حُل اللغز، وانكشف الجناة، وانتهى العزاء.. ثم ماذا؟! ثم صمت.. لم تعد قصة الطفل "يوسف" الذي قُتل برصاصة -كانت- مجهولة فرصة لنشر الأدعية والابتهالات والفتي واستعراض مهاراتكم البوليسية على السوشيال ميديا، فقد كشفت التحريات عن الجناة، الذين وثقوا بالفيديو جريمتهم، وهم يلهون في حفل خطوبة صديق لهم، على سطح منزله بمدافع رشاشة -آه والله بمدافع رشاشة- أصابت إحدى طلقاتها رأس يوسف، وقلوبنا جميعًا. وأود أن أؤكد هنا تقديري لرجال الشرطة الذين تولوا القضية، وحسموها خلال أيام معدودات، فأحسنوا بإخلاصهم وتفانيهم للمؤسسة التي ينتمون إليها، قبل إحسانهم لأهل الشهيد. ولكن القصة القصيرة الحزينة، لم تنته بما يثلج الصدور، كما يقتضي قانون الكارما، فقد كشفت التحريات أن المتهم الأول، هو الضابط "طاهر محمد أمين أبو طالب"، نجل اللواء "محمد أمين أبو طالب" مدير أمن بني سويف السابق، وبنت عم والده هي النائبة "ياسمين أحمد أبو طالب" عن قائمة دعم مصر في مجلس النواب الحالي، كما أن عم والده هو الدكتور "صوفي أبو طالب". والمتهم الثاني، هو الطالب "خالد أحمد عبد التواب"، نجل اللواء "أحمد عبد التواب" لواء أمن الدولة السابق ووكيل الجهاز في المنيا، وعضو مجلس النواب الحالي، عن دائرة طامية، وأمين سر لجنة الدفاع والأمن القومي. وشقيقه هو المستشار "محمد أحمد عبد التواب"، ضابط شرطة سابق ومستشار حالي بمجلس الدولة. وأعمامه هم المستشار "حسن عبد التواب" والعقيد "طه عبد التواب" رئيس مكتب الجوازات بالفيوم، أما عمه الثالث "محمود عبد التواب" المُلقب ب"حوت الجبل"، فيشاع أنه لُقب بذلك لسيطرته على آلاف الأفدنة بوضع اليد. وأرجو أن يتم التحقيق في ذلك الأمر بناءً على توصيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، باسترداد أراضي الدولة من سارقيها، لأنها حسب تعبيره "مش طابونة". ولكن يبدو أن أهل المتهمين السابق ذكرهما والباشوات المسؤولين عن القبض عليهما، يحسبونها "طابونة"، فقد أصدرت النيابة قرارا بضبطهما وإحضارهما، ولكن أحدًا لم يجرؤ على تنفيذ القرار، رغم أن الداخلية حددت مكانهما! وإمعانًا في (البلطجة) أكد مقربون من عائلة المتهم "طاهر محمد أمين أبو طالب"، أن كبار العائلة اجتمعوا، بعد الاستعانة بفريق قانوني من كبار المحامين، لبحث أنسب السبل لإثبات براءته، وأنه سوف يقوم بتسليم نفسه، بعد تجهيز ملف كامل يضمن له البراءة، مما يعد اعترافًا ضمنيًّا من عائلته بالتحفظ على متهم في جريمة قتل! جل ما أخشاه أن تنسوا "يوسف"، في صخب مسلسلات رمضان وبرامجه، وتتحول قصته إلى مجرد عبرة، تحذرون بها أبناءكم من اللعب بمقربة من الحفلات.. وأن تقتصر سيرته على دعائكم له بالرحمة ولأمه بالصبر، وتغفلوا القصاص. النضال من أجل حق "يوسف" أهم من قضايا كثيرة، ملأتم من أجلها "فيسبوك" ضجيجًا، فعزلتم وزراء، وأوقفتم برامج، وحاكمتم مذنبين، وأنصفتم مظلومين، فلا تستهينوا بنضالكم الإلكتروني، الذي أراهن بملء يقيني، أنه بفضله وبفضل العادل الأعظم #دم_يوسف_مش_هيروح_هدر.. فاذكروا يوسف. الفيديو الأول الفيديو الثاني