أسيوط - محمد طه: ما هي إلا أيام قليلة ويهل شهر رمضان بنسائمة العطرة، وبزينته المميزة حيث تمتلئ شوارع مدينة أسيوط بالشوادر المخصصة لبيع "الفانوس" العلامة المميزة لهذا الشهر الفضيل، ولكن ما يميز هذا العام ارتفاع مبيعات الفانوس "الصاج" أمام الفانوس المستورد، ليتفق البائعون في جملة واحدة "الصاج" يكسب. مكانة خاصة يقول مصطفى على، بائع بأحد الشوادر الخاصة ببيع فانوس رمضان بمدينة أسيوط، إن الفانوس الصاج ذات الشكل التقليدي يحمل مكانة خاصة في قلوب محبيه، حيث يثير الحنين، والذكريات المحفورة بالذاكرة، على الرغم من تطور الفوانيس إلا أن الفانوس الذهبي اللامع يظل له محبيه مهما غلا سعره. ويضيف محمود حسن، بائع أخر، أن الأقبال على شراء الفانوس الصاج زاد عن الموسم الماضي مقارنة ببيع الفانوس "الصيني"، لعدة أسباب منها إيقاف الاستيراد لهذه السلعة، وغلو سعره على المواطنين البسطاء، بالإضافة إلى ارتفاع جودة الصناعة المحلية في "الصاج". ويري حسن فرغلي، صاحب أحد محال لبيع "فانوس رمضان"، أن الزبائن أنواع تقسم حسب شرائها، فهناك الأسر التي تشتري فانوس واحد "صاج" كبير لوضعه في شرفة المنزل، أو المحال التجارية لتضعه داخل المحل لإضفاء لمسة رمضانية، بينما يفضل أولياء الأمور شراء فوانيس "بلاستك" للأطفال تجسد أبطال الأفلام الكرتونية. أسعار الموسم يقول جابر محمود، رب أسرة، إن أسعار الفوانيس "البلاستيك"، ارتفعت عن زي قبل بنسبة كبيرة، قائلا "الموسم الماضي كنا نشتري نفس الفانوس بقيمة أقل من النصف، وبالنسبة للفانوس "الفاطمي" القديم فقد أصبح سعره متساويا مع الصيني فحرصت على شراءه لأطفالي من جديد". وتزيد حسناء جوهر، طالبة في المرحلة الثانوية، أن رمضان الماضي كانت منتجات الفانوس "الصاج" أقل، غير متاحة بشكل كاف وأسعارها وصلت ل 100 جنيه في الفانوس الصغير، لافتة أن الفانوس البلاستيك كان سعره 50 جنيه فقط، ما يفسر سبب الأقبال على الصيني الموسم الماضي. ويختتم مصطفى على، بائع الفوانيس، أن اسعار الفانوس "الصاج" تتراوح بين 10 جنيه للفانوس الصغير و500 جنيه لأكبر فانوس موجود الذي يعلق في الشوارع ومداخل العمارات. أشكال جديدة يقول علاء أحمد، بائع فوانيس بمنطقة "القسيارية" القديمة، أن المنتج المصري أصبح متنوعا مع وجود الفانوس الصيني في المركز الثالث بين المنتجات، واستحداث الفانوس الصاج بأشكاله وزخارفه الإسلامية الدينية، يظهر العام الحالي ويكثر في السوق الفانوس الخشبي. ويضيف حسن حمودة، أن الفانوس الخشبي أسعاره في متناول الجميع فضلًا عن سهولة فكه وتركيبه وتخزينه إلى رمضان العام القادم. قرار وقف استيراد الفوانيس في شهر أبريل من عام 2015 أصدر منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة حينها، قرارا بوقف استيراد فوانيس رمضان من كافة دول العالم والاعتماد على الصناعة المحلية، وذلك في سبيل التخفيف على عبأ توفير الدولار من جانب، وتشجيع الصناعة المحلية على الجانب الأخر.