"المرور بضائقة مالية، الخلافات الأسرية، المجموع الضئيل في الثانوية العامة والشهادة الإعدادية".. جميعها أسباب دفعت 12 شخصا داخل محافظة المنيا إلى الانتحار، خلال ال7 أشهر الماضية. "التحرير" ترصد خلال السطور المقبلة، 12 حالة انتحار، شهدتها مختلفت مراكز المحافظة، والتي أثارت جدلا كبيرا. كان آخر تلك الحالات، ما شهدته إحدى قرى مركز المنيا، يوم 12 يوليو الجاري، إذ انتحرت الطالبة "رشا ج"؛ إثر تناولها مادة سامة، بسبب مجموعها في الثانوية العامة، وفي يوم 3 من نفس الشهر، انتحر "إسلام م"، 27 عاما، بمدينة المنيا، بشنق نفسه بحبل غسيل؛ لمروره بضائقة مالية. في يوم 26 يونيو، شهدت قرية بني خالد التابعة لمركز ملوي، جنوب المحافظة، انتحار محمد رزق، 26 عاما، لوجود خلافات مع زوجته بسبب ظروفه المادية، وفي يوم 24 من ذات الشهر، انتحر "بيشوي س"، 24 عاما، داخل غرفة نوم مسكنه بمدينة ملوي، بشنق نفسه باستخدام حبل، وأوضحت ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ، ﺃﻥ ﺍﻟشاب ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﻀﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺗﺨﻠﺺ ﻋﻠﻰ إﺛﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ، وفي 2 يونيو، انتحرت "أمنية خ"، 15 عاما، طالبة بالشهادة الإعدادية بمركز ملوي، بتناولها مبيد حشري؛ لحصولها على مجموع متدني. وفي يوم 10 من شهر مايو الماضي، استقبلت مستشفى سمالوط العام، "أ. م"، 30 عاما، مزارع، جثة هامدة، بعد أن انتحر بشنق نفسه داخل منزله في قرية داقوف، بسبب مروره بضائقه مالية عقب عودته من الأراضي الليبية. وفي 31 مارس، شهدت قرية صالح باشا، التابعة لمركزأبو قرقاص، انتحار "عبد الله م"، 32 عاما، مبلط، بسبب خلافات مع زوجته وتركها للمنزل، عقب مرور 3 أشهر على الزواج، وفي 25 مارس، انتحر "ع. ع"، 40 عاما، مزارع بإحدى قرى مركز سمالوط، بإشعال النيران في نفسه؛ لإصابته بمرض نفسي، ووصوله إلى حالة اليأس من الشفاء.
وفي 18 فبراير، انتحر "محمد ا"، 15 عاما، طالب بالصف الثالث الإعدادي، مقيم بقرية قلبا التابعة لمركز ملوي؛ إثر تناوله جرعة كبيرة من مبيد الحشرات الزراعية لمحصول القمح، بسبب وقوع مشاجرة مع والده لتغيبه 3 أيام متواصلة عن المدرسة، كما انتحر "صفوت ن"، 30 عاما، مزارع، داخل قرية ابشادات، بإطلاق الرصاص على رأسه فسقط قتيلا في الحال، لمروره بحالة نفسية سيئة، حزنا على وفاة والده الذي قُتل منذ عام في مشاجرة. وفي 17 يناير، انتحرت "ن. أ"، 13 عاما، طالبة، بمركز بني مزار بالمنيا، بشنق نفسها بإيشارب وضعته أعلى سقف غرفتها بالدور الثالث، بعد مشكلات نشبت مع أسرتها، بسبب قيام والدها بمنعها من صحبة فتاة سيئة السمعة، وفي يوم 3 من نفس الشهر، أقدمت "شيماء ح"، ربة منزل، بمدينة ملوي، على الانتحار، بحرق نفسها وتفحم جثتها، وذلك بعد طلاقها من زوجها وتنازلها عن أطفالها الأربعة، لوجود خلافات بينهما. من جانبه، قال رجب سميح، أستاذ علم النفس بمحافظة المنيا، إن عملية الانتحار أصبحت ظاهرة داخل مجتمع المنيا، وجديدة عليه، ما يدعو إلى ضرورة دراستها وأسبابها، لمنع تكرارها أو الحد منها، مفسرا أن غالبية الأسباب ترجع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.