اكتشفها الفنان الكبير يوسف وهبي، وهو من أطلق عليها الاسم الذي اشتهرت به، كان لها مشوار حافل في المسرح، حتى لقبت برائدة المسرح، وكانت أشهر مسرحية قدمتها هي مسرحية «راسبوتين»، التي قام ببطولتها يوسف وهبي، وقدمت للسينما أكثر من 50 عملًا، وقدمت للتليفزيون عملًا واحدًا فقط، في مسلسل «القط الأسود»، من بطولة عمر الحريري ومديحة سالم وتوفيق الدقن. اللبنانية إليا صابات خليل مجدلاني، المرأة الحديدية، حماة السينما المصرية، أو كما عرفها الجمهور المصري «علوية جميل»، كانت من أبرز الفنانات اللائي قدمن أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة والأم قاسية القلب، التي لا يهمها سوى أن تنفذ أوامرها، رافعة شعار ''مفيش تفاهم''، وهو واحد من الأفلام التي قدمتها علوية في السينما المصرية، والمتأمل جيدًا لهذا الفيلم يجدها تقدم شخصيتها الحقيقية، فهي الزوجة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في البيت، التي لا يستطيع الزوج أن يخطو خطوة دون إذنها، فلا استقبال للأصدقاء في البيت، وخروجه بمواعيد لا ينبغي أن يتعداها. كانت علوية لا تسمح لزوجها الفنان محمود المليجي باستقبال الأصدقاء في البيت، حيث عُرفت بقوة شخصيتها عليه فكان لا يستطيع أن يكسر كلمتها، وظل معها حتى وافته المنية عام 1983، رغم أنها تكبره في العمر بسنوات طويلة، ورغم ارتباطه بقصص حب كثيرة وزيجات متعددة كانت دائمًا تنتهي بالطلاق بناءً على أوامر المرأة الحديدية. أما عن قصة حبهما، فزواجهما تم عام 1931 ولم يأت فجأة، وكان خلفه حكاية حب مؤثرة تسببت في وقوع المليجي بعشق علوية، حيث كان الثنائى يعملان معًا بفرقة فاطمة رشدى، وذات يوم سافرا معًا إلى رأس التين لتقديم عرض مسرحى، وهناك تلقى المليجى خبر رحيل والدته التى كان متعلقًا بها كثيرًا، وتسبب هذا الخبر فى صدمة كبيرة لمحمود المليجى، جعلته يشعر بالضياع ولا يعرف ماذا يفعل، خاصة أنه لا يملك تكاليف السفر وإجراء مراسم الجنازة. هنا ظهرت الشخصية الحقيقية للفنانة علوية جميل، حيث غابت لمدة ساعة ذهبت فيها لبيع مجموعة أساورها الذهبية، وأحضرت له النقود حتى يسافر ويُنجز الجنازة لوالدته. الموقف النبيل الذى فعلته الفنانة القديرة علوية جميل، تسبب فى تعلق محمود المليجى بها ووقوعه فى حبها، خاصة أنه أصبح بلا أم وكانت هى المعوضة له عن هذه المشاعر، وبعد مرور وقت يسير على رحيل والدته، طلب المليجى الزواج منها فوافقت على الفور، وكونا معًا ثنائيا فى مجموعة من الأفلام التى لا تزال حاضرة فى أذهان الجميع.
ولدت علوية في قرية طماي الزهايرة عام 1910، تزوجت وعمرها 13 عامًا، والتحقت عام 1925 بفرقة ''رمسيس'' مع الفنان يوسف وهبي، وكان عمرها وقتها 15 عامًا فقط، ثم انتقلت للفرقة القومية، لُقبت برائدة المسرح، وقدمت العديد من المسرحيات من بينها ''راسبوتين، الكونت دي مونت كريستو، الوطن، الطلاق، النائب المحترم، دم ملوث''. بدأت علاقتها بالسينما عام 1940 وظهرت في أول أفلامها ''بورسعيد''، ومن أشهر الأفلام التي شاركت فيها ''القصر الملعون، التلميذة، مفيش تفاهم، معجزة السماء، نساء بلا رجال''، كما قدمت عملا تليفزيونيا وحيدا هو مسلسل ''القط الأسود'' مع زوجها، واعتزلت العمل السينمائي عام 1964، وتفرغت لحياتها مع زوجها حتى وفاته، لتلحق به في 16 أغسطس عام 1994، ويغيب عن تشييع جثمانها كل الفنانين فلم يُذكر اسم فنان قام بتوديعها.
المهتم بسيرة علوية جميل، يتذكر ما نشرته مجلة المصور في رمضان عام 1949 -موضوع مسلسل عن حياة الفنانين وعاداتهم في رمضان- من صورة لها على مقهى الفيشاوي، تقول المجلة فيه "تعشق علوية جميل الأحياء الشعبية وتفضل قضاء وقت طويل في ظل الأجواء الروحانية، مثل منطقة السيدة زينب وحى الحسين وخان الخليلى، وكانت لها مائدة معروفة بمائدة علوية جميل بمقهى الفيشاوى، لايجرؤ أي زائر للمقهى على الجلوس عليها طوال الشهر الكريم، كما أنه عند حضورها وبمجرد دخولها المقهى، يلتف حولها زملاؤها الفنانون والفنانات وجمهور المعجبين بفنها". لعلوية جميل أوجه طيبة، ومواقف يندر أن تجدها في الكثير من الأشخاص، لكنها تظل، الشريرة.. المرأة الحديدية.. حماة السينما المصرية.