كتب: أمير الشعار يومًا بعد يوم تواصل قطر تطاولها على دول الخليج وقادتها، ولا سيما السعودية التي شهدت هجومًا عنيفًا من قبل قناة الجزيرة، عبر تسخير أبواقها الإعلامية للإساءة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. الخيانة وما زاد الأمر سوءًا، كاريكاتير "أخبار مفبركة" الذي فجَر أزمة كبيرة انتشرت كالنار بين السعوديين، ما دفع البعض إلى اتهام قطر بالخيانة والازدواجية في التعامل مع المملكة العربية السعودية. ولكن سرعان ما تداركت قطر خطيئتها واعتذرت على التطاول، مؤكدة أنها لم تقصد الإساءة من ملك السعودية، وأن العلاقات المشتركة بين البلدين المتجاورين أكبر من أزمات صغيرة. الشيطان لم يدم الأمر طويلًا.. صحيفة "ميدل إيست" المدعومة من قطر، أخذت زمام الأمور من قناة الجزيرة، وبدأت في التحريض والتطاول مجددًا، بنشر كاريكاتير صور الملك سلمان كالشيطان الذي يكافح الإرهاب، وذلك أثناء افتتاح المركز العالمي لمكافحة التطرّف بمشاركة الرئيس الأمريكي ونظيره المصري. إلا أن الكاريكاتير لاقى هجومًا عنيفًا من قبل السعوديين مجددًا، ودفع الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى شن حربًا ضارية على قطر، وأجبر الصحيفة البريطانية على حذفه من موقعها والاعتذار للشعب السعودي. هجمة مماثلة وبالعودة للوراء نتذكر الهجمة الشرسة على المجلة الفرنسية شارل إيبدو وتطاولها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما آلت إليه من ردود أفعال غاضبة انتهت بمظاهرات في كافة الدول العربية والإسلامية، وأسقطت عشرات الضحايا. ما يثير تخوفًا من تكرار نفس السيناريو، بسبب تصريحات قطر المعادية للسعودية والإمارات والبحرين، وإمكانية معاقبة دول مجلس التعاون للشيخ تميم. علاقة دافئة بداية، عكفت وسائل إعلام سعودية على السخرية من العلاقات الدافئة بين قطر وإسرائيل وإيران، والتعاون المثمر بينهما، وذلك بعد أن دعا أمير قطر الشيخ تميم إلى تقوية أواصر العلاقات مع إيران من جهة لما تمثله من قوة كبرى، وعدم معاداة إسرائيل من جهة أخرى لضمانها استقرار المنطقة. أزمة ومصالحة كلمة أمير قطر تسببت في خلق أزمة كبيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ودفعتهم للرد على ذلك الأمر بحجب مواقع وصحف القناة القطرية كعقاب أولي. وتبع ذلك، بيان أسرة آل الشيخ السعودية الذين تبرأوا من نسب أمير قطر إلى جدهم محمد بن عبد الوهاب، قائلين (من يدعي أنه يعود نسبه إلى الشيخ داخل المملكة أو خارجها، فهي دعوى باطلة كاذبة ومختلقة، ولا تمت للحقيقة بأية صلة، كأمير إحدى الدول الخليجية الذي قام ببناء مسجد باسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بلده مدعيا أنه جده)، وذلك في صفعة ثقيلة إلى الأسرة الحاكمة في قطر. المصالحة لكن وزير الخارجية القطري عبد الرحمن آل ثاني أكد أن بلاده تسعى لعلاقات خليجية متينة، وأننا نؤمن بأن مصالحنا ومصيرنا واحد. فيما دعا وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إلى حل الأزمات بين الأشقاء بالصدق في النوايا والالتزام بالتعهدات. في الوقت نفسه، ناشد الكاتب والداعية الإسلامي الكويتي، عبدالعزيز صباح الفضلي، "القادة المؤثرين في الخليج إلى احتواء الأزمة، وإيقاف الهجمات على دولة قطر الشقيقة، ليعود التلاحم الخليجي كما كان في السابق". بينما أيد المعارض السعودي السابق كساب العتيبي حق قطر في أن تكون لها سياستها، قائلًا في تغريد عبر حسابه "تيوتر" " من غير المعقول أن تحاسبوا قطر على كل صغيرة وكبيرة، هذه دولة ذات سيادة لها سياساتها، اختلاف وجهات النظر لا يُحل بالشتائم بل بالجلوس كإخوة بقلب مفتوح". وساطة كويتية وفي ظل تلك الهجمات الشرسة التي طالت قطر، بدأ الأمير تميم بطلب وساطة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، خلال زيارته اليوم، لاحتواء الأزمة، ولم الشمل العربي، بحسب الجزيرة السعودية. لكن المطالب القطرية ستقابل برفض كبير، كون الأخيرة لم تغير من نهجها أوسياستها تجاه الأشقاء العرب، بل تواصل هجماتها عبر أفواهها الإعلامية من الداخل والخارج. عقاب احترازي في المقابل قال جلال الرشيدي، سفير مصر في الأممالمتحدة سابقًا: إن "هناك توجهات سابقة في مجلس التعاون الخليجي على رأب الصدع بين الدول العربية، حتى لا يكون هناك انشقاقًا في الصف حفاظًاً على الوحدة". واستبعد "الرشيدي" في تصريحات خاصة ل"التحرير"، اليوم الأربعاء، أن تؤثر تصريحات تميم على العلاقات بين قطر ودول الخليج، إلا إذا اعتبرت المملكة العربية السعودية أن تميم قد تجاوز الخطوط الحمراء - فربما تتفق مع الدول الخليج على تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي لفترة محددة، أو سحب السفراء، أو تقليل العلاقات التجارية. وأكد أن حماس وإيران وربما إسرائيل سيدافعون بشكل كبير عن قطر، إضافة إلى أن تركيا تعد طرفًا رئيسيًا في الأزمة وستحاول إنهاءها وفقًا لاتفاق مُسبق. ولفت السفير السابق إلى أن الأمير تميم قال تصريحاته المعادية للعرب بعد أن أخذ دفعة من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج والتي صرح خلالها أن قطر دولة مهمة.