العمل لن يتطرق إلى تفاصيل «توجع القلب».. وبعض الحلقات يصعب فيها تقليل جرعة الشجن شخصية أحمد حاتم من الأدوار المُضافة فى العمل.. ومنحنا أبعادًا أخرى لصديقة البطلة حنان مطاوع الخروج من إطار الورشة كان مُقلقًا.. وتامر حبيب تابع عملنا كمشرف استشارى دون التزام فعلى رسالة المسلسل أنه ما دام ليس بأيدينا اختيار المدة التى سنعيشها فإنه بإمكاننا تحديد كيف نحياها استطاع مسلسل «حلاوة الدنيا» أن يحظى بمشاهدة جيدة فى الأسبوع الأول من شهر رمضان، وذلك رغم تخوف البعض من تضمنه جرعة شديدة من «النكد»، وفقًا لإصابة الشخصية الرئيسية فى العمل، هند صبرى، بمرض السرطان، لكن المشاهد الاجتماعية والرومانسية والقصص المتعددة التى ضمها المسلسل دفعت قطاعا من جمهور رمضان لينتظر حلقاته اليومية. « التحرير » تحدثت مع سما عبد الخالق، وإنجى القاسم، مؤلفتى هذا العمل التليفزيونى حول كواليس مشاركتهما فى كتابته تحت إشراف السيناريست تامر حبيب، وأبرز التعديلات التى قاما بإضافتها فى النسخة العربية من العمل الذى تم تقديم نحو 3 ثلاث نسخ منه: أمريكية، ومكسيكية، وإيطالية. كيف تم ترشيحكما لكتابة «حلاوة الدنيا»؟ سما: عن طريق السيناريست تامر حبيب، الذى تعاونت معه فى مسلسلى «طريقى» و«جراند أوتيل»، إذ طلب المنتج محمد مشيش من حبيب أن يختار له مؤلفين لكتابة «حلاوة الدنيا»، وهو المشروع الذى قررت شركة «بى لينك» العام الماضى تقديمه بعد نجاح «جراند أوتيل». إنجى: تجمعنى صداقة من الأساس بحبيب، وتعاوننا العام الماضى فى «جراند أوتيل»، وفيه قابلت سما، وبعده كنت على علم بأن هناك مشروعا آخر سنقدمه، الذى يُعرض هذا الموسم أيضًا، وهو «لا تطفئ الشمس»، لكننا لم نكن نعرف تفاصيله، وقبل البدء فيه رشحنا حبيب لكتابة «حلاوة الدنيا». هل أصابكما القلق لأن هذه هى الخطوة الأولى لكما دون ورشة كتابة تضم مؤلفين عديدين؟ إنجى: بالطبع، وكان من المفترض أن يشاركنا الكتابة مجموعة، لكن لم يتم ذلك، ومن البداية كان هناك اقتراح بأن نتحمل مسؤولية العمل بمفردنا، لكننا شعرنا بأننا لسنا جاهزين فى الوقت الحالى لنقوم بهذه المهمة، وتجاربنا السابقة كانت تحت عباءة تامر حبيب، لكن فى «حلاوة الدنيا» هو مجرد مشرف استشارى، ليطمئن علينا، إنما فعليا لا يوجد أى التزام عليه. كثير من متابعى المسلسل توقعوا أنه «نكد» وتأكدوا من ذلك بعد عرض حلقتين منه.. فما ردكما؟ إنجى: «الجواب باين من عنوانه» المسلسل اسمه «حلاوة الدنيا»، ومن غير المعقول أن نكون كتبنا عمل «نكد»، ونصدر عنوانه بهذا الشكل، كنا دعمناه باسم آخر، وأؤكد أن المسلسل لن يأخذنا إلى تفاصيل «توجع القلب». سما: نلعب فى حلقاته على فكرة لحظات سعيدة وأخرى حزينة، مثلا فى الحلقة التى تكشف «أمينة» لصديقتها عن إصابتها بالسرطان، قبلها كان هناك مشهد مُضحك عن الفستان الجديد الذى اشترته الصديقة، وغصب عنا فى حلقات يصعب تقليل جرعة الحزن أو الشجن فيها، مثلا بعد الإصابة لا يمكن أن تظهر البطلة تضحك، وسعينا لعمل توازن بين الجانبين، ولا نحب أن تنقلب القصة لنكد ولوى ذراع المشاهد للتفاعل معه، حتى إن تأثر ودمعت عيناه يكون ذلك بموجب ارتباطه بالشخصيات وإحساسه بالشجن أكثر من النكد. هذه ليست المرة الأولى لكما في العمل على فورمات عالمية.. هل كتابة نسخة عربية من أخرى عالمية ييسر من مهمتكما؟ سما: بالنسبة لى هذه التجربة الثالثة فى كتابة الفورمات بعد «طريقى»، و«جراند أوتيل»، ولم أخض تجربة كتابة عمل من تأليفى كى أميز بين العملين، لكن تقديم نسخة عربية من فورمات عالمية فيها سهولة وصعوبة، لأننا نواجه تحديا بخصوص التفاصيل التى ستضمها نسختها، واستبعاد تفاصيل أخرى لا تناسب مجتمعاتنا. إنجى: الفورمات لا تساعد فى أن يسرح المؤلف بخياله، وتقيده لا يجعله حرا طليقا، فهناك قوسان يكتب المعالجة بينهما، لكنها تيسر عليه نقاطا كبيرة، منها أن الموضوع مُحدد من بدايته لنهايته، والمحطات التى سيتم المرور عليها، لكن الرحلة نفسها تخص المؤلف، ويمكن تغيير أمور كثيرة فيها. وما أبرز تعديلاتكما على القصة؟ إنجى: بعد مشاهدتنا العمل احتفظنا بالخطوط التى شعرنا فيها بصدق، واستبعدنا أخرى وجدنا أنها غير ذات أهمية بالنسبة لمجتمعنا، منها محاولات البعض ليأخذ مكان «أمينة» أو هند صبرى فى العمل، بعد حصولها على إجازة لتلقى العلاج، واستثمرنا الوقت مع حكايات عن أفعال أسرتها بشأن مرضها، الذى توقعنا أنه سيخرج منها دراما صادقة بسبب الهمّ الأكبر الذى شغلها. سما: أخذنا عن العمل العالمى عظم الحكاية أو فرضيته الأساسية مع الشخصيات الرئيسية، لكن القصص والأبعاد مختلفة، منها شخصيات الأم والجدة والأخت، بالتالى من يتعاملون معهن خارج المنزل ليسوا موجودين فى الفورمات أو تم إجراء تغييرات عليهم، مثلا من الشخصيات التى لم تكن موجودة وتمت إضافتها فى العمل شخصية أحمد حاتم، «الشيف» الذى تربطه علاقة عاطفية بشقيقة «أمينة»، كما أن الفئة العمرية للأبطال مختلفة عن النسخة المكسيكية، فالبطلة هناك كانت فى بداية العشرينيات وشقيقتها فى مرحلة المراهقة، كذلك اكتشفت البطلة مرضها فى ظروف أخرى، بعيدًا عن استعدادات هند صبرى للزواج. وهل كون العمل مأخوذا عن فورمات عالمية لم يدفعكما لاستشارة خبراء وأطباء فى الأورام؟ سما: لا بالطبع أجرينا عدة بحوث تخض المرض بشكل طبى ونفسى لمعرفة كيفية تعاملهما مع الشرطان من البداية مرورا بكل المراحل. شخصية الصديقة «الجدعة» التى تجسدها حنان مطاوع نالت إشادات عديدة من الجمهور.. هل هى نفسها فى العمل العالمى؟ سما: لا كانت مجرد صديقة تظهر فى مشاهد تُضحك البطلة، وقد تغضب منها فى مشاهد أخرى، لكننا وجدنا ضرورة منحها أبعادا وخطا دراميا، وأضفنا لها قصصا تخص أمها وابنها ووالدها، وطليقها، لأننا وجدنا أن الأصدقاء لهم دور فى حياتنا أكبر من مجرد كونهم «أصدقاء البطل». إنجى: تخيلنا أنفسنا فى موقع ليس فقط المريضة، إنما الأم، وكان هذا الأمر صعبا للغاية، وأردنا من الحلقات التالية لإعلان المرض أن نُظهر أنه ليس المحاربون فقط هم من أصابهم الابتلاء إنما أيضًا المحيطون بهم. ولماذا بدأت الأحداث بإيقاع سريع بكشف لإصابة البطلة بالسرطان من الحلقة الأولى ثم دخل فى إيقاع بطىء؟ سما: كنا نتمنى انطلاق الأحداث دون كشف هذه الإصابة، لكن كان ذلك صعبا بسبب الأخبار التى تم نشرها عن المسلسل، وحرق هذه النقطة الرئيسية، بالتالى كان تأجيل إعلان الإصابة سيدفع المشاهد ليكون فى انتظاره، ففضلنا طرق الحديد وهو ساخن فى هذا الموضوع الشائك، أما بالنسبة للبطء الذى جاء بعد الإعلان فهو أمر طبيعى تعمدناه حتى نعطى مساحة لبيان ردود أفعال المحيطين بالمريضة بشأن هذا الخبر. عقد عدد من مشاهدى المسلسل مقارنات بينه وبين الأعمال التى سبق أن تعرضت لمرض السرطان منها فيلم «انت عمرى».. فكيف تجدان هذه المقارنات؟ سما: العناصر المشتركة تخص المرض نفسه فقط، لكن «حلاوة الدنيا» دراما اجتماعية عن شخص يواجه مشكلة فى حياته وهى السرطان، التى نتعامل معها فى المسلسل على أنها كما لو كانت اكتئابا، أو التهابا كبديا وبائيا، لكن البطلة تحاول أن تتذوق حلاوة الدنيا بغض النظر عن هذه المشكلة. وهل ستأتى النهاية كما هى فى الفورمات العالمية؟ سما: يصعب الإجابة عن هذا السؤال، لكن من شاهد الفورمات سيجد اختلافات فى الحلقات عن النسخة العربية، وهو ما يشير إلى احتمالية اختلاف النهاية. وما حلاوة الدنيا المقصودة فى المسلسل؟ إنجى: وسط الظلام يجب أن نترك شقوق النور تدخل لأنه مهما كنا نظن أن حياتنا توقفت فهناك الكثير الذى يستحق أن نعيشه، أو بمعنى آخر ما دام ليس بأيدينا اختيار المدة التى سنعيشها، فإنه بإمكاننا تحديد كيفية عيشها.