مستشار المادة: مجرد اقتراح.. وخبراء التعليم: تزييف للحقائق التاريخية قال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة، إن لجان تطوير المناهج انتهت من تأليف المنهج الجديد لمادة التاريخ لطلبة الثانوية العامة، ومن المقرر تطبيقه بداية من العام الدراسي القادم. وأوضح حجازي، أن منهج التاريخ الجديد الذي سيدرسه طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد 2017 - 2018، سوف يعتمد على الأحداث العالمية أكثر من الأحداث المحلية، حيث خضع كتاب التاريخ الجديد للمعايير العالمية، وبالتالي من الطبيعي ألا يحتوي على الجزء الخاص بثورات مصر الأخيرة. من جهته أكد ممدوح قدري، مستشار مادة الدراسات الاجتماعية بالوزارة، أن حذف ثورتي 25 يناير و30 يونيو من المنهج الجديد مجرد اقتراح ولم يتم اتخاذ أى قرار رسمي بشأنه حتي الآن. ولفت قدري إلى أن وجهة النظر فى حذف تلك الأجزاء يأتى لكون تلك الثورات تسبب قلق فى الميدان ولا يمكن وضعها فى المناهج الدراسية، وقال: «أي شئ يتم وضعه فى المناهج لابد أن يمر عليه 20 عامًا حتي يمكن تدوينه فى المناهج الدراسية وتدريسها للطلاب، مؤكداً أن وضعها فى مناهج العام الماضي كان خطأ كبير، كما أن الكتاب لم ينتهِ إلى شكله النهائي فهو يتناول بعض المراجعات لدى المؤلفين. وعن حذف حقبة الرئيس السابق حسنى مبارك من منهج التاريخ بالثانوية العام المقبل، قال قدرى إنه لم يتم الحذف حتى الآن، ولكن بالنسبة لمنهج الثانوية العامة فيوجد كتاب جديد للتاريخ، ويرى خبراء التاريخ المتخصصون من أساتذة الجامعات أن يتم إيقاف المنهج عند فترة زمنية معينة لم تتطرق إلى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك أو عهد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وتابع: «أنا لست مسئولًا عن تأليف الكتاب الجديد لتاريخ الثانوية العامة، ولكن الكتاب دخل لجنة ونجح وحصل على أعلى نسبة من ضمن الكتب المؤلفة بنسبة 90%». وأوضح أن ما حدث خلال العامين الماضيين من التطرق إلى فترة مبارك وسرد أحداث ثورتى 25 يناير و30 يونيو يعد خطأ فادح لن يتكرر ويسأل عنها من فعلها، مشيرًا إلى أنه ليس هناك توجه سياسي أو أمنى للوزارة فى إغفال ذكر فترتى مبارك والثورتين، ولكنه رأى المؤلفين من أساتذة الجامعات، نظرًا لوجود طوائف وأفكار مختلفة، فضلاً عن التخوف من أن يأتى سؤال سياسي فى الامتحان. وأكد مستشار المادة ان الكتاب مازال قيد المراجعة، و لم يأت ولم أراه حتى الآن، ولكنه مازال لدى المؤلفين والمركز القومى للمناهج فى إطار المراجعة، لافتاً إلى أنه أرسل اثنين من الموجهيين لمراجعة الكتاب ولإعداد تقريراً مفصلاً حوله. وفيما يتعلق بالشهادتين الابتدائية والإعدادية، قال قدري إننا سنعرض الأمر على الوزارة بالنسبة للشهادة الابتدائية والإعدادية وهذا مجرد اقتراح بشأن حذف ثورتى 25 يناير و30 يونيو من المنهج، وتابع: «حذف الثورتين من المنهج بالشهادتين أو تثبيتهما سيرجع إلى رأى الوزارة». فيما ذكرت مصادر بوزارة التربية والتعليم، أن منهج التاريخ الجديد للصف الثالث الثانوي والمقرر تدريسه بدءًا من العام الدراسي القادم ٢٠١٧/٢٠١٨ سيصدر له أمر طبع خلال الأيام القادمة حتى يكون جاهزًا قبل بدء العام الدراسي الجديد. وقالت المصادر، إن المنهج الجديد يخرج من المحلية إلى العالمية، كما يتضمن موضوعات تحكي عن تاريخ مصر الحديث، ويتناول جزءاً من التاريخ المعاصر، وهو مؤلف من قبل إحدى دور النشر والتأليف، وأشارت المصادر إلى أن المنهج الجديد يتضمن حذف بعض الدروس الموجودة في المنهج الحالي، واستبدالها بدروس جديدة، وأنه لا يقتصر على التاريخ الحديث لمصر كما كان في المنهج المطبق حاليًا، وأنه يشتمل على جزء كبير من تاريخ العالم الحديث، وتاريخ مصر جزء من المنهج، وتنتهي الدروس الخاصة بتاريخ مصر عند حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأوضحت المصادر، أن الحقبة التاريخية للرئيس الأسبق حسني مبارك، وما تلتها من أحداث بما فيها ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو لن تكون لها وجود في المنهج الجديد، موضحاً أن الدروس التي تخص ثورتي ٢٥ يناير، و٣٠ يونيو تعد أبرز المحذوفات، وذلك بعد المشكلات التي أثيرت في الميدان التربوي وفي أوساط أولياء الأمور حول الوحدة الخاصة بثورتي 25 يناير و٣٠ يونيو، والتي اشتملت على أسباب قيام كل منهما، ونتائجهما والأحداث التي صاحبتهما، وأثارتا لغطًا كبيرًا. فى السياق ذاته سادت حالة من الغضب بين خبراء التعليم نتيجة لحذف حقبة مبارك من منهج التاريخ للثانوية العامة العام المقبل، معتبرين هذا تزييفا للحقائق التاريخية، حيث قال عبد الناصر إسماعيل رئيس اتحاد المعلمين المصريين، إن التعامل مع التاريخ بطريقة انتقائية وإبراز أحداث وإسكات أحداث أخرى هي عملية تشوية للعقل المصري وقيادته باتجاه هدف واحد، هو خلق مواطن يسهل السيطرة عليه. وأشار إسماعيل إلى أن هذا يعد قريبًا من إشاعة الجهل والتخلف، وفرض الوصاية على عقول الطلاب، إذ أن حذف حقبة كحقبة مبارك 30 عاما من التاريخ يعد تزييفاً للحقائق التاريخية، فمن المفترض أن يناقش الطالب تاريخ بلده بما فيها من محطات مضيئة ومحطات مظلمة ويفكر فيما حدث وما هي أسبابه، من أجل عدم تكرار الخطأ الماضي واستلهام محطات النجاح ليكون هو صانع مستقبله.