تنتهج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجًا متشددًا تجاه النظام في كوريا الشمالية، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كان يمثل صوت العقل في الإدارة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية. فخلال الأسابيع الماضية أعلن الوزير الأمريكي أن بلاده منفتحة على الحوار مع كوريا الشمالية في أي شيء، حتى "حالة الطقس"، على حد وصفه، ودون شروط، إلا أن موقفه تغير بعدها بأيام، حيث صرح أمس الجمعة، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي أن كوريا الشمالية يجب أن توقف برنامجها النووي بشكل كامل قبل أي محادثات. وهو ما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأنه "تحول حاد ومفاجئ في موقف تيلرسون، الذي سار على نهج الرئيس ترامب". وصرح تيلرسون أمس الجمعة "على كوريا الشمالية أن تقدم تنازلات للوصول لطاولة المفاوضات"، مضيفًا "أن حملة الضغط على بيونج يانج يجب أن تستمر، حتى يتم نزع السلاح النووي بالكامل". وأضافت الصحيفة أن التصريحات الأخيرة لتيلرسون تصعد من حدة الخلافات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، بسبب إصرار واشنطن على وقف برنامج بيونج يانج النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، التي ما زالت تعمل الدولة الآسيوية على تطويرها. وانتقد تيلرسون خلال الاجتماع توظيف روسيا العمال الكوريين الشماليين في ظروف أشبه بالعبودية، وهو ما رفضه فاسيلي نيبنزيا سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، وانتقد بدوره تعامل أمريكا مع الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وجاء تغيير تيلرسون موقفه بعد سلسلة من الخلافات مع الرئيس الأمريكي بخصوص كوريا الشمالية، حيث أعلن ترامب أكثر من مرة اعتراضه على تعامل وزير خارجيته مع قضية كوريا الشمالية. ففي أكتوبر الماضي قال ترامب: إن "تيلرسون يهدر وقته في محاولة التواصل دبلوماسيًا مع النظام في كوريا الشمالية". كان مسئول أمريكي قد صرح لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن تيلرسون لم يعد يتحدث بلسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وأعتقد أن حلفاءنا يعرفون ذلك خلال هذه المرحلة. وظهرت تقارير خلال الفترة الماضية تشير إلى أن البيت الأبيض يستعد لإقالة تيلرسون من منصبه وزيرًا للخارجية، وتعيين مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية خلفًا له.