بعد حملة انتخابية شرسة واتهامات بين كلا الطرفين، توجه 47 مليون فرنسي اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد والذي سيتولى الحكم لخمس سنوات مقبلة. ورأت صحيفة "التيجراف" البريطانية، أنه بالرغم من تصدر وزير الاقتصاد السابق "إيمانويل ماكرون" في الجولة الأولى وتفوقه على زعيمة اليمين المتطرف "ماريان لوبان" في جميع استطلاعات الرأي الفترة الماضية، إلا أنه يجب توخي الحذر خاصة بعد تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي لم يكن متوقعًا. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يدافع فيه "ماكرون" عن الاتحاد الأوروبي وقضايا التبادل الحر، تهاجم مرشحة اليمين المتطرف الاتحاد وما أسمته ب"العولمة المتوحشة" وقضايا الهجرة والمهاجرين. وطرحت "التليجراف" عدة أسئلة لفهم طبيعة الانتخابات هي: - كيف يتم انتخاب الرئيس؟ يُنتخب الرئيس الفرنسي بالاقتراع العام المباشر، بتصويت على دورتين يعتمد الغالبية المطلقة، وذلك لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وأيا كانت نسبة المشاركة، يجب أن يحقق أحد المرشحين الغالبية المطلقة التي تؤهلة للفوز. القانون الفرنسي لا يعترف ب"البطاقات البيضاء" والتي يعرب خلالها المصويتن عن رفضهم لكلا المرشحين، وعملا بقانون صادر عام 2014، تفصل البطاقات البيضاء، وتحتسب وحدها بمعزل عن اللاغية، وترفق بمحضر كل من مراكز الاقتراع، غير أنه لا يتم الأخذ بها لدى احتساب الأصوات. - كيف يجري الاقتراع؟ يبلغ عدد المصوتين 46.97 مليون شخص بينهم 1.3 مليون خارج فرنسا، فيما يبلغ عدد اللجان 66 ألف و546 لجنة انتخابية تفتح في السادسة صباحًا بتوقيت جرينتش وتغلق في الخامسة. تعد لوائح الناخبين 46.97 مليون شخص بينهم 1.3 مليون يقيمون خارج فرنسا. من جانب آخر، تجرى الانتخابات الفرنسية وسط حالة الطوارئ التي فرضا الرئيس فرانسوا أولاند منذ نوفمبر 2015. - نسبة المشاركة يتوقع أن تكون المشاركة منخفضة - حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 68% فقط قالوا: إنهم "سيصوتون بالتأكيد، بينما يغيب وللمرة الأولى منذ ستين عامًا الحزبان التقليديان الكبيران اليساري (الحزب الاشتراكي) واليميني (الجمهوريون) عن الدورة الثانية"، أما اليسار المتطرف فيرفض كلا المرشحين واصفهما ب"الطاعون والكوليرا" - متى تصدر النتائج؟ يحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسب المشاركة، قبل انتهاء عمليات التصويت، لتفادي التأثير على الناخبين، لكن إغلاق بعض مكاتب الاقتراع في وقت لاحق يعقد عمل مؤسسات الاستطلاعات التي تنشر تقديراتها استنادًا إلى النتائج الجزئية لفرز الأصوات. ويتم تحديث التقديرات الأولية بشكل منتظم خلال المساء مع فرز الأصوات تباعًا حتى إعلان النتيجة النهائية، ويتم تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 مايو، تاريخ انتهاء ولاية فرنسوا أولاند. - الرؤساء السابقون الرؤساء الذين انتخبوا منذ إعلان الجمهورية الخامسة في 1958: - فرنسوا أولاند (اشتراكي) (2012- 2017) - نيكولا ساركوزي (يميني) (2007- 2012) - جاك شيراك (يميني) (1995- 2007)، وامتدت ولايته الأولى سبع سنوات والثانية خمس سنوات بعد خفض مدة ولاية الرئيس إلى خمس سنوات. - فرنسوا ميتران (اشتراكي) (1981- 1995)، حكم ولايتين من سبع سنوات. - فاليري جيسكار ديستان (يمين الوسط) (1974- 1981)، ولاية واحدة من سبع سنوات. - جورج بومبيدو (يميني) (1969- 1974)، توفي قبل سنتين من انتهاء ولايته. - شارل ديجول (يميني) (1959- 1969) انتخبته هيئة ناخبة لولاية أولى من سبع سنوات، ثم أعيد انتخابه بالاقتراع العام المباشر في 1965، استقال بعدما هزم في استفتاء العام التالي. - القرصنة على ماكرون نشرت آلاف الوثائق لحملة ماكرون التي تمت قرصنتها ووضعها على الإنترنت، في حادثة قال فريق المرشح: إنها "تزعزع الاستقرار الديمقراطي"، حيث طالبت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الرئاسية وسائل الإعلام "بالبرهنة على روح المسؤولية، وعدم تناقل مضمون هذه الوثائق حتى لا تضر بجدية الاقتراع". وأضافت أن نشر أو إعادة نشر مثل هذه البيانات التي تم الحصول عليها بشكل غير شرعي التي من المرجح أن تكون أضيفت إليها وثائق مزورة، يؤدي إلى التعرض للملاحقة القضائية. وفور نشرها على موقع "تويتر"، تناقل اليمين هذه الوثائق. من جانبه أكد هولاند مساء السبت أن عملية القرصنة هذه "لن تمر بلا رد"، مضيفًا "كنا نعرف بأن هناك مخاطر من هذا النوع خلال الحملة الرئاسية، بما أن هذا حدث في أماكن أخرى"، ويقصد الانتخابات الأمريكية. وأكد حزب ماكرون "إلى الأمام!" في بيان، أن الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل إلكترونية "أو وثائق مالية" وكلها "شرعية"، لكن أضيف إليها "وثائق مزورة لإثارة الشكوك والتضليل".