فارشين ثيابهم على الأرض ترحيبًا به استقبل أهالى "أورشليم" بإحدى أيام الأحد المسيح بعد دخوله إلى القدس راكبًا على "جحش" للاحتفال بعيد الفصح بسعف النخل عقب هروبه طفلًا بصحبة أمه العذراء مريم إلى مصر، التى عاش بينها وبين الأردن حتى مات هيرودس ملك أورشليم ليعود المسيح لأرضه ووطنه ليستقبله أهل المدينة وقد قطعوا من الأشجار أغصان الاحتفال، وهم يصيحون بالألحان القبطية: "أوصنا إبشيرى إن دافيد" أى "خلصنا يابن داود". يدعى هذا الأحد ب"أحد السعف" أو "أحد الشعانين"، ولأهمية هذا اليوم عند الأقباط رتبت الكنيسة الاحتفال بذكراه كل سنة وجعلته عيدًا من أعيادها الكبرى، لهذا يحضر الأقباط "أحد الشعانين" حاملين بأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون. تمتلئ ساحات الكنائس قبل "أحد الشعانين" بأيام ب"السعف" استعدادًا للاحتفال، وأبرزها كنائس شبرا مصر المعروفة ب"جمهورية المسيحيين" لذلك تجولت فيها "التحرير" لرصد أجواء الاحتفال ب"أحد الشعانين"، فعلى أبواب الكنائس فرشت أغصان "السعف" المأخؤذ من النخيل، والتى ابتكر به "ميلاد" أحد بائعيه أشكال كثيرة، لجذب أعين الأطفال والكبار له، يروي طقسه في هذا اليوم:"باجي افرش على باب الكنيسة قبل حد الشعانين بثلاث أيام، يدوب عشان الناس تيجي تشترى منا، وبعد ما القداس بيخلص يوم الاحد برجع شغلنتى الاساسية".
"ميلاد" ليس من البائعين الذين يستغلون فرص المناسبات والأعياد، للكسب:"لأ أنا مش محتاج..أنا نادر كل سنة أشترى السعف من الصعيد وأبيعه بأسعار رمزية للناس"، فالديه محل "فاكهة" كبير في شبرا على حد وصفه:"أنا بقفل المحل في الاسبوع دا، عشان كله صلاة وبركة، ولما العيد بيخلص، برجع محلى تانى".
"صلبان وتيجان وسنابل" أشكال ابتكارها "فارس" من "السعف" علي أبواب الكنائس، يقول:"بعمل كذا حاجة وكله ليه سعره، ولو حد ليه طلب بعملهوله، كل اللى بيبع السعف ليه شغلانه تانية، بس اتربينا اننا نبيعه والناس عرفتنا بيه".
لا يخلو بيت قبطي، من "السعف" في هذا اليوم، فعتاد "فكتور" علي شراء أمس السبت كل عام، للجلوس مع أسرته، وصنع أشكال من "السعف"، يقول:"السيد المسيح دخل أورشاليم والناس استقبلتوا بالسعف، إحنا برده بنعيد الذكرى دي، بس بنستقبل السيد المسيح فى قلبنا".