يبدو أن سلطات الأقصر، وخاصة مسؤولى مركز اسنا، الذين أعلنوا عن مدى الاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد، تناسو مدارس منطقة الدير بجنوب المحافظة، ليتسببوا في عطش التلاميذ طوال اليوم الدراسي في أشد فترات ارتفاع الحرارة التي يعاني منها أهالي الصعيد. أثرت مشكلة انقطاع مياه الشرب بمدينة إسنا في الأقصر على طلاب مدارس منطقة الدير، مما دفع مسؤولي المدارس لصرف التلاميذ مبكرا عن موعد انتهاء اليوم الدراسي خوفا من تحمل مسؤروليتهم. وقال محمود علي، ولي أمر أحد الطلاب، إن مجمع مدارس الدير يحتوي على مدرستين للابتدائية وأخرى إعدادية، مشيرا إلى أن مشكلة انقطاع المياه عن المجمع تتكرر سنويًا دون وجود حلول من قبل المسؤولين، مما يجعل التلاميذ في معاناة شديدة وخاصة في أوقات ارتفاع الحرارة. وأشار على إلى أنه فوجئ بعودة نجله من المدرسة، في الحادية عشرة صباح أمس الاثنين، قبل موعده المحدد بساعات، وأخبره بأن المعلمين قاموا بصرفهم تخوفًا من تحمل مسؤولية العطش وإصابة الأطفال من ارتفاع الحرارة، بعد انقطاع المياه، وخلو المدرسة من المياه المخزنة بها. وأضاف حسان سلمان أحد الأهالي، أن تلك المشكلة ليست وليدة هذا العام، مشيرًا إلى أنها منذ أعوام ويعاني منها أهالي منطقة شرق الدير، خاصة في أيام المدارس، موضحًا أن تلك المنطقة المرتفعة أنشأت لها محطة رفع خاصة منذ سنوات، وبها خزان يحتاج إلى حوالي 7 ساعات لتعبئته مع غلق المحبس الخاص بالمنطقة حتى يكتمل، وفي أوقات الصباح الباكر يقوم الأهالي باستخدام المياه وإفراغه خلال ساعات معدودة، وهنا تحدث الكارثة لتلاميذ المدارس الذين لا يجدون شربة ماء أثناء تناولهم الوجبات أثناء الفسحة، ويظلوا عطشى حتى نهاية اليوم الدراسي. وأكد أحمد الحايق أحد أهالي قرية الدير باسنا، أن هناك مشكلة أخرى تكمن في خزان المياه بالمحطة، وهي عدم تطهيره على الإطلاق، مشيرًا إلى أن اتصالاتهم بمسئولي المياه لا تجدي نفعًا، في محاولة منهم لتبرير موقفهم بأن كل شيء على ما يرام. وطالب الأهالي، بضرورة توفير المياه، خاصة في أوقات عمل اليوم الدراسي، خوفا على أرواح التلاميذ خاصة مع حرارة الجو في أوقات الصيف، وعدم مقدرة المدارس على تخزين مياه تكفي كل تلك الأعداد على عكس المنازل. من جانبه، أشار وليد الإدفاوي المسئول الإعلامي لشركة المياه والصرف الصحي بالأقصر إلى أن منطقة شرق الدير مرتفعة لكونها جبلية، ويتم ضخ المياه لها بالتناوب مع مناطق أخرى، لافتًا إلى أنه يجرى العمل على توفير المياه في أوقات اليوم الدراسي، حتى يمكن لمجمع المدارس الاستفادة منها.