم. أفكار كثيرة دارت برأس أسرة «عفروتو» بين رغبتهم فى دفن ابنهم من باب «إكرام الميت دفنه»، وكذا معرفة من المتسبب فى رحيل فلذة كبدهم الذي فارق دنياهم في غمضة عين، والقصاص منهم بالقانون. حيرة أسرة عفروتو كفة دفن جثة الابن رجحت في بادئ رحلة عذاب الأسرة، إذ إن خوف الوالد من تشريح جثة ابنه دفعه للتنازل في البداية، حسب شهادة شقيقته من أجل الانتهاء من إجراءات الدفن، إلا أنه وبعد مرور يومين على الحادث الأليم تغيرت في النهاية رواية والد «عفروتو» داخل النيابة بعد قرابة 20 ساعة من التحقيق مع أسرته على مدار يومين، عكف فيها فريق التحقيق على تجلية الحقيقة كاملةً من خلال سماع الشهود وإجراء معاينة لمسرح الحادث وكذا سماع أقوال مأمورية ضبط «عفروتو»، حتى انتهت بتوصيف القضية على أنها « قتل عمد». ضغوط عن تفاصيل ما دار داخل نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية وما دفعهم لتغيير أقوالهم داخل قسم شرطة المقطم يقول محمد عبد الحكيم، شقيق المجني عليه، إنهم تعرضوا لضغوط شديدة من قبل أفراد الشرطة لاستلام جثة شقيقه واستخراج تصريح بالدفن يوم 6 يناير الماضي دفعت والده للاعتراف على ولده بأنه مات نتيجة تناول جرعة زائدة من المخدر بعد 9 ساعات احتجازا بالقسم. وأكد شقيق عفروتو أنهم وجهوا اتهاما رسميا لثلاثة من رجال الشرطة خلال تحقيقات النيابة لاحقا، وهم مأمور قسم شرطة المقطم ومعاون المباحث النقيب محمد عبد العليم ومحمد سالم، وأمين شرطة آخر بالقسم. «كلنا فى صفكم» أوضح شقيقه أن وكيل النيابة كان متعاطفًا مع الأسرة ومتضامنا معهم، وأخبرهم خلال سير التحقيقات: «ماتخافوش كلنا في صفكم»، وكان ذلك جليا بأن انتقلت النيابة لتستمع إلى الشهود فى مسرح الحادث بعيدا عن أعين رجال المباحث. في الوقت ذاته أكد عبد الحكيم السمان، والد عفروتو أنه لن يفرط في حق ابنه الذي قتل، بحسب روايته على يد أفراد من الشرطة، بعد أن أوسعوه ضربًا أمام منزله وتركته يموت داخل قسم المقطم دون إسعافه أو علاجه في الوقت المناسب. 100 شاب مقبوض عليهم في سياق متصل واصل قسم شرطة المقطم حملاته على أهالي مساكن الكويت ومصر العليا منذ بداية الأحداث ومحاولة اقتحام قسم شرطة المقطم وتجاوزت أعداد المقبوض عليهم نحو 100 شخص حتى الآن حسب روايات الأهالي، بعضهم محتجز داخل قسم شرطة الخليفة والجزء الأكبر منهم داخل سجن طرة. جدير بالذكر أن نص التقرير الطبي الأول الخاص بالمجني عليه قال إن السبب المباشر للوفاة، هو «الإصابة» وما صاحبها من تهتك بالطحال ونزيف دموي بالبطن.