بعد أن نجا من التفجير الانتحاري الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، الذي وقع على بعد أمتار منه، حيث كان موجودًا في داخلها بعد أن أنهى صلاة قداس «أحد السعف»، اختفى البابا تواضروس لمدة ثلاث أيام قبل أن يظهر اليوم في مقر الكاتدرائية بالقاهرة لمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وفد الفاتيكان يكشف مكان البابا حسب ما أعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة الأرثوذوكسية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فاستقبل البابا، يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد التفجيرات بيومين، وفدًا من الفاتيكان للتعزية باسم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وذلك بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. إذن البابا في موجود بدير الأنبا بيشوي، حسب البيان. وقامت الصفحة الرسمية، بعمل تعديل على البيان المنشور، وحذفت الجزء الخاص بأن الاستقبال كان بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، وذلك بعدما نقلت جميع المواقع الإخبارية البيان بصيغته الأولى المذكور فيها أن اللقاء كان بالدير. وبسؤال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، قال إنه بالفعل تم حذف المكان لأنه لم يكن في الدير، وهذا كان خطأ من الكنيسة.
رهبان الدير: «الصور مش عندنا» رهبان من دير الأنبا بيشوي، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، قال بعضهم إنهم لا يعلمون ما إذا كان البابا موجودًا بالدير أم لا، وهذا لأسباب أمنية، في حين أكد آخرون بشكل قاطع، أن البابا لم يأت إلى الدير بعد التفجير الذي استهدف كنيسة الإسكندرية، ولم يعلم أحد مكانه، وعلق أحد الرهبان على صور لقاء البابا ووفد الفاتيكان، قائلًا: «دي مش عندنا». استراحة كينج مريوط وكشف مصدر كنسي ل«التحرير»، أن البابا كان موجودًا الثلاثة أيام الماضية في الاستراحة الخاصة به حين كان مساعدًا لأسقف البحيرة في كينج مريوط، وكان برفقته السكرتارية الخاصة به، وكان يتلقى الاتصالات الهاتفية فقط، ولم يزره أي شخصيات عامة، موضحًا، أن إخفاء مكان البابا، وعدم توافر معلومات، نتيجة تعليمات أمنية والظروف التي طرأت بعد الأحداث الأخيرة. واستقبل البابا، صباح اليوم الخميس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتقديم التعازي. كما استقبل البابا وزير الدفاع، الفريق صدقي صبحي. ولم تعلن الكنيسة كعادتها عن ترأس البابا اليوم لقداس «خميس العهد»، لكن علمت «التحرير» من بعض العاملين بالكاتدرائية أن البابا، الذي وصل إلى مقره الباباوي في الساعات الأولى من صباح اليوم، أقام الصلاة في كنيسته الخاصة الموجودة بالدور الثاني في المقر الباباوي، بحضور عدد من الكهنة فقط. ومن المفترض أن القداس استمر من السادسة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، أي أن البابا انتهى منه قبل مقابلته للرئيس مباشرة، وحسب مصادر، يترأس البابا قداس «الجمعة العظيمة»، صباح غد الجمعة، بالكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، وتؤمن الشرطة المدنية الكاتدرائية من الخارج، فيما تتواجد قوات من الشرطة العسكرية، ومدرعة، داخلها، والتي وضعت حواجز حديدية للتنظيم والتأمين. يذكر أن الكنائس المصرية أعلنت إلغاء أي مظاهر احتفالية في العيد المقبل، والاكتفاء بصلاة ليلة العيد فقط، وخصصت الكنيسة الأرثوذوكسية، صباح يوم العيد، لتلقي التعازي، بدلًا من استقبال المهنئين. وقع تفجيران استهدفا كنيستي مارجرجس بطنطا، ومارمرقس بالإسكندرية، الأحد الماضي، أثناء صلوات «أحد السعف»، ما أدى إلى مقتل 43 شخصًا على الأقل، وإصابة العشرات، حسب مسؤولين. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجومين.