رفعت جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة، اليوم الأربعاء التي كانت عُقِدت لمناقشة الهجوم الكيميائي، الذي استهدف بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية دون التصويت على أي مشروع قرار، فيما أكد القائم بأعمال السفير الروسي في الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف، أنه يجب محاسبة مرتكبي الهجوم، متهمًا فصائل المعارضة المسلحة المدرجة على لائحة الإرهاب بالوقوف وراء الجريمة. وأشار المندوب الروسي، إلى أنّ دمشق عبّرت عن حسن نيتها لنزع أسلحتها الكيميائية، داعيًا إلى إجراء تحقيق معمق في الهجوم، معتبرًا أن لا حاجة للتصويت على مشروع قرار. واعتبر سافرونكوف، أنّ "كل التقارير المزورة بشأن هجوم خان شيخون جاءت من منظمة الدفاع المدني السورية (الخوذ البيضاء) أو المرصد السوري لحقوق الإنسان". وقال في كلمته، إنّ "الهوس بتغيير النظام يعرقل عمل مجلس الأمن". أما نائب المندوب السوري في المنظمة الدولية، منذر منذر، فقد اعتبر أنّ أطرافًا داخل مجلس الأمن تواصل ابتزاز الحكومة السورية، معتبرًا أن سوريا تتعرض لعدوانين متزامنين، الأول تشنه دول ذات عضوية دائمة في المجلس والثاني تشنه "مجموعات إرهابية". وجدّد منذر، نفي الحكومة السورية الضلوع في هذه الجريمة، مُشيرًا إلى أنّ دمشق "ليس لديها هذه الأسلحة ولم تستخدمها ولن تستخدمها ضد مدنيين". من جهتها، عرضت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة نيكي هيلي، صورتين لضحايا الهجوم وقالت "لا يمكن أن نغلق أعيننا عن هذه الصور"، وأضافت "لا نعرف كل شيء عن الهجوم، لكننا نعلم أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية من قبل" ووصفت الهجوم بأنه يشكل "تدنيًا جديدًا حتى بالنسبة لنظام الأسد". وحذرت هيلي، من أنه "إذا لم يتحرك المجلس، فإن بعض الدول قد تتحرك بشكل فردي"، معربة عن رغبة أمريكا في رؤية روسيا تستخدم تأثيرها على النظام السوري. وهاجمت المندوبة موسكون وقالت "روسيا تحدت ضمير العالم، لو كانت تقوم بمسؤولياتها لما كانت هناك أسلحة كيميائية لدى نظام الأسد". وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أصدرت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد بالتحديد، بعد اتهامه باستخدام الأسلحة الكيميائية في بلدة خان شيخون في ريف إدلب بالشمال السوري التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وقال البيان الصادر باسم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، "تدين الولاياتالمتحدة بشدة الهجوم بالأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب، بما يشكّل الادعاء الثالث باستخدام هذه الأسلحة في الشهر الماضي وحده، حيث تتحدث التقارير عن مقتل العشرات، بما في ذلك الكثير من الأطفال". وأضاف البيان "في الوقت الذي نواصل فيه رصد الوضع الرهيب، بات من الواضح أنّ هذه هي الطريقة التي يعمل بها بشار الأسد، بربرية وحشية بدون انقطاع، ولا ينبغي على الذين يدافعون عنه ويدعمونه (بشار الأسد) بما فيهم روسيا وإيران أن يتوهموا بشأن حقيقة الأسد أو نواياه، فاستخدام أي شخص الأسلحة الكيميائية لمهاجمة شعبه ينمّ عن تجاهل أساسي لكرامة الإنسان ويجب أن يخضع للمساءلة". وجاء في البيان "بات من الواضح أيضاً أنّ هذا الصراع المروع، الذي أصبح الآن في سنته السابعة، يتطلب وقف إطلاق نار حقيقي، ومؤيدو المقاتلين المسلحين في المنطقة بحاجة إلى ضمان الامتثال.. نكرر الدعوة إلى روسيا وإيران لممارسة نفوذهما على النظام السوري وضمان عدم وقوع هذا النوع من الهجمات المروعة مرة أخرى. روسيا وإيران هما الضامنان المعلنان لوقف إطلاق النار المتفاوض عليه في أستانا، ويتحملان بالتالي مسؤولية أخلاقية كبيرة عن هذه الوفيات".