فستان أحمر اللون، على شكل عروس البحر، ارتدته في أحد أفلامها، يطل على عدد من الصور، جمعتها مع الفنانين والفنانات فى الأفيشات، بجواره نافذة مصنوعة من الزجاج، ضمت مقتنيات لها "باسبور وحذاء وحقيبة"، وتابلوه دون عليه نبذة عن حياتها: "أنا معشتش حياتى يعني أنا ما عشتش سنى، شبابى، كنت فى السينما على طول على طول على طول، ما أقدرش أسافر، ما أقدرش أنام كويس، ما أقدرش أكل.. ما أقدرش أقول إنى عشت شبابى.. لأ ما عشتوش عشت بعد ما بطلت سينما"...كلمات روتها الفنانة هند رستم، ل"مؤسسة المرأة والذاكرة"، لتوضع بعد أعوام فى معرض"أنا بخير اطمئنوا". منطقة وسط البلد، وبالطابق الثانى من مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يقع مقر معرض "أنا بخير.. اطمئنوا"، جدرانه زينت بصورهن، أساسه ضمت مقتنياتهن الخاصة، كل ركن يجسد صورة من حياة 21 بطلة ومناضلة، ك"شاهندة مقلد" التى طافت روحها في أروقة المعرض، والتى حمل عنوان آخر فقرة كتبتها لصديقتها ريم سعد الباحثة في العلوم الإنسانية، أثناء اعتقالها عام 1933. (شاهندة مقلد وهند رستم ووداد الأورفة، أم إبراهيم وكواكب حفنى، راوية محمد ووداد مترى) أبطال معرض "أنا بخير اطمئنوا" ونتاج عمل مشترك بين مؤسسة المرأة والذاكرة وعدد من المنظمات والمؤسسات النسوية، تقول ميسان حسن، مديرة البرامج بالمؤسسة: "إحنا مجموعة بحثية نسوية معنية بانتاج ونشر المعرفة النسوية، من خلال توثيق الحيوات النسوية، كمواد شفوية أو أرشيفية، فى جزء كبير من النساء، تم تجميع تاريخهن الشفوى وحفظه فى تاريخ المرأة والذاكرة فى سنوات، وتم إجراء مقابلات شخصية معهمن، فى أواخر التسعينيات، محفوظة فى تاريخ المؤسسة، وبنحافظ على علاقات مع الروايات وعائلتها مثلما حدث مع الفنانة هند رستم". تسجيل صوتى، يملأ المعرض، تروى من خلاله السيدات حكايتهن، والتى منهن راوية محمد، صانعة الفخار فى الفيوم: "الناس فاكرة إن أنا لما طلعت واشتغلت وسافرت ورحت وجيت مش هاتجوز، دي كانت حاجة وحشة جدا، فى نظر الناس، دلوقت شافونى ناجحة في شغلي وإن أنا اتجوزت وعندي أولاد وعندى ورشتى وباروح وباجى وباحضر معارض دلوقتى ابتدوا يخلوا البنات تطلع تشتغل وتتعلم". معرض "أنا بخير اطمئنوا" يعرض حكايات قصيرة عن النساء والعمل والحراك، اللاتى شاركن في أنواع مختلفة من العمل، لتشكل قوائم رحلاتهن فى الحياة، سواء كان يعملن فى المنزل أو الحقول أو الورش والشركات، بالمدن والقري والبلدان، والتى منهن الفنانة هند رستم، التى تواصلت مع أسرتها القائمين على المعرض، تقول ميسان حسن مديرة البرنامج: "من سنوات، التقت المؤسسة بالفنانة هند رستم، ووضع اللقاء كمادة شفاهية فى المكتبة الخاصة بالمؤسسة، وتمت الاستعانه به فى المعرض، من خلال تسجيل صوتى لها، وعند الإعلان عن فكرة المعرض، تواصلنا مع ابنتها الأستاذة بسنت رضا، وكانت كريمة جدا، وسلفتنا بعض مقتنياتها لعرضها". "أنا بخير اطمئنوا" ليس هدفه فقط، تسليط الضوء على قصص النساء، لكنه بداية لطريق إنشاء أول متحف للنساء للمرأة في مصر، تقول ميسان: "هناك ثراء شديد لقصص النساء، يمكن أن تحكي وتعرض بشكل ملم، مبنى على بحث أكاديمي، يستعين به فى المستقبل لإنشاء أول متحف للنساء فى مصر، وهذا ما تقوم به المؤسسة هذه الفترة، فالمعرض بداية وطريق للمتحف".