اعتلى النجم أحمد السقا، قمة أفلام الأكشن والحركة منذ سنوات عديدة وتحديدًا في عام 2002، حينما قام ببطولة أحد أفلام النقلات النوعية في السينما المصرية وهو فيلم "مافيا"، والذي لا يزال أحد أهم أعمال الحركة في تاريخ السينما. ومن ثم تمسك "السقا" بعناد ونضج شديدين بهذه المكانة ولم يفرط فيها بسهولة -على الأقل على شاشة السينما- وذلك برغم مزاحمته من خلال بعض نجوم الأكشن الذين ظهروا بعد ذلك، ولعل أهمهم النجم أحمد عز. وظل الأمر كذلك حتى عام 2012، مع ظهور نجم جديد يسلك طريق أفلام الحركة وهو الفنان محمد رمضان، الذي قام في هذا العام ببطولة فيلم أكشن من نوع جديد على السينما المصرية وهو "الألماني"، ولاقى هذا النوع رواجًا كبيرًا ونجاحًا جماهيريًا منقطع النظير. وبدأ الصراع على القمة بين النجمين الذي ظل عنوانه "صراع بين "الخبرة والطموح"، حيث اختلفت منافسة محمد رمضان للسقا عن منافسة أي نجم آخر، خاصة وأنه منذ بداية نجوميته وهو لا يركز سوى في الصدارة ولا يرى سوى "رقم واحد"، على عكس نجوم آخرين يسعون فقط للنجاح، ومن هنا كانت صعوبة "رمضان" بالنسبة للسقا، وهو الأمر الذي وجد له "الفارس" حلًا سريعًا ومضمونًا. استمر "رمضان" في الصعود وتحقيق نجاحات كبيرة من خلال أعمال أخرى منها "قلب الأسد"، و"عبده موتة"، ليبرز تطوره ونضجه في أعمال أخرى أكثر جذبًا ورقي منها "شد أجزاء"، و"جواب اعتقال"، وظل السقا بعيدًا عن المنافسة المباشرة لرمضان في السينما والتلفزيون أيضًا، إلا أن الأمر تغير قبل 3 سنوات. شهد عام 2014 المواجهة المباشرة الأولى بين السقا ورمضان، من خلال فيلمي "الجزيرة 2 وواحد صعيدي"، واجتمع الاثنين في موسم عيد الأضحى، ليعلن الأول تفوقه باكتساح ويتصدر السقا إيرادات الموسم بفارق كبير عن منافسه الأول. السقا له أسلوبه الخاص في خوض هذه المعركة الفنية والتنافس الطبيعي، ففي الوقت الذي يبدو فيه أن رمضان قرر خوض هذه الحرب وحيدًا، قرر السقا أن يستخدم خبرته، وهو ما دفعه للاستعانة بنجوم الصف الأول في أفلامه، وعدم اقتصاره على نفسه فقط، حتى يضمن حسم كل سباق يخوضه. وبرز هذا الأمر في أفلام عديدة منها "من 30 سنة"، الذي شارك فيه النجم شريف منير والفنانة منى زكي، و"المصلحة" مع أحمد عز، وأخيرًا "هروب اضطراري" مع أمير كرارة وغادة عادل، وعشرات النجوم من ضيوف الشرف، ولعل هذا الكم من الخبرة والوضوح هو ما يفتقده النجم الطموح محمد رمضان في هذا الصراع. وتجددت المنافسة المباشرة مرة أخرى ولكن هذه المرة منذ أيام، ليتقابل الثنائي أحمد السقا ومحمد رمضان وجهًا لوجه في موسم عيد الفطر بفيلمي "هروب اضطراري، وجواب اعتقال"، والذي اتسع فيه الفارق هذه المرة. حقق فيلم "هروب اضطراري" أرقامًا قياسية كبيرة، منها أنه كان أعلى عائد يحققه فيلم في اليوم الأول لعرضه في تاريخ السينما المصرية، بما يزيد على 5 ملايين جنيه، متجاوزًا فيلم "لف ودوران" للفنان أحمد حلمي، الذي حقق ما يزيد على 4 ملايين جنيه في اليوم الأول لعرض الفيلم، بعدما كان هذا الرقم ملك لمحمد رمضان منذ عامين فقط بفيلم "شد أجزاء". وحقق "هروب اضطراري" في الأيام الأربعة الأولى من عرضه أكثر من 21 مليون، فيما لم يحقق فيلم "جواب اعتقال" إلا 8 ملايين جنيه فقط. المنافسة بين النجمين لن تنتهي، وعلى السقا أن يظل محافظًا على خطواته وذكائه الذي لا يزال هو السبب الأهم في استمرار نجوميته، وعلى رمضان أيضًا أن يعي تمامًا أنه أمام منافس قوي، وأن البطولة الفردية لم تعد تؤتي ثمارها بعد الآن، الجمهور أصبح متلهفًا للبطولات الجماعية ومشاركة عدة نجوم في عمل واحد، وعدم الاكتفاء فقط باسم نجم وحيد، حتى ولو كان بنجومية محمد رمضان.