دفعت الظروف المعيشية عدد من النساء إلى العمل في مهن صعبة، كانت مقصورة على الرجال، ومن بينهن "مها صبري"، البالغة من العمر 32 عاما، أول سيدة تعمل بمهنة الحدادة، لتتمكن من الإنفاق على منزلها وأولادها. تقول مها: "أعمل في هذه المهنة الصعبة منذ 15 عاما، لأساعد زوجي في ورشته الخاصة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، إذ أعمل منذ كان عمري 17 عاما". وتضيف مها: "إحنا بننزل نفتح الورشة الصبح ونطلع العدة بره، ولو فى عندنا شبابيك أو أبواب نبدأ نشتغل فيها، وساعات بطلع معاه لتركيب الشغل، وأوقات تانية هو بيطلع لوحده أو بيروح معه ابني كبير، ولو في حاجة هيركبها في الساحل بروح أنا معاه". وعن الصعوبات التي تواجهها، توضح: "الشغلانة دي صعبة وخطر في نفس الوقت، لأن فيها استخدام للصاروخ واللحام بس ربنا بيسهلها"، مضيفة أنه في حالة انفجار أسطوانة الغاز إلى جوارها من الممكن أن تصيبها بعاهة مستديمة". وتذكر: "أنا بشتغل في الشارع وبلاقي تشجيع من الناس، وفي ناس تانية بتستغرب إزاي ست بتشتغل حدادة، بس أنا مش بدي دماغي لحد، وبركز في الشغل وبس". وعن حلمها، تقول مها: "بحلم أن ربنا يكرمنى وأوسع شغلي ويبقى عندي ورشة كبيرة، وأن ولادي يكملوا تعليمهم ويكونوا حاجة كويسة في المجتمع"، معربة عن أملها في التعيين بوظيفة إلى جانب عملها في الورشة. وأشارت إلى أنها حصلت على الدبلوم، مؤخرا، من المنازل، وحاليا طالبة في سنة أولى بمعهد سياحة وفنادق. وأكدت أن عملها في الورشة لم يؤثر على منزلها وأولادها، خاصة أنها وزوجها متعاونين بشكل كبير في كل شيء، قائلة: "بجهز كل حاجة لبيتي قبل النزول للعمل، وبناكل في الورشة، وبذاكر لأولادي لأنهم الحافز الوحيد ليا".