في خطوة نوعية ومن مستشفي المعادي العسكري، أطلقت القوات المسلحة التشغيل التجريبي لأول وحدة متخصصة لعلاج إدمان الإناث داخل مستشفي الطب النفسي، بالمجمع الطبي بالمعادي، بهدف استيعاب الفتيات المدمنات، وتوفير برامج نوعية على صعيد العلاج والتأهيل للفتيات وفقاً للمعايير الدولية. بدأت مراسم التشغيل، التي شهدتها الدكتوره غادة والي وزيرة التضامن، بدأت بكلمة اللواء طبيب ماجد بهي الدين، قائد مستشفي الطب النفسي وعلاج الادمان، حيث قدم الشكر للوزيرة وصندوق علاج ومكافحة الإدمان، على المجهودات المبذولة في هذا المجال، مؤكداً أن لكل من الدولة والأسرة والمدرسة والإعلام دور أساسي في علاج تلك المشكلة؛ لما لها من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع. وشملت المراسم عرض فيلم عن نشأة وتطور المجمع الطبي بالمعادي، وما يضمه من مستشفيات ومراكز تخصصية تم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية المؤهلة؛ لمعاونة القطاع الطبي في تنفيذ خطط وبرامج الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصري من العسكريين وأسرهم والمدنيين، ودور مستشفي الطب النفسي وعلاج الادمان بالمجمع في تقديم يد العون للمدمنين ومساعدتهم كي يصبحوا أناساً أصحاء، والحيلولة دون اتساع بقعة الإدمان بين ذوي الأعمار المختلفة، وعرض فيلم تسجيلي عن جهود صندوق مكافحة الادمان في دعم المرضى والمتعافين من الأدمان. ثم أكد اللواء طبيب محمود الهلالي، مدير المجمع الطبي، في كلمته، أن مشكلة الإدمان تعد من أكبر المشكلات التي تهدد العالم أجمع، وتسعى كل الدول لمجابهته لما له من أضرار على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، مشيراً إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تولي اهتماماً كبيراً لمراكز الطب النفسي ومعالجة الإدمان التابعة لها؛ لحل هذه المشكلة وتقديم الرعاية للعسكريين والمدنيين على حد سواء ومساعدة الراغبين في العلاج والإقلاع عن الإدمان، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية للقوات المسلحة تجاه هذه القضية. من جانبه، نقل اللواء طبيب مصطفى أبو حطب، مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، تحيات الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، لجميع العاملين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، مشيراً إلى أن القيادة العامة تضع علاج الإدمان في مصاف اهتماماتها، موضحاً أن القوات المسلحة حققت نتائج ملموسة في هذا المجال من خلال مراكز الطب النفسي ومراكز الإدمان التابعة لها. وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الحكومة تضع مشكلة الإدمان وكيفية مواجهتها في صدارة اهتماماتها، باعتبار أنها لا تقل خطورة عن الإرهاب، لما له من آثار على ارتفاع معدلات الجريمة وظهور جرائم غريبة على المجتمع المصري، موجهة الشكر للفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي على اهتمامه البالغ بدعم المراكز التخصصية في هذا المجال، وبما تقدمه مستشفيات القوات المسلحة من دعم لكافة القطاع المدني في تقديم الرعاية الطبية لأبناء الشعب المصري. وأوضحت أنه يتم أيضا تنفيذ برنامج التدريب المهني للمتعافين بالتعاون مع مجلس التدريب الصناعي لتأهيل المتعافين على المنافسة للدخول بقوة إلى سوق العمل وفى الحرف المطلوبة. وأضافت أنه يتم تنفيذ تدخلات علاجية للحد من العواقب الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات، بما في ذلك تدابير الحد من انتقال فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس C) المرتبط بتعاطي المخدرات وذلك بالتعاون مع صندوق تحيا مصر.وأكدت الوزيرة أن المؤشرات تؤكد ضرورة إنشاء أقسام لعلاج الفتيات من الإدمان، خاصة في ظل التزايد الملحوظ في نسب التعاطي بين الفتيات لتصل إلى 28% من إجمالي المتعاطين، وأن نسبة الفتيات المتقدمات للعلاج لا تزيد عن 2% بما يؤكد ضرورة إنشاء أقسام متخصصة لعلاجهن وفقاً للمعايير الدولية.وفى إطار الحرص على تحقيق انتشار جغرافي لعلاج مرض الإدمان. وأضافت أنه تم زيادة أعداد المراكز العلاجية والعمل على استهداف المناطق المهمشة والمحرومة من خلال 19 مركز علاجي في 11 محافظة استطاعت توفير الخدمة لنحو 150 ألف مريض خلال عامي 2015 و2016 ، منهم 14 ألف مريض إدمان داخل مستشفى المعادى العسكري على مستوى العلاج الداخلي والعيادات الخارجية، كما أنه جاري حاليا إنشاء ثلاثة مراكز جديدة خلال العام الحالي بعد أن كان عددها لا يتجاوز ال 10 مراكز عام 2010.أضافت والي أن استمرار حملات الكشف المبكر على المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية والتي أسفرت عن خفض نسب التعاطي بين هذه الفئة من 12,4% عام 2015 إلى 3,5% العام الحالي وذلك بعد الكشف على ما يقرب من 8 آلاف سائق حافلة مدرسية في 15محافظة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ووجهت الوزيرة الشكر لإدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة ولمستشفى المعادى العسكري لجهودهم مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي مؤكدة عزم الوزارة على المضي قدماً مع كافة الشركاء لمواجهة الحرب ضد المخدرات بلا هوادة. وقامت الدكتورة غادة بتسليم دفعة جديدة من الشيكات لمتعافي الخط الساخن لدعم مشروعاتهم الصغيرة ضمن مبادرة "بداية جديدة" بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي، كما قامت بجولة تفقدية شملت الاقسام الطبية والعلاجية داخل المستشفي واشادت بما يتضمنه من امكانات طبية متطورة وفقا لارقي معايير الجودة العالمية. وفي نهاية الجولة، زارت الوزيرة عددًا من الضباط والجنود المصابين من ابناء القوات المسلحة الذين يتلقون العلاج بالمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي، حيث أكدت لهم عن تضامن الشعب المصري بكافة فئاته واصطفافهم خلف قواتهم المسلحة ورجال الشرطة الباسلة لمواجهة قوي التطرف والارهاب واستعادة الامن والاستقرار في كافة ربوع مصر، كما عبرت لهم عن اعتزازها بما قدموه من بطولات وتضحيات تؤكد المعدن الحقيقي لأبناء مصر، المخلصين في الدفاع عن أمنها وسلامتها، وبناء مستقبل أفضل تجني ثماره الأجيال القادمة.