كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تفاصيل تزويد إيران للحوثيين بطائرات دون طيار، مشيرة إلى أن هناك تقريرًا سيصدر اليوم عن مؤسسة تهتم بمراقبة تصدير الأسلحة وبيعها، منوهة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية زودت المتمردين الحوثيين بطائرات دون طيار خفيفة؛ للقيام بهجمات على طريقة "الكاميكازي" اليابانية. وقالت "الصحيفة": إن "هناك أدلة واضحة عن قيام إيران بهذا التحرك، خاصة أن الباحثين قاموا بمقارنة الأرقام المتسلسلة بالصواريخ التي استخدمها الحوثيون في عمليات "الكاميكازي" بتلك الصواريخ المعروفة أرقامها التي تستخدمها إيران. وأكد "الباحثون" على وجود صلة بين الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون بتلك المصنوعة في إيران، حيث تعرفوا عليها من خلال طائرة دون طيار حصل عليها مقاتلو تنظيم "داعش" أثناء مواجهاتهم في العراق مع ميليشيات تحظى بدعم من إيران. وأوضحت "التايمز" أن الطائرات دون طيار التي عثر عليها في اليمن هي من النوع الذي زعم الحوثيون أنهم صنعوه محليًا وأطلقوا عليه اسم "قاصف-1"، إلا أن التصميم والرقم المتسلسل لا يختلفان عن ذلك المصنع في إيران، الذي أطلق عليه اسم "أبابيل". ونقلت الصحيفة عن مؤسسة البحث في التسليح للنزاعات تقريرها في نوفمبر والذي جاء فيه، "أن الصواريخ المضادة للدبابات، التي عثر عليها في سفينة، تشبه الصواريخ التي عثر عليها الإماراتيون في ساحة المعارك". وأضافت أن الأدلة الجديدة تربط وبشكل مباشر خط الإمدادات للحوثيين إلى طهران، حيث أن هذه الطائرات يتم إطلاقها من عربات موجهة "أو يو إي في"، وتشير إلى أن الحوثيين المتحالفين مع صالح لديهم القدرة على استخدام تكنولوجيا رخيصة الثمن لمواجهة التكنولوجيا التي يستخدمها التحالف بقيادة السعوديين. وأشارت المؤسسة إلى أن استخدام "قاصف-1" يؤكد أن إيران تواصل تعزيز قوة التحالف "الحوثي - صالح" بمعدات عسكرية متقدمة، مضيفة أن وجود الطائرات المصممة إيرانيًا في اليمن لا يؤكد فقط الدعم الإيراني المادي لدعم التحالف الحوثي- صالح، لكنه يؤكد الدور الذي تؤديه لمساعدة الجماعة على شن عمليات متقدمة ومنسقة". وأوضحت الصحيفة" أن إيران زادت في الشهور الأخيرة من دورها في الصراع المستمر منذ عامين في اليمن، حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم، ويضاهي ذلك نفس الاستراتيجية التي انتهجتها لدعم حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في سوريا. وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة "رويترز" الاخبارية: إن "الميجر جنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل "تمكين" الحوثيين. وذكر المسؤول "في هذا الاجتماع، اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي"، مضيفًا "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط." من جانبه قال اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي: "لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يُهرِّبون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة". وأضاف "نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض.. في حين أنه لم يكن موجودًا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين، لقد جاء بعد ذلك". وقالت مصادر غربية ل"رويترز": إن "إيران تستخدم سفنًا لتوصيل إمدادات إلى اليمن إما مباشرة أو عبر الصومال لتتحايل على جهود التحالف لاعتراض الشحنات، حيث ما أن تصل السفن إلى المنطقة يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه". ومن المعتقد أن المياه المفضلة لتنفيذ تلك العمليات تشمل خلجانًا صغيرة للصيد قرب "ميناء المكلا"، برغم أن هذا يتطلب أن يخوض من يتم تهريبهم من رجال أو عتاد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون. وأشارت الوكالة إلى أنه في الفترة من سبتمبر 2015 حتى مارس 2016 اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مرارًا أسلحة قال مسؤولون: إنها "على الأرجح كانت متجهة للحوثيين". وصرح مسؤول عسكري أمريكي أن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس من العام الماضي، عندما توقفت عمليات الضبط، حيث شمل العتاد صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق بالسعودية. وأضاف المسؤول الأمريكي "لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية، فتقييمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران" وأقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح "أرمامنت ريسيرش سيرفسز" التي تعقبت عتادًا إيرانيًا انتهى به المطاف في اليمن، "بأن الكميات قد زادت". وأضاف جونز "لاحظنا المزيد من النجاح في عمليات النقل البحري خلال الشهور القليلة الماضية، وأظن أن الزيادة عموما في وتيرة ما نوثقه من أسلحة إيرانية ترجع جزئيًا إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم البحرية".