لم يتوقف أثر قطع مصر والسعودية والإمارات العربية والبحرين لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر على الجانب السياسي، بل امتد إلى عالم الساحة المستديرة الرياضة، إذ باتت "الدوحة" مهددة بسحب تنظيم بطولة كأس الخليج "خليجي 23". اللجنة المنظمة للبطولة قررت عقد اجتماع طارئ؛ لمناقشة وضع الدورة المقرر إقامتها بقطر، خلال الفترة بين 22 ديسمبر- 5 يناير المقبلين. وحظيت قطر بشرف استضافة البطولة التي كان من المفترض إقامتها في الكويت، إلا أن قرار الفيفا بتجميد نشاط الكرة الكويتية، تسبب في نقل البطولة للدوحة. وذكرت تقارير صحفية، إمكانية اتخاذ الاتحاد الخليجي لكرة القدم، قرار بسحب تنظيم "خليجي23" من قطر، ونقلها إلى الإمارات في موعد لا يتضارب مع بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في أبوظبي. المونديال في ظل الضغوط التى يتعرض لها الاتحاد الدولي لكرة القدم، باتت قطر مهددة بسحب تنظيم مونديال 2022، بعدما أعلنت العديد من الدول رفضها لفكرة المشاركة في البطولة بدولة تدعم الإرهاب، وعلى رأسها ألمانيا. وفي أول تعليق على الأزمة الأخيرة، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن على اتصال مستمر باللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر، موضحا لا يوجد أي تعليقات إضافية في الوقت الحالي". بدوره، أشار راينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، إلى أنه لم يعد من المستبعد من الناحية المبدئية مقاطعة كأس العالم 2022 في قطر؛ بسبب التطورات الأخيرة على الساحة الدولية. وقال "جريندل" في تصريحات نشرت عبر الموقع الرسمي للاتحاد الألماني، إنه لا تزال هناك خمسة أعوام حتى انطلاق المونديال، وخلال هذا الوقت لابد أن تكون الأولوية لوضع حلول سياسية للتهديدات بالمقاطعة. ليست المرة الأولى وحال اتخاذ الاتحاد الدولي قرار بنقل كأس العالم من قطر لن تكون المرة الأولى، فقد سبق سحب تنظيم بطولة كأس العالم 1986 من كولومبيا إلى المكسيك، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. كما تم نقل بطولة كأس العالم للناشئين من الإكوادور إلى إيطاليا عام 1991 بسبب تفشي مرض "الكوليرا"، ونقل بطولة كأس العالم للشباب من نيجيريا إلى قطر عام 1995 بسبب تفشي مرض "الالتهاب السحائي". آسيا خلال السنوات الأخيرة، اعتادت الدوحة على استضافة العديد من الأندية والمنتخبات التي لا تستطيع اللعب على أرضها، لكن الأزمة الدبلوماسية بين قطر وعدة دول عربية قد تؤثر على العديد من المباريات الدولية المقامة هناك. وقال ويندسور جون، الأمين العام للاتحاد الآسيوي، إن الاتحاد لا يزال في مرحلة تقييم للموقف، مؤكدا "نراقب الموقف عن قرب، ولا يوجد تأثير فوري في ظل عدم وجود أي فريق قطري في دور الثمانية بدوري أبطال آسيا". وأضاف "نحن في حاجة إلى النظر في كيفية تأثر الملاعب المحايدة بذلك، وسنتواصل مع الدول التي اختارت الدوحة لاستضافة المباريات في ملاعب محايدة للبحث عن بدائل". وفي الفترة الأخيرة، اختارت العديد من أندية ومنتخبات إيران ولبنان وسوريا والعراق واليمن، إقامة مبارياتها في قطر كملعب محايد. وأسفرت قرعة دور الثمانية بدوري الأبطال اليوم الثلاثاء عن مواجهة بين الأهلي السعودي وبيروزي الإيراني. واعتادت الأندية السعودية اختيار مواجهة الأندية الإيرانية في قطر، ولكن في ظل التوتر السياسي بات من المنتظر أن يختار أهلي جدة، مكانا آخر لمواجهة بيروزي.